x

«السيول» تضع «برج العرب» تحت «حصار العطش»

الأربعاء 11-11-2015 12:29 | كتب: محمد عبد العال |
تصوير : سحر عربي

تسبّبت موجة الطقس السيئ والأمطار الغزيرة التى وصلت إلى حد السيول، والتى شهدتها محافظة الإسكندرية، الأسبوع الماضى، فى تعرّض مدينة برج العرب الواقعة غربى المحافظة، لمأساة منذ، الأربعاء الماضى، نتيجة توقف محطات مياه الشرب المغذية لها عن العمل عقب ارتفاع نسبة الملوحة فى المآخذ المغذية لتلك المحطات بسبب امتلائها بمياه الصرف الزراعى التى غمرت مصارف الرى فى المنطقة.

وقال محمد عبدالماجد، أحد الأهالى، لـ«المصرى اليوم»، إن برج العرب تستغيث لليوم الخامس على التوالى، نتيجة تجاهل مسؤولى شركة مياه الشرب والمحافظة للكارثة، التى تعيشها المدينة منذ، الأربعاء الماضى.

وأضاف: «مسؤولو مجلس المدينة يتباهون بتوفير سيارة (تانك) أخذوا بجوارها بعض الصور التذكارية، رغم تزايد معاناة المواطنين، وأعضاء مجلس النواب لا حس ولا خبر، وعندما اتصل النائب رزق راغب بأحد الكوادر الشعبية وطلب منه استئجار جرارات ومقاطير مياه لتوزيع مياه على المواطنين على نفقته الخاصة، فوجئوا بعدم وجود مصدر للمياه». وتساءل «عبدالماجد»: «ألا يستحق هؤلاء المواطنون ومعاناتهم اهتمام المسؤولين بدلاً من تجاهل استغاثاتهم، ألا تستحق تلك الكارثة وقفة جادة لمواجهتها؟».

تأثير المأساة طال المنطقة الصناعية بالمدينة، التى تعد الأكبر على مستوى المحافظة، وقال المهندس محمد فرج عامر، رئيس جمعية مستثمرى برج العرب، إن المدينة أصيبت بأضرار وصفها بـ«البالغة» جراء العواصف الأخيرة.

وأضاف أن الأهالى والمصانع بدون مياه صالحة للشرب منذ، الأربعاء الماضى، وخسائر المصانع تترواح بين 200 و300 مليون جنيه على الأقل حتى الآن.

وتابع أن الأزمة طالت أكثر من 1900 مصنع فى المدينة بسبب توقف محطة المياه فى الكيلو 40 نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة فى المآخذ الخاصة بها عن الحدود المسموح بها، وغياب البدائل القادرة على تخفيف حدة المشكلة.

وأوضح أن حلول توفير المياه للأهالى والمصانع بواسطة سيارات «التانك» ليست مُجدية، عقب تطبيقها على أرض الواقع، قائلًا: «المسؤولين مش قادرين يعملوا حاجة فالنوايا طيبة لكن الفعل معدوم، ورغم التواصل مع قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وتعهدهم بالتدخل إلا أن المشكلة لا تزال قائمة». وحمّل أحمد إبراهيم الدسوقى، رئيس جهاز مدينة برج العرب الجديدة، شركة مياه الشرب مسؤولية تفاقم الأوضاع داخل المدينة السكنية والصناعية، على حد سواء.

وقال «الدسوقى» لـ«المصرى اليوم»: «الشركة لم ترسل تانكات مياه إلى المدينة حتى اليوم، والجهاز يبذل ما فى وسعه بسيارات التانكات التابعة له لتغطية احتياجات بعض السكان فى المدينة وليس جميعهم». وأضاف: «الاتصالات على أعلى مستوى والوعود لا تنفذ ولا يوجد أدنى إحساس بالمسؤولية من جانبهم». وتابع أن الكارثة تتفاقم نتيجة تكاسل وتخاذل الشركة فى إيجاد حلول بديلة رغم وجود بدائل، تتمثل فى خطوط مناورة قادمة من اتجاهى الإسكندرية والنوبارية قادرة على ضخ المياه إلى المدينة لحين حل مشكلة تلوث مياه مآخذ محطة الكيلو 40 المغذية للمنطقة؛ على حد زعمه.

ورفض المهندس أحمد جابر، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالمحافظة، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، تحميل الشركة مسؤولية الكارثة التى تشهدها برج العرب نتيجة انقطاع المياه منذ أيام، والتى توقع انفراجها خلال يومين.

وقال «جابر»، إن مياه الأمطار والسيول أغرقت الزراعات فى المناطق القريبة، وتم فتح مصارف الرى على مآخذ المياه العكرة المغذية لمحطات مياه الشرب، مما أدى إلى تلوثها ورفع نسبة الملوحة فيها، وفقاً لما أثبتته التحاليل للعينات التى يتم أخذها من المآخذ. وبرر استمرار توقف محطة الكيلو 40 المسؤولة عن إنتاج نحو 560 ألف متر مكعب يومياً من مياه الشرب، منها 300 ألف لتلبية احتياجات برج العرب والمناطق المحيطة بها، بارتفاع نسبة الملوحة فى مياه الترعة التى تغذى المحطة وغيرها من محطات مريوط (1) والنوبارية وبنجر السكر.

وقال: «نسبة الأملاح فى مآخذ المياه العكرة تجاوزت الـ7 آلاف جزء فى المليون وهى نسبة خطيرة تفوق الحد المسموح به والمقدر بحوالى ألف جزء فى المليون».

وعن التدابير التى اتخذتها الشركة لمواجهة الأزمة، قال «جابر»: «لجأنا إلى حل مؤقت لتخفيف حدة الأزمة بمد خط من الإسكندرية لرافع برج العرب سعته 60 ألف متر مكعب يومياً لتغذية الخزانات وتعبئة التانكات هناك بدلًا من ذهابهم إلى الإسكندرية، بالإضافة إلى ضخ المياه فى بعض الخطوط الفرعية القريبة من الرافع».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية