تتفنن الصحف فى كتابة كل ما هو غريب وخطير لتلفت نظر القراء. لكن غالبية الناس فى بلادنا لا تقرأ الصحف. فبعضهم قد يقرأون من الفيس بوك والأكثرية تكتب لتخاطب بعضها البعض فتمدح أو تذم. وأقول تكتب مجازا لأنهم لا يجيدون الكتابة لأنهم لم يتعلموها تماما، خاصة الشباب، الذى لا يعرف ما حدث فى تاريخنا منذ سنوات قريبة. والغالبية يؤمنون بالإسلام الحنيف، كل حسب مذهبه وأعداد غفيرة منهم تصلى كل الفرائض فى أوقاتها وتصوم وتتصدق وتتفلسف، ثم ترتكب كل المعاصى التى ينهى الدين عنها. فما حاجتهم بعد ذلك لقراءة الصحف التى تمتلئ بعشرات المقالات أو الأخبار المثيرة والتى أصبحت لا تثيرهم، خاصة أن كل منهم يسعون إلى رزقهم، فإذا رزقوا، راحوا يبحثون عن المزيد من الرزق بأى طريقة.
فما حاجتهم للقراءة وكل شىء يرونه كل يوم يحدث أمامهم أو يسمعون عنه. خذ عندك حوادث الطرق والسرقة والخطف والتحرش بالنساء والأطفال والنصب والشجار والرشوة فى كل مكان والقتل بالخطأ والقتل بالعمد وكافة أنواع الجرائم والكوارث التى تحدث فى كل المحافظات، وأصبحت من الأمور العادية بل وطبيعية للغاية وذلك منذ سنوات بعيدة.
ولا نعرف متى تنتهى أو تخف وهى تحدث لأننا نرتكب كل هذه الموبقات. أبسطها إلقاء القمامة فى كل مكان، دع عنك أخطاء الحكومة التى لا تتحرك إلا عند وقوع المصائب والرشاوى التى يعيش منها الموظفون وإهمال الأطباء، فضلا عن أخطائهم الجسيمة ثم المظاهرات التى لا تتوقف. وباقى المصائب التى تحدث عندنا مثلما تحدث فى بقية أوطان وطنى حبيبى الوطن الأكبر المحيطة بنا. والتى يوم ورا يوم أمجاده بتكبر. وانتصاراته مالية حياته... إلخ.
وعدد آخر يعرف لكنهم يتربحون من علاج الذين يملكون المال فقط. والباقى ربنا يتولاهم. والفقراء يسرقون كلما حانت الفرصة أو يموتون ولو كانوا أطفالا صغارا. أو يخططون للسرقة عمدا مع سبق الإصرار. ونساء يعملن بالدعارة بالإكراه أو بالجبر. أو لأنها لا تجد من تتزوجه.والمحرومون من الزواج يؤمنون بأن التحرش بالنساء حلال بين ليس فيه أى عيب. بل هو حقه. واسألوا السلفيين.
أما الطبقة الوسطى فهى تعيش فوق حد السيف فهى مهددة أن تسقط من قعر القفة التى تعيش فيها ولكن بسبب ذلك لا تشترى ولو صحيفة واحدة، فهى مشغولة بالإنجاب لعل واحدا من أولاده يكون حظه أفضل ولكنه غالبا لا يعيش حتى يفرح به لكثرة الأعباء التى لم يتحملها.
لكن من هذه الفئة من يعمل موظفا لكنه يرتشى حسب وظيفته. وتكبر رشوته مع شطارته. فإذا عجز عن ذلك طلع زرابينه على الناس ولو كانوا فقراء مثله. إلا أن يقرؤوا الجرائد لكى يعرفوا أخبار الرشوة التى يأخذها غيرهو؟ جائز والله.
ومنهم من يقرأ الصحف الأجنبية أيضا كى يتعلم منهم ويعمل معهم إذا استطاع.
والأجانب يقرأون الصحف بإمعان. وساستهم يحاولون تغيير العالم فى منطقتنا. ويتضامنون ليتقاسموا الغنيمة. وفى حادث سقوط الطائر الروسية فى شرم الشيخ، عرفت الناس دون صحف. وهب الأمريكان والإنجليز فكانوا أو من أذاع خبر الطائرة وادعوا من اللحظة الأولى أنها وقعت بسبب إهمالنا وغفلتنا.. لتضرب السياحة عندنا. ولم يتألم منا إلا من يعملون بالسياحة خوفا من الركود. فماذا عن الذين قتلوا وأصيبوا من أول ربيعنا العربى مرورا بربيع الإخوان إلى الربيع الحالى وبلا قراءة صحف.
سيتألم من أضيروا فقط. وأنسى كل العقود السابقة. لأن اللى فات مات وإحنا أولاد النهار ده. كما تعلم، فلماذا نهتم نحن بالطائرة الآن؟. سواء حدثت بفعل فاعل أمريكى أو إنجليزى أو إرهابى. ما حصلت وخلاص.
وسارعت أمريكا وإنجلترا وأصدرتا قرارات للحد من ذهاب مواطنيهم للسياحة عندنا. واضطرت روسيا رغما عنها أن تأخذ قرارا مشابها خوفا من لوم مواطنيها ولو إلى حين. كل ذلك رغم أن الأمر لم يتأكد حتى الآن.
وربما سقوطها حدث بعمل متعمد بواسطة المخابرات الإنجليزية أو الأمريكية أو إرهابى يتبع هؤلاء.
فما الذى يجعل مواطنينا يهتمون بهذا أو غيره من الحوادث. وما الذى يجعل الناس، خاصة الشباب، يضربون عن الذهاب للانتخابات عندنا؟. اسأل العدد الكبير من شبابنا على حوادث حصلت فى بلدنا عن أشياء مهمة حدثت من عشرين سنة مثلا، وحاول أن تعرف إذا كانوا يعرفونها أم لا. وسوف يخيب أملك.