أعرب المطرب على الحجار عن سعادته بالمشاركة في تكريم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية وأكد أنه أكثر المطربين حظا بغناء ما يقرب من 200 أغنية للأبنودى، وعدد منها كان جزءا من أعمال درامية مهمة والعدد الآخر كان أغنيات حققت نجاحا كبيرا. وأوضح الحجار أن مهرجان الموسيقى العربية ساهم في تقديم أصوات قوية على الساحة وأن دعوته لنجوم غناء عرب من الأمور الإيجابية لكن يجب على كل مطرب يدعوه المهرجان تقديم أكثر من أغنية من تراث بلده وأشار الحجار إلى أن حفلة يوم الجمعة المقبل ستتضمن أكثر من مفاجأة غنائية يكشف عنها في حديثه لـ «المصرى اليوم».. وإلى نص الحوار:
■ بداية كيف ترى دعوتك للمشاركة في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية والغناء للأبنودى؟
- لا شك أننى تشرفت بمشاركتى في الأوبريت الذي قدم المهرجان لتكريم الشاعر العملاق عبدالرحمن الأبنودى، لأننى شرفت بالعمل معه في أكثر من مائتى أغنية، وأيضا شرفت بتصريحاته في أكثر من قناة تليفزيونية وإذاعية بقوله (البعض يظن أننى كتبت لعبدالحليم حافظ أو محمد رشدى أكبر عدد من الأغنيات ولكن الحقيقة أن أكبر عدد من الأغنيات كتبته لعلى الحجار) كانت الأعمال الدرامية التليفزيونية والإذاعية التي اشتركنا بالعمل فيها عبارة عن أعمال ملحمية بمعنى أن الأغانى كانت تستخدم للتعليق على الأحداث، بل كانت في بعض الأحيان جزءا لايتجزأ من الدراما، وأحيانا كان المخرج يحذف مشهدا تمثيليا كاملا ليستعيض عنه بأغنية، وبذلك كان كل مسلسل اشتركنا فيه يحتوى على عدد كبير من الأغانى.
■ بماذا تصف مرحلة تعاونك مع الخال في الدراما التليفزيونية والأغانى؟
- الأستاذ الأبنودى أضاف لى صفة غنائية تميزت بها في أدائى للمسلسلات، وهى إجادة نطق اللهجة الصعيدية فقد كان يحرص في بداية كل عمل على أن نلتقى ليؤدى أمامى الأشعار التي كتبها للمسلسل ثم يحرص على إعطائى تسجيلا صوتيا له وهو يلقى هذه الأشعار وقد تعودت على ذلك في كل أعمالنا سويا حتى أصبح غنائى لتترات المسلسلات الصعيدية بالذات يشعرنى بمتعة كبيرة، وأنا أحتفظ بكل هذه الجلسات على شرائط وسيديهات لأنها تعتبر ثروة حقيقية.
■ في رأيك ما الذي يميز هذه الدورة من المهرجان؟
- لمهرجان الموسيقى العربية الذي أهدتنا فكرته الدكتورة رتيبة الحفنى فضل كبير في تقديم مواهب عديدة في مجال الغناء والعزف وقيادة الأوركسترا فقد قدم لنا مى فاروق وأمجد العطافى ومحسن فاروق وشيرين عبدالوهاب ورحاب مطاوع ومروة ناجى وغيرهم من المواهب الفذة والعبقرية وهذا عمل هام يحسب لدار الأوبرا ولمهرجان الموسيقى العربية.
ولهذه الدورة تميز كبير بسبب وجود هذا الحشد من النجوم الكبار أمثال أنغام وصابر رباعى وسميرة سعيد ومدحت صالح ومحمد الحلو، ووجود متميز لنجوم الأوبرا المحبوبين لدى جمهور المهرجان أمثال ريهام عبدالحكيم ومروة ناجى وغيرهما.
■ هل تحضر لمفاجأة لجمهورك في حفلك المنتظر يوم 6 نوفمبر الجارى؟
- سوف أقدم حوالى 18 أغنية منها بعض الأغنيات لم أقدمها من قبل في الدورات السابقة مثل أغنية (لروحنا نعود- راحل- أنا كنت عيدك- الشهد والدموع)، بالإضافة لأغنيات أحرص دائما على غنائها لأن الجمهور يطلبها مثل جفنه علم الغزل للموسيقار محمد عبدالوهاب- عارفة للموسيقار عمر خيرت- اعذرينى للفنان أحمد الحجار- بوابة الحلوانى وعلى قد ماحبينا للموسيقار بليغ حمدى.
وسأغنى أغنية «يامصرى ليه دنياك لخابيط» لاهتمامى بأن ينزل الناس للانتخابات البرلمانية في الجولة الثانية من الانتخابات في شهر نوفمبر الجارى، إضافة إلى «يابو الريش ليه التهويش» للتحذير من المرشحين الذين يطلقون وعودا لن ينفذوها بعد نجاحهم في الانتخابات والأغنيتان كتب أشعارهما الشاعر الكبير سيد حجاب ومن ألحان الموسيقار ياسر عبدالرحمن.
