لابد أنكم تتذكرون أغنية عبدالوهاب «كلنا نحب القمر، والقمر بيحب مين؟».. استدعيتها الآن، وأظنها صالحة من جديد، حين أرى مبادرات تنشيط السياحة إلى شرم الشيخ.. كلنا عاوزين نروح شرم الشيخ والغردقة.. الصبح ممكن نخليها زى اسكندرية.. ترش الملح ما ينزل.. المهم شرم عايزة مين؟.. عايزة سياحة أجنبية ولا محلية؟.. أيهما أجدى؟.. لم نسمع صوت اصحاب فنادق شرم حتى الآن!
لا أقلل من قيمة المبادرات هنا وهناك.. لكنها تبقى الخطوة الأخيرة.. هذه الجهود ينبغى أن توجه إلى الخارج.. ينبغى دعوة رموز ونجوم أوروبية إلى الغردقة وشرم.. ينبغى إقامة مسابقات دولية مثل ملكات الجمال، كما يحدث فى الغردقة الآن.. ينبغى إقامة حفلات ومهرجانات ومباريات دولية.. ليست محلية.. الحكاية ليست بزياراتنا إحنا.. كنت أسمع أن أصحاب فنادق شرم يغلقونها، ولا يذهب إليها مصريون!
على عينى وراسى مبادرات محطات فضائية.. وعلى عينى وراسى مبادرة نادى القضاة والوزير أحمد الزند.. شىء وطنى رائع.. ربما تتلوها نقابات أخرى.. ربما تتشجع نقابة الصحفيين وتقوم بعمل مماثل.. فنادق شرم الشيخ تريد أن تحافظ على مستوى معين.. من قبل حدثنى صاحب قرية سياحية فى الغردقة عن شىء كهذا.. قال بصوت خافت: نخسر فى حال أصبحت السياحة مصرية.. بهدلة حقيقية فى كل شىء!
مصر تحتاج أن تخاطب العالم عبر وزارتى الخارجية والسياحة.. مهم أن يكون الخطاب للمواطن لا الحكومات.. مهم أن نكشف المؤامرة الأنجلو أمريكية.. إنها هجمة اقتصادية تشبه الهجمة العسكرية على العراق.. يريدون التصدى لنا بكل ما يملكون.. المشروع الغربى لتقسيم المنطقة مازال قائماً.. مصر كسرته بقيادة السيسى.. ما حدث نوع من الانتقام.. صحيح هذه المبادرات نوع من الرفض، لكنها لا تكفى!
جميل أن نتحدى المخطط الغربى.. شىء رائع ألا تنطفئ الأنوار.. شىء طيب أن نذهب إلى شرم.. لكننا نأخذ من هذا الجيب ونضع فى هذا الجيب.. نريد دولار أخضر.. نريد إضافة إلى الخزينة العامة.. المهم أن يقوم اصحاب الفنادق بإدخال كل الواردات الدولارية إلى مصر.. علمت أنهم يقسمون الدولار نصفين.. نصفه فى الخارج ونصفه يدخل مصر.. هذه هى مشكلة أصحاب الفنادق أنفسهم.. مهم أن يقفوا بجوار مصر!
مصر كلها انتفضت لتضىء أنوار شرم، استجابة لدعوة الرئيس.. رسالة بأننا لن نركع.. لن تنهزم.. سنقتسم الرغيف معاً.. المبادرات كلها وطنية ومحترمة.. لا أشكك فيها بالمرة.. لكنها لا تكفى.. ينبغى أن نشجع شركات السياحة الأجنبية على تنظيم رحلات.. ينبغى أن نوجه الخطاب فى صحف أجنبية، وأن نشترى مساحات ثابتة.. المبادرات المحلية لا تكفى على المدى البعيد..لا تضيف «دولارات» للاحتياطى الأجنبى!
انتفاضة السياحة الداخلية رائعة.. ليس جديداً حين ننتفض.. عرفونا فى 25 يناير، وعرفونا فى 30 يونيو و26 يوليو.. هم يعرفون أن بلادنا آمنة.. يتحدثون عن قنبلة فى الطائرة، كأنهم هم من وضعوها.. ينبغى أن نكشف كذبهم.. ليس بالذهاب إلى شرم فقط.. كلنا عايزين نروح شرم، المهم شرم عايزة مين؟!