أكدت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس المهرجان، أن حادث الطائرة الروسية ألقى بظلاله على الدورة الـ37 للمهرجان التي تنطلق الليلة وأنها تلقت 3 اعتذارات عن عدم الحضور من 3 سينمائيين أجانب. وقالت، في حوارها لـ«المصرى اليوم»: إن المهرجان يتأثر بالأحداث الحالية لأنه مرآة للبلد وإن إدارة المهرجان حرصت على التواصل مع دول العالم المختلفة ودعوة نجومها للإسهام في تصحيح صورة مصر التي يحاول الإعلام الغربى تشويهها، وأوضحت أنه لا يوجد بين أفلام المهرجان فيلم واحد يقتصر عرضه على الصحفيين والنقاد وأن علاقة المهرجان بالرقابة هي علاقة تكاملية.. وإلى نص الحوار:
■ حادث الطائرة الروسية هل ألقى بظلاله على المهرجان؟
- حصل بالفعل اعتذار من النجمة الأمريكية هيلارى سوانك عن عدم الحضور، وأيضُا اعتذار آخر من مخرج فيلم فرنسى ومخرج روسى مشارك في أحد البرامج الخاصة بالدورة الـ37، وهذه الاعتذارات لا تمثل خسائر فادحة للمهرجان، فلدينا 200 ضيف منهم 3 فقط اعتذروا ولا توجد مشكلة نهائيًا.
■ وكيف تعاملتم كمهرجان مع هذا الوضع؟
- نحن كإدارة المهرجان مستمرون في شغلنا بشكل جيد، والشىء الوحيد الذي ممكن أن نتحدث عنه هو الاعتذارات، فلو جاءت اعتذارات كثيرة ستمثل مشكلة حقيقية، وأتمنى ألا يترك حادث الطائرة تأثيرا مباشرا علينا، والنسبة الضئيلة التي حدثت من اعتذارات لن تؤثر علينا حتى الآن، لكن الأحداث السياسية تؤثر على المهرجان لأننا مرآة لكل الأحداث التي تقع بالبلد، فالاستقرار يعود بالطبع علينا، وما نطلبه من الدولة هو الحقيقة والشفافية، فهذه المشكلة أخذت حجما كبيرا جدًا لذلك على السلطات المصرية أن تبلغنا بالتحقيقات أولا بأول، مع العلم أن الإعلام الأوروبى والدولى لا يتعامل مع حوادث الطيران التي تحدث كثيرًا مثلما تعامل مع الحادثة المصرية، فهناك حادثان حدثا في ماليزيا منهما اختفاء طائرة لم يعرف أحد عنها شيئا، لكن على خلفيتها لم تتم مقاطعة ماليزيا، وعلينا أن نفهم أبعاد ما يحدث من حملة مريبة على مصر.
■ كيف تم تأمين فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى؟
- دخلنا في اجتماعات مكثفة مع كل المسؤولين في الدولة في كل قطاعاتها وكل قطاعات الوزراء من السياحة والخارجية والداخلية، لتوفير التأمين على أعلى مستوى لضيوفنا، والأهم المصريون وتأمينهم في المهرجان، فأنا حريصة على ضيوفنا من المصريين مثل الأجانب، لأنهم يهمونى كثيرًا، وتأمين كل المنافذ في دار الأوبرا، وكل ضيوفنا مؤمنون تماما، المصريون قبل الأجانب.
■ كيف يسهم المهرجان في تصحيح صورة مصر في الخارج؟
- متواصلون مع كل العالم من أجل المهرجان ونشر صورة قوية وصحيحة عن مصر، فنحن مهرجان دولى وبعد اختيار الأفلام تواصلنا مع كل السفارات.
■ ما هو الشكل الذي ستظهر به الدورة الـ37؟
- أتمنى أن يكون العنوان الرئيسى لشكلنا هو التنظيم الجيد واحترام المواعيد واحترام الحضور، فالمسائل التنظمية أخذت وقتا طويلا بالنسبة لنا، ونحن نتعامل مع سلوكيات في بعض التوقيتات لا تكون على مستوى الحدث، لكن بعد دورة ودورتين سنبدأ في احترام النظام الذي سيطبق من هذه الدورة، مثلا الحضور في حدود الأماكن المتاحة، لذلك علينا احترام هذه التنظيمات وعدم خرقها بافتعال المشاكل، فنحن لدينا قاعات عرض كثيرة بين كل فيلم ربع ساعة، والبرنامج ملىء بالأفلام القوية والمحترمة فإذا لم تدخل فيلما معينا انتظر عرضه الثانى في يوم آخر، وأيضًا اعتمدنا هذا العام على الموقع الإلكترونى للمهرجان من خلال تسجيل كل البيانات، وفى البداية تلقينا مقاومة للقرار لكن بعد ذلك بدأ الكل يأخذ على هذا الوضع ويستوعب هذه التكنولوجيا الجديدة.
