على إثر الانتصارات المتلاحقة والمشرفة التي قاد فيها الجيش المصري حاولت أوروبا إيقاف زحفه الذي بات يهدد الباب العالي ذاته الذي يتبعه باعتبار مصر كانت إحدي الولايات العثمانية وكان يحلم باستقلال مصر عن الباب العالي لولا رفض والده محمد على باشا الذي لم يرالوقت مناسبا وأنه سيستعدي العالم عليه ويذكر لنا التاريخ أن سأله موفد أوروبي: إلى أين يمضى بجيشه. فقال: إلى حيث أكلم الناس ويكلموننى بالعربية، وعلي هذا يمكن وصف إبراهيم باشا بالعروبى الأول والقومي الأول.
وفي ميدان العتبة وعلي اللوح الرخامي المثبت في القاعدة التي تحمل تمثالا له وهو يمطي صهوة جواده وويشير بإصبعه وكأنه في حالة حرب ونقرأ على هذه اللوحة الرخامية «سلام على إبراهيم قاد جيشه من نصر إلى نصر» والعبارة مصحوبة بقائمة للمعارك التي خاضها بتواريخها وهذه العبارة لا تجافى الواقع ولا التاريخ هذا هو إبراهيم باشا، ابن محمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة، وأحد من عشقوا مصر وأوفوا لها وهم ليسوا من أبنائها، وهو مولود في ١٧٨٩.
وكان «إبراهيم» عضد أبيه القوى وساعده الأشد في جميع مشروعاته، ومعاركه، وكان باسلًا مقدامًا، وقائدًا محنكًا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب، وهو الابن الأكبر لمحمد على باشا، وقد أحبه المصريون لما رأوه في فترة حكمه القصيرة، التي امتدت لتسعة أشهر فقط، من إرساء للعدل وإنصاف للمظلوم وعطف على الفلاحين والفقراء، ولما حققه لمصر من أمجاد عظيمة أذهلت أوروبا وأرعبت الباب العالي.
ومن معاركه المهمة الحملة التي قام بها على الجزيرة العربية لتأديب الوهابيين، وقضى على الدولة السعودية، وانتصر على عبدالله بن سعود بالدرعية وأسره وأرسله للباب العالى وهناك تم إعدامه، وواصل انتصاراته في السودان واليونان وتركيا وسوريا وفلسطين، ويعتبر من أحسن قادة الجيوش في القرن التاسع عشر، وحين ضعفت القوى العقلية لمحمد على باشا، عُين إبراهيم نائباً عن أبيه في حكم مصر ١٨٤٨، لكن إبراهيم توفى في حياة أبيه «زي النهاردة» في ١٠ نوفمبر ١٨٤٨ وحزن عليه المصريون كثيرا.
ويقول الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية :تجاوزا للجدل غير المحسوم إذا ما كان إبراهيم باشا ابن محمد على باشا من صلبه أو ابن زوجته فإنه من أوائل وأعظم القادة العسكريين وكان قائدا للجيش المصري في كل معارك محمد على باشا حتي أنه وصل بجيشه إلى اليونان وإلي كوتاهية على مشارف الباب العالي ويمكن وصفه بأنه صاحب أول نزعة عروبية وقومية في العالم العربي وحكم مصر لفترة وجيزة وتوفي في حياة أبيه محمد على باشا وحزن عليه المصريون أيضا كان له دور مدني تحديثي حيث طور(بستان الخشب)وهو منطقة جاردن سيتي حاليا وتل العقارب وجنوبها «تل العقارب» كما مهد منطقة باب اللوق مما يسر للخديو اسماعيل تحديثها وتعميرها لاحقا.