ربما هو ليس اللاعب الذي تحب أن تذهب إليه الكرة أو تستمتع عند لمسته لها، فهو ليس محمود الخطيب أو محمد أبوتريكة أو محمود شيكابالا أو حازم إمام، إلا أن روحه القتالية وحماسه الشديد وغيرته في الدفاع عن ألوان القميص الذي يرتديه، هي أمور وضعته ضمن أهم لاعبي الكرة المصرية في السنوات الأخيرة.
أخبار متعلقة
أحمد فتحي الذي يحتفل اليوم الثلاثاء الموافق العاشر من نوفمبر بعيد ميلاده الحادي والثلاثون، هو لاعب بامكانه شغل جميع المراكز بالمستطيل الأخضر، دون أن تشعر بأي تغير في مستواه، ليستحق عن جدارة لقب «جوكر» الكرة المصرية.
«المصري اليوم الرياضي» يرصد أبرز 5 مشاهد تلخص مشوار المقاتل أحمد فتحي بالملاعب على مدار السنوات الماضية، من خلال التقرير التالي:
1 – قذيفة يفتتح بها الفراعنة رباعيته في مرمى الأفيال
انتصار تاريخي بكل ما يحمله المعنى، وهو الذي حققه المنتخب المصري على حساب نظيره الإيفواري برباعية بنصف نهائي أمم أفريقيا 2008 بغانا.
لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الكرة المصرية يتوقع فوز الفراعنة ولو بهدف نظيف، في ظل مواجهة منتخب مخيف يمتلك جميع عناصر البطولة بقيادة الفيل الإيفواري يايا دروجبا ورفاقه.
وإذ باحمد فتحي يفاجىء الجميع بتسديدة عشوائية بها كثير من القوة، لترتطم بأقدام دفاع المنافس وتسكن الشباك معلنة عن الرفحة المصرية الأولى، وهو الهدف الذي منح منتخبنا القومي الكثير من الهدوء والثقة وفتح الطريق أمام رباعية تاريخية بشباك منتخب كوت ديفوار المكتظ وقتها بنجوم الملاعب والدوريات الأوروبية.
2- الدماء تسقط والإصرار على اكمال المباراة
في لقاء العودة لفريق النادي الأهلي أمام جانرز الزيمبابوي بدور الـ32 لرباطة دوري أبطال أفريقيا 2010، يشترك فتحي بقوة مع أحد لاعبي المنافس، لتملأ الدماء وجهه وتكتم أنصار الأهلي أنفاسها خوفاً على نجمها المقاتل، إلا أنه أصر على اكمال المباراة عقب خياطة بجبهته، لتصفق جماهير الأهلي بشدة وتهنىء أنفسها على امتلاك لاعب بهذه الروح القتالية والرجولية.
واستطاع الأهلي الفوز خلال هذه المواجهة بثنائية نظيفة، قادتها إلى الدور التالي للمسابقة القارية، في الوقت الذي قدم خلاله فتحي مستوى فني رائع رغم إصابته، وكان أحد الأسباب الرئيسية لانتصار فريقه.
3-إصابة جمعة وهيما ..والجوكر «جاهز»
في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، وأمام 100 ألف مشجع ملأت جنبات ملعب القاهرة الدولي، بنهائي أمم أفريقيا 2006 بمصر، تشاء الأقدار بضرب لعنة الاصابة لثنائي دفاع منتخب الفراعنة وائل جمعة وابراهيم سعيد، فالضغط العصبي والنفسي وطوفان الهجمات الإيفوارية زاد من إصابة الثنائي، ليبقى الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة في مأزق حقيقي وليجد نفسه أمام خيار أوحد هو إعادة أحمد فتحي «الجوكر» للقيام بواجبات الظهير الثالث «المساك»، وهو ما نجح فيه اللاعب بامتياز، فتصدى لأكثر من هجمة خطيرة تحت أقدام مهاجمي الألإيال وحال حماسه وروحه العالية عن سكون مرمى الفراعنة أي أهداف، حتى ابتسمت ركلات الترجيح في النهاية لأصحاب الأرض وأعلنت معانقة المصريين للأميرة السمراء.
4 – أغلى أهداف الأهلي المحلية
في وقت احتاج فيه فريق النادي الأهلي للاعب يمتلك الكثير من الهدوء وبرود الدم، ظهر أحمد فتحي وكأن لسان حاله «ها هو انا رجل المواقف الصعبة» فمع الثواني الأخيرة من عمر لقاء الأهلي امام طلائع الجيش بالجولة الختامية لمسابقة الدوري العام موسم 2008 – 2009، وفي ظل سيطرة التعادل الإيجابي الذي كان يجرد الفريق الأحمر من لقبه المفضل ويمنحه للإسماعيلي، يتلاعب «الجوكر» بدفاع الطلائع ويسدد قذيفة مدوية بيسراه تسكن الشباك وتعلن عن أغلى انتصار لأصحاب الرداء الأحمر، ليؤجل اللاعب تتويج الدراويش باللقب للقاؤ فاصل بملعب المكس بالاسكندرية.
5 – أهداف «أبوقلب حديد»
من هجمات تكاد تكون ميتة، ومن كرات لم يتوقع خلالها المنافس عنصر المفاجأة، تكفل «أبوقلب حديد» في تسجيل منها أهداف حاسمة وثمينة في مباريات كبرى بقميص الفريق الأهلاوي.
ونذكر منها هدفه في شباك الترجي بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2010 بشباك الترجي التونسي، فلم يتوقع التوانسة بل نجوم الأهلي أنفسهم أن يسدد فتحي بهذه الطريقة من زاوية شديدة الصعوبة ولكن بجراة شديدة يسدد كرة قوية ومتقنة تعلن عن هدف ثانٍ للأهلي قبل أن يطفىء أسامة الدراجي أفراح بطل مصر بهدف الرد بعد دقائق قليلة، وأعقبه هدف غير شرعي للنيجيري مايكل إينرامو بلقاء العودة أطاح بالأهلي من المسابقة.
وكرر فتحي الهدف في شباك الزمالك برابطة دوري أبطال أفريقيا 2013، من زاوية صعبة للغاية، في مواجهةحقق خلالها الأهلي الفوز برباعية بملعب الجونة.
