يقال «إن معظم النار من مستصغر الشرر»، وقياساً على ذلك أقول «إن معظم الفساد من مستصغر الإهمال»، فإذا طل الإهمال برأسه فى أى مجال من مجالات العمل وتركناه وشأنه دون رقابة أو محاسبة أو ضرب على رأسه للقضاء عليه فى مهده، فإن هذه الرأس تنمو وتتغلغل فى بقعة أخرى من بقاع العمل كأنها رأس من رؤوس الشياطين، لتفسد الجهود الحثيثة للدولة فى مجال تطوير خدماتها للمواطنين، حتى إذا ما دعت الضرورة إلى تحريك الأسعار- على فئة القادرين- من أجل مزيد من التطوير والتحديث لخدمة تقدم إليهم- مثلما حدث لدى رفع الحكومة لأسعار تذاكر القطارات المكيفة بنسبة 30%- رأينا جناحاً من أجنحة الفساد يرفرف على هذا النوع من الخدمة ليفسد الهدف من رفع تلك النسبة، ويكفى أن أضرب مثالا قريبا على رحلة لى بين الإسكندرية والقاهرة خلال (أسبوع واحد) على النحو الآتى:
■ بتاريخ 10/9/2015 ركبت القطار 916 من الإسكندرية إلى القاهرة (العربة 8) فكان باب الحمام بدون قفل من الداخل!!
■ بتاريخ 15/9/2015 عدت بالقطار 909 من القاهرة إلى الإسكندرية (العربة 8 مقعد 6) فكانت الطاولة المعلقة أمامه منزوعة من مكانها، فوضعت مأكولاتى ومشروباتى على الأرض!!
■ المقعدان المجاوران لى (7 و8) كان عليهما بقايا حطام زجاج النافذة المجاورة لهما، حيث- فيما يبدو- تم تغيير زجاجها المكسور، ولم يكلفوا أنفسهم بإزالة بقايا حطام الزجاج من على الكرسيين، مما أدى إلى جرح الراكب (رغم أن هذا القطار كان خارجا من المخزن)!!
■ إذا أردت أن تعبر من العربة 8 إلى العربة 7 فقد تعبر إلى الموت بالسقوط من جانب الغطاء الكردونى الجانبى للفاصل الحديدى بينهما لتآكله من أسفله واتساعه بدرجة مخيفة!!
■ فإذا كانت هذه «النماذج الإهمالية» فى عربة واحدة ومن قطار واحد، فكيف بباقى عربات القطار والقطارات الأخرى؟!
الإعلامى- طنطاوى البحطيطى
الإسكندرية- أبوقير- 25 ش الحرية