كما أن هناك مفاجأة للجمهور فسوف أقدم دويتو غنائيا مع المطربة الرائعة ريهام عبدالحكيم بعنوان «روح الإنسانية» من أشعار جمال بخيت وألحان أمجد العطافى وتوزيع وقيادة الأوركسترا حمادة الموجى. وأيضا سأقدم موهبة شابة صاحبة صوت جميل اسمها «فرح» وهى من عائلة الموسيقار الكبير محمد الموجى.
■ إذا كانت لديك نصيحة للقائمين على المهرجان فماذا تكون؟
- هناك العديد من النواقص بالمهرجان لعل أهمها ضرورة وضع شرط من القائمين عليه يوجب على الفنانين القادمين من الدول العربية أن يتضمن البرنامج الغنائى لكل منهم أغنيتين أو ثلاثا تعبر عن تراث بلدهم أو تعطى لجمهور المهرجان المصريين والمستمعين والمشاهدين أمام القنوات التليفزيونية فكرة وافية عن الطابع الغنائى لكل بلد عربى. لأن ما يحدث هو أن معظم المطربين العرب يأتون للمهرجان ليغنوا أغانى لأم كلثوم وعبدالحليم أو ليقدموا أغانيهم الخاصة التي كتبها ولحنها أيضا فنانون مصريون. وهو شىء نفخر به كمصريين أن شعراءنا وملحنينا مازالوا مطلوبين بشكل كبير ولا يمكن للمطربين العرب الأشقاء الاستغناء عن التعاون معهم، فضلا عن أنهم يعلمون أن الغناء باللهجة المصرية هو أحد أهم مفاتيح النجاح بالنسبة لأى مطرب في المنطقة العربية، ولكن سيكون من الجميل أن يحمل كل فنان عربى رسالة فنية ينقل من خلالها ثقافة وفن بلاده إلى المصريين وأيضا هي فائدة كبيرة لجمهور مصر بأن يتعرف على الطابع الفنى لكل بلد.
■ هل انتهت أزمة ألبومك الأخير مع الرقابة؟
- الجميع يعلم أنه لم تعد هناك سوق لبيع السى دى أو أشرطة الكاسيت الآن. كما أننى لن أكرر تجربتى مع ألبوم «من الآخر» الذي أنفقت عليه 820 ألف جنيه واضطررت لطرحه على الإنترنت بسبب تعسف الرقابة معى وعدم إعطائى التصريح بطرحه في الأسواق رغم أننى تقدمت لهم مرتين وقمت بدفع المستحقات المالية التي كانوا يطلبونها وهم يعلمون أنهم سوف يرفضون إعطائى التصريح بطرحه، ويعلمون أيضا أن هذه الأموال سوف تضيع في دهاليز الرقابة. وطرحت عليهم حلا قانونيا، وهو أن أعطيهم تنازلا منى كمطرب ومنتج للألبوم بأنى المسؤول قانونا عن أي نزاعات أو شكاوى تأتى من طرف أي من الملحنين والشعراء الذين قدموا تنازلاتهم لى كمنتج للألبوم.
وكانت الرقابة قد أصدرت صيغة قانونية جديدة للتنازلات عن الأغانى بالرغم من قانونية التنازلات السابقة والتى كنا نتعامل بها منذ إنشاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
ولذلك لن أكرر هذه التجربة مرة أخرى فقد بدأت بتنفيذ أغان لطرحها على الإنترنت بمعدل أغنية كل ثلاثة أو أربعة أشهر.
■ تعاونت مع عدد محدود من شركات الإنتاج في مشوارك الغنائى مالسبب؟
- أفضل أن أنتج أعمالى بنفسى لأننى تعرضت في المرات القليلة التي تعاونت فيها مع شركات إنتاج أخرى لتدخلات من أصحاب هذه الشركات في اختيار نوع الأغنيات التي أغنيها وفرض بعض المؤلفين والملحنين الذين يتواجدون بشكل دائم معهم، والحقيقة أنى أفضل أن أغنى ما أحبه، إلا إذا ظهرت شركة ليس لديها مؤلفوها وملحنوها الملاّكى.
