تقدم الشاعرة سوزان عبدالعال في ديوانها «خذ كتابي بيمينك» الصادر عن سلسلة حروف بالهيئة العامة لقصور الثقافة، حالة شعرية مميزة، تتداخل فيها الصور والتراكيب اللغوية بين الفصحى الفخيمة ـ إن جاز التعبيرـ وعامية الموالد، ولكن تظل الحالة الانسانية المسيطرة على الديوان أبعد من حصرها في إطار بعينه، وإن كانت القصائد تستشهد في أكثر من موضع بالتصاوير والتشبيهات واللغة الصوفية الجزلة، إلا أنها من جهة أخرى تنهمك في التفاصيل اليومية البسيطة :«وكأني أسمع إيقاع الكون بسيطا جدا.. السيارات العابرة تعزف كونشرتو الأبواق / السائقون يمرون ببطء مهذب حولي/ يلوحون بعلامات النصر ويبتسمون /الجيوان يغضون أبصارهم حتى لا يستثيرون خجلي ـ بائعة الخضار تبيع اليوم زهورا / السماك أعطاني نجمة البحر على سبيل الهدية».
16 قصيدة يضمها الديوان، وكأنها قصيدة واحدة من 16 مقطعا، ويمثل بصمة مميزة ومختلفة يشير إلى تجربة فريدة في قصيدة النثر.