x

سليمان الحكيم ولمن نشكو نحن؟! سليمان الحكيم السبت 07-11-2015 21:26


حين غضب الرئيس من الإعلام لما يرى أنه تجاوز فى حقه، لم يجد من وسيلة للتعبير عن غضبه هذا سوى التقدم بشكواه إلى الشعب. هكذا أصبح من عادة الرئيس دائما أن يلجأ إلى الشعب ليستمد منه العون فى مواجهة ما يعانيه من متاعب رئاسية. يحدوه الأمل فى أن يسانده الشعب ويعينه على التخلص من تلك المتاعب التى يعانيها. بينما لا يجد الشعب من رئيسه ما يعينه هو على التخلص من متاعبه التى يعتبر الرئيس نفسه هو المسؤول عنها بانحيازه- سلبا أو إيجابا- لفئات وجماعات لا ترى لها فرصة فى الحياة إلا باستغلال حاجة الشعب والمتاجرة بأزماته لتحقيق الثراء الفاحش وتكديس الأموال على حساب قوته ودمه. ورغم ما يجأر به الشعب من شكوى بلغت عنان السماء من غلاء فاحش وفساد طافح وبطالة محبطة، إلا أن أحدا لم يعره ما يستحق من اهتمام أو رعاية. وإذا كان الرئيس يشكو من الإعلام وتجاوزاته وهو المسؤول الأول بما يملكه من سلطات جامعة، فلمن يشكو هذا الشعب ذلك الإعلام الذى يتغذى على الأمة، ويستحل أعراضه ويبث سمومه عبثاً بقيمه الراسخة؟

بعد عام ونصف العام من توليه مسؤولية حكم البلاد والعباد بدت انحيازات الرئيس واضحة دون لبس، حين مال بملء إرادته إلى فئات وجماعات يعتبرها الشعب مصدراً لما يعانيه من متاعب وأزمات، فلماذا لا يطلب الرئيس من تلك الفئات أن تعينه كما يعينها، وأن تساعده كما يساعدها، ليعفيها من عبء المساعدة والعون ويطلبها من شعب هو نفسه فى حاجة لمن يعينه أو يساعده؟!

هل يمكن للقاضى أن يشكو متهماً؟ وهل يمكن أن يشكو الرئيس أحد مرؤوسيه؟

فلمن إذن يشكو المرؤوس إذا تعرض لعنت الرئيس وظلمه؟ ولمن يشكو المتهم إذا تعرض لعسف القاضى وجوره؟

يا سيادة الرئيس لم يعد مجديا أن تطلب من المريض أن يتبرع لك بدمه، ولا من الضعيف أن يمنحك القوة!

فأنت تعلم أكثر من غيرك أين ستجد القوة التى تعينك وتناصرك، فلا تبحث عنها لدى غيرك وهى فى داخلك، فأخرجها إن استطعت.. أو بالأحرى إن أردت!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية