أكيد صلاح دياب غلطان.. ليس لأنه لم يهرب بفلوسه على لندن ومكث هناك مثل غيره، وليس لأنه كان حريصا فى الندوات على طرح رؤى وحلول لمشاكل راهنة بدل ما يقول «وأنا مالى».. لكنه غلط بشدة عندما دخل ينام بالبيجامة، وكان المفروض أن ينام بالبدلة تحسبا للهجوم الليلى عليه فى غرفة نومه!.. غلط عندما تصور أن الدولة لا تنتهك الحرمات.. لا يجب أن ينام أحد بالبيجاما من هنا ورايح، محدش عارف مين اللى هيخبط عليه!.. يخبط؟.. طب يا ريتهم خبطوا.. لقد علمت من أهل البيت أن «الهجامة» فصلوا نور الفيلا قبل اقتحامها ثم استيقظ المهندس صلاح وزوجته على صوت «خروشة» فى الغرفة ففوجئوا بالملثمين يحيطون بالسرير!!.. وبعد هذا يعلق مسؤول بالداخلية بأنه لا أحد فوق القانون!.. وهل اقتحام غرف النوم على الزوجات من القانون؟!.. هل تسريب الصور للصحف ونشرها من القانون؟..
ثم فجأة أخرج الحاوى سلاحا آليا فى غرفة لا ينام فيها أحد.. طب وليه ما طلعوش جوز أرانب بالمرة وللا جوز حمام؟.. أم أننا نحمد ربنا أن فاعل الخير الذى دس السلاح لم يدس مخدرات؟.. من دخل منزل صلاح دياب ورأى الأحفاد وهم يتحركون ويدعبسون فى كل زخنيق فى البيت طوال اليوم مستحيل أن يصدق أنه يقدم على وضع سلاح فى أى مكان فى هذا البيت المزدحم بالأطفال!.. لكنها غلطة صلاح دياب سواء عاجبك أو مش عاجبك.. لما الحكومة تقول إنها وجدت سلاح تبقى وجدت سلاح.. حتى لو لا يحمل السلاح بصماته.. هو بتاعه يعنى بتاعه.. أصلهم وجدوا سلاح آلى بيقول ماما وبابا وصلاح دياب.. غلطة صلاح دياب أنه نام آمنا فى بيته.. كان المفروض ينام بنص عين، ويطلب من زوجته تسلمه بطاقتها ليتأكد من هويتها.. من هنا ورايح لا تأمن حتى لمن ينام بجوارك!..
الرئيس يعلم قدسية الحرمات.. الرئيس يحمل قلبا يرتجف من خشية الله لا يجرؤ على انتهاك الحرمات فكيف يكون قد علم مسبقا بهذه الطريقة المشينة ووافق عليها؟.. أعلم أن الرئيس لم ينم ليلة أن تم القبض على وزير الزراعة فى ميدان التحرير بتلك الطريقة المشينة.. أعلم أنه أبلغ الجهات المسؤولة بغضبه الشديد مما حدث مع هذا الوزير، إذن فالرئيس مستحيل كان يعلم بانتهاك حرمة بيت صلاح دياب، فكيف إذن تجرأت الداخلية وقبضت عليه بطريقة أقبح من طريقة القبض على الوزير التى أغضبت الرئيس؟.. هل الداخلية ترى نفسها أعلى من رئيس الجمهورية؟.. نحب نفهم بس.. هل يا ترى هناك فضول حكومى لمعرفة ما هو لون بيجامة صلاح دياب ورداء نوم زوجته؟... لا تحدثنى بقى يا حمادة عن نخوة أو رجولة.. كان زمان وجبر.. اليوم أصبح لدينا ملثمون يقتحمون فى الفجر غرف النوم حيث تنام السيدات.. وانت وحظك بقى.. لو لابس ومستور يبقى من حظك.. ولو مش لابس ومش مستور، يبقى من حظهم.. أومال فكرك هم بيقتحموا غرف النوم ليه؟.. وكما صوروا القبض على وزير الزراعة للتشهير به، فقد صوروا أيضا صلاح دياب وابنه لزوم التشهير ثم بمنتهى البجاحة يدافع من دافع بأن لا أحد فوق القانون!!.. يبدو أن الشعب عاد فى خدمة الشرطة يا حمادة وإحنا مش واخدين بالنا..
واضح أن لمسات حبيب العادلى معانا.. سمعنا خير اللهم اجعله خير أن الوزير الحالى يستشيره فى كل شىء.. إنت دوست مارشدير ورجعت ورا وللا إيه يا حمادة؟.. إحنا متفقين إنك هتجيب الفتيس على الأول ثم الثانى ثم تنطلق للأمام.. مالك جايب ورا ليه؟.. إذن، هل يبقى فى منصبه وزير داخلية يوافق على إنتهاك حرمات البيوت والهجوم على النساء فى غرف النوم؟.. هل يبقى فى منصبه وزير داخلية يوافق على الفضايح والتجريس؟.. ربما يبقى لو كنا مازلنا فى عصر مبارك، لكننا الآن فى عصر السيسى، فهل يرضى الرئيس أن يكون عصره عصر التجريس وهتك حرمات البيوت ومهاجمة النساء فى غرف النوم؟.. قلبى بيقولى لأ حبا فى الرئيس، وأتمنى ألا يخدعنى قلبى.. لكن حتى يفصل الرئيس فى هذا الأمر، إبقى خلى بالك بقى يا حمادة واوعى تستحمى فى بيتكم.. محدش ضامن!