x

طارق الشناوي نجوم زمن «48» ونجوم زمن الناس الرايقة طارق الشناوي الخميس 12-11-2015 21:27


هل الأفضل أن تأتى نجمة من هذا الجيل إلى حفل الافتتاح مثل سمية الخشاب، وعندما يسألونها عن الجائزة التى تحمل اسم فاتن حمامة ورأيها فى إهداء الدورة إليها؟ تأتى الإجابة مفعمة بكل التلقائية حاملة براءة الأطفال فى عينيها وشفتيها وذاكرتها «ربنا يديها الصحة والعافية وطولة العمر»، هل الأفضل أن تستمع إلى تلك الإجابة التى تشعرك بالغياب التام عما يجرى فى الحياة، وأن هذا النجم أو تلك النجمة ينتمى إلى عالم «الناس الرايقة اللى بتضحك على طول» ويعيش فى برجه المعزول عن إيقاع الحياة خارج نطاق الزمن، هل الأفضل أن يستمر النجوم الشباب فى الغياب عن المهرجان، لنتأكد كم هى فى الحقيقة فوائد الغياب، كما قال سقراط «تكلم حتى أراك»، الأفضل للبعض أن يظل صامتاً، نعم أنا مثل كثيرين أتعجب من حالة التقاعس التى صارت تشكل منهج النجوم الشباب فى علاقتهم بمهرجان بلدهم، وكأن شيئاً لم يكن، يقولون لا أحد يدعونا أو يتصل بنا، وكأنهم بحاجة إلى دعوة، بالمصادفة شاهدت فى الافتتاح عزت أبوعوف، الرئيس الأسبق للمهرجان، فقال لى إنه كان يتصل بهم بنفسه وليس السكرتارية، ويؤكدون له الحضور، ثم فى اللحظات الأخيرة يخذلونه، فى الحقيقة المهرجانات لا يقاس نجاحها بمن غاب ومن حضر من النجوم، ولكن بالتفاصيل مثل اختيار الأفلام والندوات، كان حفلاً رائعاً بسيطاً وتلقائياً ومكثفاً فى كلماته ودقيقاً فى تتابع الصعود إلى خشبة المسرح، وهذا ما يحسب للمخرج خالد جلال، وشاهدنا رئيسة المهرجان د. ماجدة واصف، تكتفى بالصمت، رغم أن الموقف كان يستحق كلمة، كم تمنيت أن تقولها، ولكن هكذا دائماً الصديقة العزيزة، منذ أن شاهدتها قبل ربع قرن رئيسة لمهرجان معهد العالم العربى فى باريس، سوف أعود إلى الحفل بمزيد من التفاصيل، تلح على الآن تلك التفصيلة أو المفارقة، حيث تابعت على «النت»، «بوست» أرسله الكاتب الكبير محمد عفيفى، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وأطلق عليه بذكاء على طريقة «الكلام إلك يا جارة» عنوان «على هامش مهرجان السينما»، تناول تبرعات المشتغلين بالسينما للجيش المصرى الظافر فى فلسطين، كان المقصود بالطبع حرب 48 والتى وصفت بالنكبة، وبعيداً عن قضية الأسلحة الفاسدة والتى كان المقصود بها أن الذخيرة بدلاً من أن تنطلق إلى صدور الأعداء ارتدت إلى جيشنا، ملحوظة اكتشفنا أنه لم تكن هناك أسلحة فاسدة ولا يحزنون، ولكنها الشماعة التى علقنا عليها فشلنا فى تحرير فلسطين، بالطبع ليست هذه هى قضيتنا، ولكن دعونا نتأمل التبرعات، والتى ألقت أيضاً بظلها على مكانة النجوم فى ذلك الزمن، صاحبة العصمة أم كلثوم، كما كانوا يطلقون عليها، دائماً ما تتقدم الصفوف فى الإبداع وبالأرقام، دفعت 820 جنيهاً، وفى المركز الثانى ليلى مراد 500، وهو نفس الرقم الذى دفعه محمد عبدالوهاب، بينما وجدت مثلا أن محمد الكحلاوى يدفع 300 جنيه وسيارة «ستيشن واجن» لا أدرى بالطبع كم كانت تساوى تحديدا، ولكن المؤكد أنها تضع الكحلاوى فى مكانة كبار المتبرعين، الرقم الذى استوقفنى هو فريد الأطرش المشهور بالكرم 100 جنيه فقط لا غير، الأرقام تستفزنى لمزيد من التحليل، إلا أن أهم ما فيها هو الإحساس الوطنى والعطاء الذى كان يشكل طبيعة نجوم ذلك الزمن، المساحة المتبقية أمامى تضيق حيث ينبغى فى الحقيقة أن نتوقف مع ضربة البداية، وأعنى بها حفل الافتتاح والفيلم «ريكى وفلاش» بطولة ميريل ستريب كان اختياراً موفقاً، ولأول مرة أرى الجمهور يستمر فى الصالة حتى نهاية العرض متابعاً الفيلم العائلى الحميم.

وتبقى فى الذاكرة تلك الكلمة الرائعة التى ارتجلها حسين فهمى: «من الممكن أن تسقط الطائرة ولكن من المستحيل أن تسقط مصر»، وأيضاً لا أقول الأفلام ولكن أشرطة الومضات السريعة التى قدمها المخرج الشاب، مهاب زنون، تحية للمكرمين، كان بها إحساس عال بالإيقاع.

سوف نتابع معكم المهرجان وفعالياته، نجحت الإدارة الجديدة فى الكثير، ولكن يبقى مثلا موقع المهرجان الهزيل على «النت» وهو ما يدعونا للتساؤل: كيف لا تتم الاستعانة بمتخصص؟ ولماذا لا يتم حتى الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أراها تحمل إساءة بالغة للمهرجان، بقعة سوداء على الثوب الأبيض.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية