تقدمت موظفة ببلاغ للمستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام ضد يوسف والى وزير الزراعة الأسبق ويوسف عبدالرحمن وراندا الشامى المتهمين فى قضية المبيدات المسرطنة تتهمهم بالتسبب فى انتشار مرض السرطان نتيجة المبيدات المسرطنة التى قاموا باستيرادها ومن ضمن ضحايا مرض السرطان ابن شقيقتها الذى أصيب بسرطان الدم، وتم إحالة بلاغها إلى نيابة قسم أول أكتوبر.
فتح التحقيق فى المحضر بناء على تأشيرة مدير النيابة فى العريضة رقم 6296 والمؤرخة فى 6 ديسمبر الماضى وقيدت برقم 19348 لعام 2008 عرائض مكتب النائب العام وجرى أخذ أقوالها بإشراف المستشار حمادة الصاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة وقالت الموظفة والتى تدعى سوسن على سليمان «46 سنة»، إن سبب شكواها وبلاغها التى تقدمت به للنائب العام، أنه فى شهر فبراير من العام الماضى عاد ابن شقيقتها منير فتحى مصطفى، 37 سنة، من عمله بالغردقة حيث يعمل فى إحدى شركات المقاولات بعد شعوره بالإعياء المفاجئ وبعمل التحاليل اكتشف أنه مصاب بسرطان الدم.
وفوجئت فى ذلك الوقت بالقضية المقامة ضد وزارة الزراعة ويحاكم فيها يوسف عبدالرحمن وراندا الشامى وذلك لاستيراد مبيدات وأسمدة زراعية محملة بمرض السرطان وحكم فى القضية على يوسف وراندا..
أضافت أن ابن شقيقتها وآخرين أصيبوا بمرض السرطان نتيجة تناول أغذية محملة بالمرض، وعدم قدرتهم على شراء الأدوية والعقاقير المخصصة لهذا المرض الذى تسببت فيه وزارة الزراعة، وأن قيمة علبة «الأدوية» تصل إلى 13 ألف جنيه بخلاف العلاج الكيماوى، وأنها تريد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضدهم لاستيرادهم مبيدات وأسمدة مسرطنة، وقدمت أوراقاً تفيد إصابة نجل شقيقتها بمرض السرطان صادرة من مستشفى قصر العينى وتم إرفاقها بالمحضر.
التقت «المصرى اليوم» بالموظفة وكانت فى حاله سيئة على مصير نجل شقيقتها وعلى الألم الذى يخفيه بداخله، ولجوئها إلى وزارة الصحة لصرف علاج على نفقة الدولة ومدى المعاناة التى تجدها عند حصولها على العلاج قالت السيدة «البلد اللى ماتداويش ولادها متبقاش بلدى» وأضافت «أسرة كاملة تعيش فى مأساة فقدت الابتسامة والأمل من شهر فبراير الماضى، بعد أن اكتشفت إصابة أعز الناس إليها بمرض نهايته الموت..
ابن شقيقتى كان يحب الدنيا والحياة ولا يفشل فى حل مشكلة، ويقف بجوار كل أقاربه فى أزماتهم، فجاه أصبح مكانه المستشفى وحياته الألم بعد إصابته بهذا المرض». أضافت سوسن: فى بداية رحلة العذاب كان الألم بسيطاً فى قدمه اليمنى تطور خلال 24 ساعة بتوقف فى حركته، وخلال 10 أيام تدهورت صحته بسبب تشخيص خطأ لحالته من قبل بعض الأطباء..
أنفقوا 11 ألف جنيه وبعدها اكتشفوا الكارثة حينما أجرى تحليل دم كامل والتأكد من الإصابة من المرض، بداية معرفه الخبر كان صدمة لهم وكان هدفهم الأساسى أن يشفى منه وأنفقوا كل ما يملكون، خلال 11 شهراً باع أرضه وأنفق تحويشة عمره على أمل الحياة.
رفض طلب المساعدة وقال «الموت أفضل لى من أن يساعدنى شخص ويطاطى أولادى راسهم»، عنده 4 أولاد وزوجته ووالدته المريضة يرفض التألم أمامهم حتى لا يجرحهم، التحاليل الأخيرة لحالته كشفت أنه مصاب بـ77 ألف خلية سرطانية والعلاج الوحيد له علبه «برشام» ثمنها 13 ألف جنيه، وأن طلب الموافقة بالعلاج على نفقة الدولة صدر بـ6 آلاف جنيه لمده 180 يوماً وأنا لا أعلم كيف تتم معالجته.
مر 11 شهراً فى حزن شديد ومنير يقترب من الموت بسبب ما فعله مسؤولى وزارة الزراعة يوسف عبدالرحمن وراندا الشامى المتهمين باستيراد المبيدات المسرطنة وعلى رأسهما يوسف والى الذين تسببوا فى سرطان البلد وأطفاله الذين يتساقطون واحداً وراء الآخر وهم فى عمر الزهور.
أما عن مصير ابن شقيقتى، فكل الذى أتمناه أن يحاكم هؤلاء والبحث عن يوسف عبدالرحمن وراندا الشامى اللذين هربا لعدم تنفيذ الحكم لمعاقبتهما.