■ هل تحضر لتصوير كليب جديد قريبًا؟
- أحضر لمشروع من إنتاجى وهو ألبوم مكون من 10 أغان أقدم فيه أغانى من كل محافظات مصر لأعبر عن التراث السواحلى، السيناوى، الصعيد، الفلاحى، مرسى مطروح، وسوف أستخدم فيه الآلات الخاصة بكل محافظة، مع توزيع مودرن وسننفذه في أمريكا واتفقت مع ابنى أحمد الذي يعيش هناك وقام باستئجار استديو، لتسجيلها قريبًا، كما أتبنى مشروعا آخر بعنوان «ابن البلد»، وهو عبارة عن 33 حلقة غنائية عن حرف قاربت على الاختفاء جاهز منها بالفعل 28 حلقة وسوف تكون مزيكا مع عرض للمهنى وهو يعمل، كتب أشعارها صفوت زينهم ومن ألحان أحمد الحجار مع 4 موزعين جدد هم أحمد على الحجار أحمد الموجى ومحمد حمدى رؤوف وكريم حسام، ويشارك فيها مجموعة من الفنانين الذين يقومون بإلقاء أشعار عن المهنة بأصواتهم كتبها محمد عبدالجواد إلى جانب المزيكا منهم عبدالرحمن أبوزهرة ومحمد الجندى وأحمد كمال وأحمد عبدالعزيز ولطفى لبيب وطارق لطفى وسوف أقوم بتسويقها قبل رمضان، وهدفى منها الرسالة أكثر من الربح.
■ كيف ترى حال الموسيقى وأهم المشاكل التي تواجهها كصناعة؟
- مازالت مصر بفنانيها ومثقفيها الرائدة في المنطقة العربية برغم الانتكاسات التي مررنا بها على مدى سنين طويلة فمصر هي أكثر البلاد المحاطة بكم كبير من العداوة تجاه أي نجاح حقيقى يحدث لها. وهى بلد تعرضت لأكثر من حرب تسببت ديونها العسكرية في إضعاف الاقتصاد المصرى بشكل دائم. وأيضا مصر تعرضت لظلم حكامها السابقين الذين حرصوا بشكل ممنهج على تجهيل الشعب وإبعادهم عن كل فن جميل ورفيع يهدف إلى تهذيب المشاعر أو يخاطب العقل وأغرقت الشعب عن عمد في كل ماهو تافه ووضيع ليخاطب الغرائز فقط ويجعلهم يعتادون على الألفاظ الجارحة والشتائم القبيحة داخل الأغانى والأعمال الدرامية، وأرهقتهم بالفقر والبحث عن قوت يومهم إن وجدوه.
ناهيك عن تأصيل وترسيخ الفساد لمدة تزيد عن خمسة وعشرين عامآ لينعكس هذا الفساد على الذوق العام ويتشجّر في عقل وروح معظم الشعب المصرى كشجر اللبلاب.
في الوقت الذي كانت تحرص فيه معظم البلاد العربية على إنشاء شركات للإنتاج، بل وإنشاء قنوات تليفزيونية وإذاعية بهدف تعظيم الفنون والفنانين عندهم، وهو المنهج الواجب على أي حاكم أن ينتهجه في سبيل النهوض بحضارة بلده وشعبه.
ولكن نحمد الله أننا مازلنا نمتلك الكبار بين فنانى المنطقة العربية من محمد منير وهانى شاكر وعمرو دياب وأنغام وشيرين عبدالوهاب وآمال ماهر ومازالت مصر تنجب محمد رشاد وأحمد جمال وإن شاء الله القادم أحسن لأنه لامفر من التغيير، فالقاعدة أنه لكل نهاية بداية جديدة عكسها، وإذا وصلت إلى قاع القاع فلاسبيل أمامك إلا الصعود حتى تصل إلى القمة. ومابالك بمصر التي ابتدعت الفنون منذ آلاف السنين والتى مازال العالم يقف ليشاهدها ويستقى من جدران معابدها حتى الآن كل ماهو عجيب وجميل.
■ ماذا عن فيلمك مع المخرج أحمد عاطف؟
- بالفعل هناك فيلم يحمل عنوان «سلطان العاشقين» تأليف ناصر عبدالرحمن وإخراج أحمد عاطف، وهو إنتاج مشترك بين القطاع الخاص ووزارة الثقافة التي خصصت له ميزانية بسيطة، وفكرته تدور في إطار اجتماعى من خلال قصة مختلفة، ولا يتناول حياة الصوفية كما تردد، لكنى أجسد من خلاله شخصية مطرب يغنى بعض الأغانى الصوفية ضمن أحداثه، ومازلنا في مرحلة الجلسات ولم يدخل بعد حيز التنفيذ.
■ ومتى تبدأ تصوير مسلسلك «عودة مندور»؟
- لم يحدد موعد محدد لبدء التصوير وتجمعنى جلسات مع المخرج حسنى صالح والسيناريست ناصر عبدالرحمن للوقوف على تفاصيله لأنه يمثل عودة بالنسبة لى للدراما بعد غياب 5 سنوات منذ أن شاركت في مسلسل «السائرون نياما» للكاتب سعد مكاوى وإخراج محمد فاضل، ورغم اننى كنت مترددا من فكرة التمثيل إلا إننى قررت المشاركة فيه لأننى أجسد من خلاله شخصية مجرم شرير جدًا، وهى الشخصية التي كنت أتمنى تقديمها، وسأغنى خلاله 24 أغنية للأبنودى ستكون مفاجأة.