أقام مهرجان القاهرة السينمائي، في دورته الـ37، ندوة بعنوان «الحفاظ على تراث السينما وترميم اﻷفلام»، في قاعة المجلس الأعلى للثقافة، بحضور رئيس المهرجان، ماجدة واصف، والناقد يوسف شريف رزق الله، مدير المهرجان، ومستشار وزير الثقافة، خالد عبدالجليل.
كما حضرت الفرنسية بياتريس دي باستر مسؤولة ترميم وصيانة اﻷفلام بمركز cnc والدكتور محمد كامل القليوبي، وجيهان إبراهيم، كبير الباحثين بدار الكتب، وطارق الجبلي، رئيس مكتبة الأفلام في شركة روتانا، وأدارت الندوة مروة الصحن، مدير الأنشطة الفرانكوفونية بمكتبة الإسكندرية.
ووجه خالد عبدالجليل خالص تعازي وزارة الثقافة المصرية للحكومة الفرنسية على ماتعرضوا له من عمليات إرهابية غاشمة.
وقالت مروة الصحن إن أهمية الأفلام ليست صناعتها ولكن الحفاظ على تراثها، والأهم أنها تمثل حفاظنا على كل مرحلة في تاريخ عمر الوطن.
وقال الدكتور محمد كامل القليوبي إنه تحدث منذ 5 سنوات في مثل هذه الندوة بمهرجان القاهرة، ولكنه أصبح كلام ولم ينفذ أيا من الكلام، مضيفًا أنه بعد اتخاذنا خطوات جادة للترميم السينمائي تم ترميم متحف عمر طوسون ولكن بعد ذلك انتهى المشروع بلا سبب.
وتابع: «جاء لي هاجس لعمل أرشيف بعد 50 سنة، لكن فكرة الأرشيف والاحتفاظ على التراث ليس من ثقافتنا أو المسؤولين عن الدولة، فلا يوجد إيمان بالأرشيف والتراث ولكن قريبا سنحاول عمل أرشيف لمحاولة عمل أرشيف في مصر».
واستكمل: «لاتوجد قانون لحماية تراث السينمائي في مصر ولكن منذ 15 سنة قررنا تقديم مشروع قانون للحماية، وأرسل لجنة التشريع في مجلس الشعب وتم عمل قانون لينهي العبث بالأرشيف والتراث السينمائي، وتم بالفعل إرساله لمجلس الوزراء وعاد لمجلس الشعب ليدخل الأدراج وينتهي واختفى ولا أحد يعرف أين ظهر، ولكني أعتقد بأن غرفة صناعة السينما كانت السبب في إخفاء القانون بسبب المصالح الشخصية، فكيف نحافظ على التراث ولا يوجد لدينا قانون».
وواصل: «السينما المصرية تعرضت للتخريب فلو قلنا إن أرشيف السينما 4 آلاف فيلم فهناك غيرهم 800 مفقودين أو أعدموا وذلك بسبب الإهمال المزمن في مصر»، موضحًا: «الوزير فاروق حسني أعاد تأسيس السبنماتك، ولكن كان هناك خطأ في فكرة الأرشيف ولكن بعد اتخاذ إجراءات قوية لتحول المبنى الذي خصص لنا في دار الاوبرا تم سحبه منا ليصبح المركز القومي للترجمة، وأخذته سوزان مبارك لأنها صاخبة نفوذ، ولكن الدولة الفاشلة ثقافيا وتعليما لا تعرف معنى كلمة أرشيف».
وقال رئيس الترميم والتراث في مركز cnc الفرنسي، بياتريس دي باستر، إنه لايوجد في فرنسا قانون مثل مصر لحفظ النجاتيف ولايوجد تشريع في ذلك السياق، وأن الدولة لا تستطيع ان تضبط الملكيات الخاصة.
وأضافت: «التراث السينمائي عام 1969 بدأ المركز في مهمة حفظ وجمع وترميم التراث السينمائي فاتخذنا إجرائين وهي مسيرة ثقاية وتدخل مادي، فكان المهم أن نعرف مابين أيدينا أو الترميم الطبيعي أو المادي فهما مركبين وأحيانا يكونوا مناهضين للإنتاج ومدمرين للعمل».
وتابعت: «في بعض الأوقات يمكن أن تتعرض الأفلام للتدمير بسبب الترميم، وليس من المؤكد أن نحصل على نتائج مرجوة، فعلينا أن نأخذ الحذر والحيطة في التعامل مع التراث فكان أهم ما يواجهنا هو عدم إلحاق الضرر بالصور لأنها من الممكن أن تدمر العمل ككل.
وقال طارق الجبلي، رئيس مكتبة الأفلام في روتانا، إنه قام بتحضير فيلم وثائقي يوضح كيفية الترميم التي قمنا به، بينما قالت جيهان إبراهيم إن الفن وثيقة فنية وقانونية ومصر من أوائل الدول التي عرفت السينمت، مشيرة إلى أن هناك بعض الفنانين تخلصوا من النيجاتيف والأصول القديمة لكي يضعوا مكانها الجديدة.
وقال خالد عبدالجليل إن هناك من يعمل في صمت من أجل الحفاظ على تراث السينما، وأكد أنه في 2010 كان هناك مشروع للحفاظ وبالفعل تم ترميم مبني عمر طوسون ليكون بدايته لكن بعد قرار انفصال وزراة الثقافة عن الآثار انتهى ووقف المشروع.
وأضاف أن الأفلام كانت في شركة الصوت والضوء وكافحنا لاسترجاعها، لكنهم طلبوا منا قوائم بأسمائها واستطعنا استرجاع 159 فيلم وكانوا في ثلاجة شركة الصوت والضوء.
واختتم الندوة محمد كامل القليوبي قائلًا إنه اذا لم يوجد قانون للحفاظ على التراث السينمائي لن يكون هناك أرشيف سينمائي في مصر، وطالب هيئة الحفاظ على النظافة بالبحث في قمامة مجلس الشعب عن القانون الذي تم تسنيته منذ 15 عامًا.