شهد حلمي النمنم، وزير الثقافة، ختام أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر وزراء ثقافة الدول الإسلامية المنعقد في مسقط تحت عنوان «نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الثقافية».
وأكد «النمنم» أهمية تكاتف الدول الإسلامية أمام الهجمات التي تستهدف النيل من الثقافة الإسلامية وضرورة التصدي للفكر المتطرف والإرهاب بمزيد من الجهد لنشر الفكر التنويري من خلال مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية في الدول العربية والإسلامية.
واعتمدت الجلسة الختامية للدورة إعلان مسقط الصادر عن المؤتمر ورفع وزراء الثقافة برقية شكر وتقدير وعرفان إلى صاحب السلطان قابوس بن سعيد.
وأكدت توصيات إعلان مسقط ضرورة العمل على نشر الثقافة الإسلامية الوسطية البانية للإنسان عقلاً وقلبًا ووجدانًا والتي تنأى عن التطرف في المفاهيم الثقافية والعمل على حماية أمن الدول الأعضاء ثقافيًا ودينيًا واحترام التنوع المذهبي وتفعيل المؤسسات الثقافية المتنوعة وتعزيز دورها في توعية الشباب.
وشددت على تعزيز دور الخطاب الديني الوسطي المعتدل لإغناء الثقافة في مفاهيمها ومضامينها وتنويع موضوعاتها وتوسيع مجالاتها والنهوض بالعمل الثقافي بشكل عام وتوجيهه الوجهة السليمة نظرًا إلى تأثيره في الفهم الصحيح للإسلام وفي الممارسات السوية للعمل الثقافي الذي ينهض بالمجتمع ويحصنه ضد عوامل التطرف والتعصب الطائفي والانغلاق الفكري.
كما أكد الإعلان تضامنه مع ضحايا الهجرة واللاجئين والدعوة إلى تقديم الدعم اللازم لهم في إطار احترام كرامتهم الإنسانية ودعوة الإيسيسكو إلى الإسهام في تقديم الخدمات التربوية والتعليمية والاجتماعية ذات الصلة باختصاصاتها لهم.
ودعا الإعلان الإيسيسكو إلى متابعة تنفيذ خطة عمل الوساطة الثقافية وتوثيق سجل الحقوق الثقافية في الدول الأعضاء والعمل على توفير الموارد المادية والفنية والبشرية اللازمة للقيام بذلك.
وتضمن إعلان مسقط ايضًا دعوة الإيسيكو إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المختصة من أجل رصد أوضاع التراث الثقافي والحضاري والديني في العالم الإسلامي والتصدي لممارسات التدمير والتخريب التي يتعرض لها هذا التراث وذلك بالتنسيق مع الدول الأعضاء والشركاء المعنيين على الأصعدة الإسلامية والدولية والإقليمية.
وأشاد الإعلان بالجهود المبذولة من قبل الإيسيسكو في خدمة قضايا الثقافة البانية للتنمية والمؤسسة للنهضة الحضارية، داعيًا وزراء الثقافة الإيسيسكو إلى رفع هذا الإعلان إلى مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تفعيلاً لمضامينها البناءة.
جدير بالذكر، أن المؤتمر التاسع لوزراء ثقافة الدول الإسلامية تزامن مع احتفالات سلطنة عمان بعيدها الوطنى الخامس والأربعين وأقيم بمدينة مسقط خلال الفترة من 2 إلى 4 نوفمبر الجاري، بحضور الدكتورة كاميليا صبحي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والدكتور شريف شاهين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.