■ الرقابة وإدارة المهرجان هل هو دور تكامل أم تنافس؟
- إطلاقًا لم تكن بيننا لعبة قط وفار فنحن تحدثنا في البداية مع الدكتور عبدالستار فتحى وسألته عن تقديم الأفلام للرقابة وطلب مشاهدتها، وتمت رقابة الأفلام ولم نتلق أي اعتراض على فيلم منها، لكن الأفلام ليست لديها رقابة بمعنى القبول أو الرفض، فمثلا مهمة الرقابة توجيه النصح بعرض الأفلام، بمعنى عدم المساس بها نهائيًا أو حذف جمل أو مشاهد، والنصائح التي تؤديها الرقابة من الممكن أن آخذ بها أو أرفضها، ويتم مناقشتها، لأن هناك قبل الرقابة لجنة مشاهدة وأيضًا مديرا فنيا للمهرجان هو الناقد يوسف شريف رزق الله، وهو خبرة كبيرة ويعلم جيدًا الذي يصلح للعرض في مصر والذى لا يصلح، لكن إذا كان القانون يلزم تقديم الأفلام للرقابة فنحن نحترم ذلك.
■ فكرة عرض أفلام المسابقة الرسمية لعدد من النقاد قبل أيام من الافتتاح.. ما الهدف منها؟
- هذه الفكرة جاءت من باريس عندما كنت أعمل بالنقد السينمائى وكنت أعيش هناك، وكانت تأتينى دعوات من مهرجان كان قبل المهرجان بأسابيع وذلك لمشاهدة الأفلام التي تم اختيارها لعروض خاصة للنقاد والصحفيين، وكانت هذه العروض، لأن هناك كما كبيرا من الأفلام تشارك في المهرجان وهناك صعوبة في مشاهدتها كلها، فبالتالى الكتابة عنها تصبح مسألة صعبة، لذلك قررنا عمل مثل هذه التجربة، حتى يتم التحضير جيدًا والكتابة عن هذه الأفلام.
■ كم عدد الأفلام التي يقتصر عرضها للصحفيين والنقاد؟
- لا توجد عروض ممنوعة للجمهور فكل العروض متاحة للجميع.
■ في حالة استمرار إدارة المهرجان في الدورة المقبلة.. ما رؤيتك لحل أزمة الميزانية؟
- حاليًا أتمنى أن تمر هذه الدورة على خير، وبعد ذلك سنفكر في الدورة الجديدة وأتمنى أن تحل أزمة الميزانية، فالمسألة الإدارية في المهرجان حرصنا فيها على كل قرش يتم صرفه، وبالتالى ستكون لنا وقفه مع الميزانية، أما استمرارى من عدمه فهذا يعود للمسؤولين في وزارة الثقافة.
■ كيف ستتغلبين على عزوف النجوم المصريين عن حضور المهرجان؟
- أهلا بهم في أي وقت، وأتمنى أن يتواجدوا معنا في فعاليات وعروض المهرجان وليس حفلى الافتتاح والختام فقط، فهذه فرصة ذهبية للجميع للاطلاع على ثقافات العالم فكل ما نستطيع أن نقدمه دعوتهم للحضور والمشاركة.
■ توقع الكثير أن فيلم الافتتاح مصرى، خصوصًا أن مصر تشارك لأول مرة بـ7 أفلام؟
-السبب أننا كنا نريد أن يكون فيلم الافتتاح هو «نوارة» للمخرجة هالة خليل، ولكن الفيلم لم يكن جاهزا.
■ يشارك فيلم أفغانى لأول مرة في مسابقة المهرجان.. فما تعليقك على هذه المشاركة؟
- الفيلم جيد ودائما معيارنا في الاختيار هو الأفلام الجيدة، ونحن مهرجان دولى، ونحرص دائما على التنوع في الاختيارات، فهناك فيلم أفغانى وآخر باكستانى وثالث هندى ورابع أمريكى، ونحن سعداء بمشاركة أفغانستان في المهرجان.
■ هل تمت دعوة الوفد السورى للمهرجان.. وهل سيكون هناك تصنيف للمؤيدين للنظام والمعارضين له؟
- لا يوجد شىء اسمه الوفد السورى، أهلا بهم في بلدهم، فنحن وجهنا دعوات للمشاركين بأعمال في المهرجان من كل الدول، وحرصنا على توجيه الدعوة للصحفيين السوريين بترشيح من الناقد مجدى الطيب، وليس لدينا تفريق سياسى بمعارضة أو نظام، لأننا مهرجان فنى لا نتدخل في السياسة نهائيًا.