ديربي شمال لندن بين أرسنال وتوتنهام.. أسئلة كثيرة

هل يظهر وجه أرسنال المحلي أم يستمر وجه الخيبة الأوروبية، هل يمدد السبيرز سلسلة نتائجه الخالية من الهزائم منذ مباراة الإفتتاح والتي من بعدها قدم سلسلة متواصلة من اللا هزيمة في 10 جولات (الأطول هذا الموسم)، هل يستمر تألق هاري كين (5 أهداف في آخر 3 مباريات بعد أن كان سجل هدف وحيد في 13 مباراة في مختلف البطولات)، هل يؤكد مسعود أوزيل أنه صانع الألعاب الأبرز في البرمييرليج، وربما في القارة الأوروبية كلها، هل يبرهن ديللي ألي على أنه الفتى الذهبي القادم للكرة الإنجليزية، وهل يستعيد سانشيز عافيته مرة أخرى بعد غياب دام منذ العودة من فترة التوقفات الدولية الثانية .

أسئلة كثيرة وكثيرة سيجيب عنها ديربي شمال لندن القوي والعنيف مساء يوم الأحد المقبل، عندما يستضيف أرسنال (صاحب المركز الثاني برصيد 25 نقطة) جاره توتنهام (صاحب المركز الـ5 برصيد 20 نقطة) ضمن إطار الجولة 12 من البرميرليج.

أرسنال.. صاحب الملعب، يسعى لاستغلال تلك المباراة لضرب العديد من الأهداف المهمة، فالفوز سيمنح أرسنال الاستمرارية على القمة على الأقل بنفس عدد رصيد المتصدر مانشستر سيتي الذي سيخوض مباراة سهلة «نظريًا» أمام متذيل الترتيب أستون فيلا، وقبل مباراة أرسنال بساعات قليلة.
أرسنال أيضًا يطمح للفوز على الجار اللدود من أجل إسعاد جماهيره اللندنية التي عاشت ليلة مرعبة وهي تشاهد فريقها المفضل يتلقى أقصى هزيمة في تاريخ مشاركاته في دوري الأبطال الأوروبي أمام بايرن ميونخ الألماني في ألمانيا، وفاز الفريق الألماني بـ5 أهداف مقابل هدف، وأضاع الكثير من الأهداف في ليلة كارثية للجانرز.

توتنهام يدخل هذه المباراة وهو الفريق الوحيد في البرمييرليج الذي لعب 10 جولات متتالية دون هزيمة، وذلك بعد هزيمة إفتتاح البطولة أمام مانشستر يونايتد.
وضعية توتنهام في بطولة الدوري حاليًا نقلها الفريق إلى بطولة الدوري الأوروبي، بعد تحقيق الفريق إنتصار هام وصعب على حساب أندرلخت البلجيكي مساء يوم الخميس الماضي، ونجح الفريق بتحقيق فوز صعب لكنه محبب للجماهير لأن الفوز جاء في الوقت القاتل وبهدف صاروخي من موسى ديمبيلي حسم به المباراة للسبيرز بهدفين مقابل هدف .

أرسنال البرميرليج مختلف تمامًا عن أرسنال الأوروبي، فالفريق الذي على وشك وداع البطولة الأوروبية الكبرى يقدم مستويات متميزة في بطولة الدوري مكنته من إحتلال القمة بالمشاركة مع مانشستر سيتي، لكن فارق الأهداف وضعه في المركز الثاني.

أرسنال فاز في آخر 5 مباريات وآخرها كان الفوز على سوانزي سيتي في معقله بويلز بثلاثية نظيفة.

مسعود أوزيل صانع الألعاب الألماني يقدم مستويات متميزة هذا الموسم مكنته من إحتلال قمة ترتيب صناع الأهداف برصيد 9 تمريرات حاسمة .

اما توتنهام فمع جماعية الفريق الواضحة والتنظيم الدفاعي القوي، سيعتمد الفريق بشكل كبير على مهاجمه هاري كين لترجمة جماعية وتنظيم الفريق وتحقيق الفوز في مباراة يوم الأحد.
المهاجم الانجليزي الشاب الذي ذاع صيته في الموسم الماضي يعيش حاليًا أفضل فتراته هذا الموسم، وهو اللاعب الذي قاد السبيرز للفوز على أرسنال في أخر مباراة جمعت بين الفريقين في بطولة الدوري الموسم الماضي على ملعب وايت هارت لاين (ملعب توتنهام)، ويومها سجل اللاعب هدفين ليقلب تأخر فريقه بهدف إلى فوز مثير بهدفين مقابل هدف.
كين سجل 5 أهداف في أخر 3 مباريات للفريق بما فيهم هاتريك في مباراة بورنموث في الجولة الـ10 من البرميرليج، والسبيرز سيعولوا بشكل كبير على المهاجم المجتهد الشاب لتحقيق فوز نادر التحقيق بملعب الإمارات لم يتحقق منذ الـ 20 من نوفمبر لسنة 2010، خلال موسم 2010/2011 وهو بالمناسبة الفوز الثاني لتوتنهام على ملعب أرسنال في البرميرليج منذ بداية العمل بنظام الدوري الإنجليزي الحالي بداية من موسم 92/93 .

مشكلة أرسنال الكبرى في تلك المباراة لن تكون المعنويات المنخفضة بعد الهزيمة الفادحة بألمانيا في منتصف الأسبوع الماضي، أو أجواء الديربي المجنونة، لكن مشكلة أرسنال الحقيقة ستتمثل في غياب 10 عناصر من قوام الفريق الأول، بما فيهم غياب تام لعناصر الجبهة اليمنى للفريق دفاعيًا أو هجوميًا بداية من الشاب الصاعد هيكتور بيليرين مرورًا بـآرون رامسي والجناح تشامبرلين ونهاية بالمهاجم السريع ثيو والكوت، كل هذه عناصر رئيسية ومهمة للقوام الأساسي لأرسنال، وبكل تأكيد سيفتقدها الفريق بشدة في المباريات القادمة، وشاهدنا ذلك بشكل واضح وجلي في منتصف الأسبوع الماضي أمام بايرن ميونخ .

يذكر أن الفريقين قد تواجها هذا الموسم ضمن إطار مسابقة كأس كابيتال وان في ملعب توتنهام، ولعب أرسنال وتوتنهام هذه المباراة بالكثير من العناصر الإحتياطية، وفاز أرسنال بهدفين مقابل هدف .

المباراة.. الديربي.. العداوة بين الفريقين.. موقف الفريقين الحالي وتقارب النقاط.. حالة السبيرز مؤخرًا والتي مكنته من العودة والظهور في صورة الفريق المنافس على المقاعد الأوروبية، صدمة أرسنال الأوروبية الأخيرة وحاجته للخروج من هذه الأجواء بالأضافة للرغبة في البقاء على القمة لإستكمال رحلة البحث عن لقب غائب من 11 سنة، كل هذا يمهد لنا مواجهة حماسية ومثيرة لديربي قد يكون الأقوى في السنوات الأخيرة بين الجارين.