x

قرية «عفونة».. أينما تكونوا يدرككم «الهلاك» (صور وفيديو)

الإثنين 09-11-2015 15:53 | كتب: سحر عربي, محمود نصر |
قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015. قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015. تصوير : سحر عربي

«خراب ودمار ومواشي نافقة وزراعات هالكة وحزن وحسرة وخيبة أمل»، كان هذا هو المشهد بقرية عفونة على طريق وادي النطرون بمحافظة البحيرة، بعد وصول «المصري اليوم» إلى أكثر القرى التي تضررت من السيول وسوء الأحوال الجوية التي تعرضت لها مصر الأسبوع الماضي.

أثناء رحلة «المصري اليوم» للوصول إلى القرية، التقينا الكثير من البدو، وسألناهم عن القرية وبمجرد معرفتهم بأننا صحفيون، تعاونوا معنا ونصحونا بترك السيارة التي نستقلها، وقال أحدهم: «مينفعش تخشوا بيها.. هتتغرسوا».

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 8 نوفمبر 2015.

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 8 نوفمبر 2015.

ركبنا سيارة نصف نقل، تفاعل معنا الكثير من أهل القرية والقرى المجاورة، واستقل عدد منهم السيارة معنا، وشاهدنا الخراب الذي حل بالقرية.

بيوت تلاشت ولم يتبق منها إلا بعض الطوب، مواشي نافقة وسط الطريق، ومحاصيل زراعية ملقاة على أطراف بحيرات تكونت بفعل الأمطار التي لحقت بالقرية.. الأراضي الزراعية اختفت.

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 8 نوفمبر 2015.

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 8 نوفمبر 2015.

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 8 نوفمبر 2015.

وسط هذا الركام، يفترش بعض أهالي القرية الأرض، يشعلون سجائرهم، يجدون فيها وسيلة للتنفيس عما أصابهم من نكبة، وتجمع بعضهم حولنا، وأخذوا يحكون عن مصائبهم.

عبده سيد، أحد الأهالي، قال إنه يتذكر اليوم الذي هطلت فيه الأمطار بغزارة، مضيفا: «بيتي فجأة وقع، ومراتي وابني ركبوا جرار فضل يجرفهم بعيد، والناس أنقذوني بأعجوبة»، وتابع: «من أهم الأسباب التي أدت لتفاقم الأزمة، عدم وجود طرق ممهدة لسير العربيات، ولو كنت لقيت طريق، كنت أخدت أهلي وجريت بيهم، ومكناش هنبقي متحاصرين بالمياه».

وأضاف عبدالملاك علام: «إحنا حسينا إننا في تسونامي، أول مرة يحصل للقرية كده»، فيما قال محمد السيد الدباح، إنه فقد محاصيله وبيته، وأكد: «إحنا مش عايزين تعويض، كل اللي بنطلبه إننا نتعامل معاملة آدمية».

تجولنا في القرية المدمرة، وجدنا بيتا لم يتبق منه شيئا، يصعب على أي شخص الوصول له من الطين والمياه المحيطة به، وقال أحد سكان القرية: «البيت ده كان ساكن فيه 7 منهم 4 أطفال، مش لاقيين جثة حد فيهم».

قرية عفونة بالبحيرة بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015.

قرية عفونة بالبحيرة بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015.

وبعد محاولات تمكنا من دخول البيت، الذي أصبح خرابا مهجورا فقد كل ساكنيه، ووجدنا علامات على الحائط توضح مدى ارتفاع المياه وقتها.

«الجرار» كان وسيلة الإنقاذ الوحيدة لأهالي القرية، حيث تطوع البعض وركبوا 4 جرارات، وجالوا القرية ليبحثوا عن الأحياء، وقال مصطفى محمد على: «فيه واحد من الجرارات وقع بيَّا، ومقدرناش نطلعه إلا بعد 3 أيام».

قرية عفونة بالبحيرة بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015.

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015.

قرية عفونة بالبحيرة، بعد غرقها في مياه الأمطار، 9 نوفمبر 2015.

انتشال الجثث مستمر حتى الآن، فما زال هناك مفقودين، وحكى أهل القرية لـ«المصري اليوم» عن آخر جثة وجدوها صباح السبت الماضي، وقال أحدهم: «لقيت جثة ست، بعدما جرفتها المياه، وكنا لقينا جثة بنتها قبلها بيومين».

واعترض أهالي القرية على تصريحات محافظ البحيرة، الذي اتهمهم فيها بأنهم يسكنون هذه البيوت وضع يد، وأكدوا أن وضعهم قانوني وأن الأوراق التي بحوزتهم تثبت اتفاقهم مع الدولة، للتصرف في الأراضي الزراعية بالقرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية