طوال 24 ساعة كاملة، شهد مركز وادى النطرون الذي يمتد على منخفض بمنتصف طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوى ارتفاع منسوب المياه، إلى درجة إغراق البيوت الواقعة بقراه، حيث يقع بعضها على بعد 12 كيلو من الطريق الأسفلتى.
الشهادات التي يرويها أهالى المركز عن قرية «عفونة» التي تم انتشال ٨ جثث منها، بحسب اللواء عزيز إدوارد، نائب مدير أمن البحيرة، لا تتعدى نقل الحكاية.أثناء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء للمستشفى أشار محافظ البحيرة إلى أن أجهزة المحافظة نجحت بالتعاون مع القوات المسلحة في إجلاء 120 مواطنًا من ساكنى قرية عفونة التي تضم 50 منزلاً إلى أماكن أخرى بديلة، وانتشل الغواصون بقوات الإنقاذ جثمان سلامة ناصر منصور ٢٦ سنة من أهالى القرية، كما بلغ عدد حالات المصابين بالقرية الذين تم نقلهم إلى المستشفى 19 حالة.
منازل القرية بسيطة وذات طابق واحد، من الطوب الأحمر، بعضها ذو أسطح خشبية بحسب محمد إمام، وهو مسعف بمستشفى وادى النطرون لليوم الواحد، التي انتقلت إليها جميع الجثث، يقول: «بداية الحادث كان في الدقائق الأولى من صباح الخميس، تلقت وحدة الإسعاف في الساعة 12:33 دقيقة بلاغات بانهيار منازل بجوار دير الأنبا بيشوى، وبلاغات أخرى في الكيلو 15 من طريق العلمين الدولى، أخبرونا أنهم يقفون على الأسطح ليحتموا من المياه التي أغرقت نصف بيوتهم».
يضيف إمام: «بدأت الإسعاف تتحرك من مستشفى وادى النطرون، ولم تستطع الوصول، كان السير بالسيارة في الطريق المنحدر للقرية مستحيلاً، كان يجب السير في 12 كيلو على طريق غير ممهد تحولت رماله إلى طفلة طينية، لذلك أجبرتنا الظروف على التوقف في نهاية الطريق الأسفلتى وانتظار قدوم المصابين بواسطة أهالى القرية».
بدأت عمليات الإنقاذ ونقل المصابين بعد حلول الفجر، بحسب إمام، توصلوا إلى 4 جثث من الثمانى جثث التي لقيت مصرعها في القرية، والـ4 الآخرون نقلهم الأهالى.