x

«المصري اليوم» تقرأ خريطة موقع سقوط الطائرة الروسية

الأربعاء 04-11-2015 20:56 | كتب: وائل ممدوح, أحمد أبو دراع |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : أحمد طرانة

حادث سقوط طائرة الركاب الروسية فى وسط سيناء أطلق علامات استفهام عديدة حول نشاط الجماعات المسلحة فى المنطقة الحدودية ومناطق تمركزها وانتشارها، مع حالة التخبط التى أعقبت بث مقطع فيديو يتبنى هجوما أسفر عن إسقاط الطائرة، وهو المقطع الذى ثبت عدم صحته، لكن ذلك لم يمنع إعلان عدد من شركات الطيران الكبرى- على رأسها شركتا «لوفتهانزا» الألمانية، و«إير فرانس» الفرنسية- عن تغيير مسارات رحلاتها، لتتجنب التحليق فوق مناطق فى محافظة شمال سيناء.

وإجراء تعديل مسار رحلات الطيران لجأت له لاحقاً شركات طيران خليجية كبرى فى الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين، وقالت مصادر فى الشركات الخليجية لوكالات الأنباء إن قرار حظر الطيران فوق شبه جزيرة سيناء، وتعديل مسار رحلاتها «إجراء وقائى»، وإنها تتابع الموقف عن كثب فى المنطقة.

سيناريو إسقاط الطائرة بهجوم صاروخى استبعده العميد وائل الحمراوى، رئيس مدينة الحَسَنة، التى سقطت الطائرة على أطرافها الشرقية، على بعد نحو 80 كيلومتراً من مركز المدينة، مؤكداً أن المنطقة بعيدة عن مناطق انتشار الجماعات المسلحة، التى قال إنها تتمركز فى منطقة الشريط الحدودى شرقى مدينة العريش، خاصة فى القرى التابعة لمدينتى رفح والعريش.

وأكد الحمراوى أن موقع سقوط الطائرة يقع بين حدود قريتى «قُريّة» و«بئربدا»، أقصى شرق مركز الحَسَنة، وعلى بعد كيلومترات قليلة من مركز مدينة نخل، آخر مراكز محافظة شمال سيناء، والذى يفصلها عن جنوب سيناء. وتوضح خرائط المحافظة موقع سقوط الطائرة على بعد مسافة قَدَّرتها مصادر رسمية فى شمال سيناء بـ 7 إلى 10 كيلومترات عن حدود مصر الشرقية، التى تقابلها صحراء النقب من الجانب الآخر.

وكشفت معاينة «المصرى اليوم» موقع سقوط الطائرة عن طبيعة المنطقة الصحراوية، مع انعزالها عن مركز المدينة، لعدم وجود طرق ممهدة أو شبكات اتصالات. وتسكن المنطقة ثلاث قبائل رئيسية، هى التياها والترابين والإحيوات، موزعين على تجمعات سكنية بسيطة تفصلها مساحات واسعة، ويعملون فى الرعى والزراعة الموسمية المعتمدة على مياه الأمطار.

الطريق الوحيد إلى مركز الحَسَنة هو «الطريق الأوسط»، الذى يبدأ من جنوب مدينة العريش حتى مركز نخل، أقصى الجنوب، مروراً بمركز الحسنة، حيث موقع سقوط الطائرة، وهو ثانى الطرق الرئيسية فى شمال سيناء، بعد طريق العريش الدولى، الذى يبدأ من حدود محافظة الإسماعيلية حتى مدينة رفح. وتنتشر على الطريق الذى يمر بمطار العريش ثمانى نقاط تأمين تابعة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى عدد من النقاط المتحركة.

وتعيش منطقة سقوط الطائرة والقرى المجاورة لها مثل «القصيمة» و«المنبطح» و«المغفر» هدوءاً أمنياً، لبعدها عن نطاق تحركات المجموعات المسلحة، التى تطلق على نفسها اسم «ولاية سيناء»، والتى تنتشر فى منطقة الشريط الحدودى، خاصة فى القرى التابعة لمدينتى رفح والشيخ زويد، حسبما أفادت مصادر أمنية، طلبت عدم ذكر اسمها، مشيرة إلى أن العامل الجغرافى أحد أهم أسباب الهدوء الأمنى فى المنطقة، بالإضافة إلى انتشار نقاط التأمين التابعة للقوات المسلحة على طول الطريق الأوسط الواصل بين مدينتى العريش ونخل، مروراً بـ«الحَسَنة»، لتأمين طريق المدرسين وحركة النقل إلى مدن وسط سيناء، بالإضافة إلى مصانع الأسمنت الواقعة فى نطاق المنطقة.

ويمر الطريق المؤَمَّن بمركز مدينة الحسنة، فيما يصل المدينة بموقع سقوط الطائرة طريق فرعى ينتهى بكمين «طلعة البدن»، أقرب النقاط الأمنية للموقع، على مسافة 40 كيلومترا شرقى مدينة الحَسَنة، ونحو 45 كيلومتراً من موقع سقوط الطائرة، الذى لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال طرق جبلية غير ممهدة، وخارج تغطية شبكات الاتصالات تماماً.

أما موقع سقوط الطائرة نفسه فهو عبارة عن منطقة صحراوية منبسطة وممتدة على مسافة عدة كيلومترات، ويقع أقرب تجمع سكنى منها على مسافة 15 كيلومترا تقريباً، ويعيش فيه عدد من الأسر داخل «خيام» و«عشش» من الخوص، وحسب مصادر فى مجلس مدينة الحَسَنة، فإن شاهد الحادث الوحيد سيدة بدوية تعيش فى هذه المنطقة، وشهدت لحظة سقوط الطائرة- محترقة- صباح السبت الماضى، خلال عملها فى رعى الأغنام قرب الموقع.

ولا يشير أرشيف الهجمات المسلحة على قوات الشرطة والجيش فى شمال سيناء إلى عمليات فى نطاق منطقة سقوط الطائرة، بخلاف استهداف بعض مدرعات نقل الجنود على الطريق الأوسط قبل نحو عام، وفى المنطقة الأقرب لمدينة العريش. أما الجانب الآخر من الطريق فلم يشهد أى عمليات من هذا النوع، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، التى عاشت خلالها مناطق مختلفة من سيناء توتراً أمنياً غير مسبوق، مع إعادة قوات الأمن الانتشار بطول الطريق وتمشيط المنطقة غير المأهولة جواً بالطائرات دورياً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية