x

شبح الانقسام الداخلي يخيم على بلجيكا قبل أيام من توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي

الإثنين 21-06-2010 20:19 | كتب: عمر عز الدين |
تصوير : أ.ف.ب

تتجه المملكة البلجيكية تدريجيا نحو الانقسام، ولم يعد الرأي العام الداخلي أو السياسيين يستبعدون أن يكون هناك بلجيكا شمالية وأخرى جنوبية، في غضون 5 سنوات من الآن.

فالتحالف الفلمنكي الجديد في بلجيكا بزعامة «بارت دي فيفر»، الذي حقق فوزا غير مسبوق في الانتخابات الأخيرة، يدعو صراحة إلى انقسام البلاد بصوره تدريجية حتى يتم الانفصال التام بين جزئه الشمالي الناطق باللغة الفلمنكية، وقسمه الجنوبي الناطق بالفرنسية، على أن يربط بين الشقين المنفصلين تعاون أمني وعسكري وثيق مع انفصال تام في الموازنات المالية.

ولا يزال البلد تحت وطأة هذا الزلزال، وبدأ التساؤل واضحا حول فرص التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة، وصولا بعد ذلك إلى بدء مفاوضات لبحث المطلب الفلمنكي الجوهري وهو منح أوسع حكم ذاتي ممكن لمقاطعة الفلاندر، شمال البلاد.

ومع أن «دي فيفر» ضاعف بوادر الانفتاح ومؤشرات حسن النية لطمأنة الجميع، إلا أن المحللين يتساءلون إلى أي مدى سيكون حزبه على استعداد للانخراط في مفاوضات قد تكون طويلة وشاقة من اجل إنقاذ وحدة البلاد، في حين أن هدفه الجوهري سيؤدي في نهاية المطاف إلى تفكيك بلجيكا.

وكان زعيم التحالف الفلمنكي الجديد تطرق قبل الانتخابات إلى موضوعين يعتبران من المحرمات بنظر الفرنكوفونيين الناطقين باللغة الفرنسية، هما إلغاء منطقة بروكسل، ووضع حد لنظام الضمان الاجتماعي الموحد.

وبصورة عامة، هناك قلق واضح حيال مستقبل بلجيكا التي تترأس الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من يوليو العام الجاري وهو الأمر الذي يصيب أوروبا بدوار قد تفقد توازنها بسببه.

وتعليقا علي احتمالات انفصال بلجيكا، رأى رئيس مجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي الفرنسي «دانيال كوهين»، المدافع عن وحده أوروبا، أن نتائج الانتخابات في بلجيكا تعكس بشكل واضح أن عمليه التصويت جرت علي أساس عرقي ولغوي بحت دون النظر إلي البرامج السياسية لكل حزب.

وقال دانيال لـ «المصري اليوم» إن الأخطر هو أن هذا التوجه بدأ ينتشر في العديد من الدول الأوروبية بصورة مزعجه وهو ما قد يهدد الوحدة الأوروبية برمتها.

وتسال «دانيال»: "كيف يمكن لبلد يتمزق بين الشمال والجنوب أن يكون رئيسا للاتحاد الأوروبي وممثلا عن وحده الكيان الأوروبي، معبرا عن قناعته الشخصية بأن كل ما يحدث ما هو إلا بداية لعمليه كبيره قد تنتهي بتمزق الاتحاد الأوروبي على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي السابق.

وتوقع «دانيال» أن تتأثر فترة الرئاسة البلجيكية سلبا بهذا الانقسام معتبرا أن اتفاقيه لشبونه التي حدت من سلطات الرئاسات الدورية للاتحاد الأوروبي لا تغني على الإطلاق من هذه الرئاسات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية