حالة من الجدل والغموض لا تزال مُسيطرة على الأذهان، فلغز سقوط الطائرة الروسية عصي على الحل حتى الآن، خصوصًا مع تضارب التصريحات حول الدقائق الأخيرة في حياة الطائرة، التي سقطت قبل ثلاث أيام على أرض سيناء ونجم عنها مصرع 224 شخصًا.
يتمسك الجانب المصري بفرضية مفادها أن سقوط الطائرة جاء نتيجة أعطال فنية، خصوصًا مع تاريخ الشركة المالكة للطائرة المُتخم بالحوادث، والتى كان من ضمنها اندلاع النيران على متن طائرة تملكها الشركة في عام 2001، ما أدي إلى سقوط 4 قتلى، علاوة على عمر الطائرة المنكوبة؛ والذى يزيد على 18 عاماً.
صحيفة «جازيت» الروسية قالت إن شركة «كوغاليمفيا» التي تحطمت طائرتها في سيناء تُعانى من مشاكل مالية، أجبرتها على عدم دفع رواتب جميع موظفيها، بما فيهم الطيارين، طيلة الشهرين الماضيين، وهو الأمر الذي قد يُلقى بالضوء على احتمالية إهمال عمليات الصيانة الدورية للطائرات المملوكة للشركة.
ونقلت الصحيفة تصريحاً لرئيس وكالة العمل الروسية «فيسفولد فوكولوفو» جاء فيه أن الشركة «تنتهك القوانين المُتعلقة بحماية العمال، وسوف يُعرض الجُناة على العدالة قريبًا». وأشار «فيسفولد» إلى أن الوكالة ستفتح تحقيقًا لمعرفة إذا ما كانت الشركة تنتهك حقوق العُمال والطيارين فيما يتعلق بحقوقهم في الإجازات الرسمية واداء رواتبهم في المواعيد التي يُحددها القانون.
وكالة العمل الروسية ستفحص المستندات المتعلقة بالحالة الصحية للعاملين، لمعرفة إذا ما كانت الشركة تقوم بفحص دورى لحالة الطيارين الصحية والنفسية أم لا، حسب «فيسفولد فوكولوفو» الذي قال إن الديون المتراكمة لصالح العاملين تتجاوز قيمتها 70 مليون روبل روسي.
من جهته، قال «أوكسانا جولوفان» ممثل شركة «كوغاليمفيا» إن الديون المتراكمة على الشركة لصالح الموظفين «صغيرة» مشيرًا إلى أنها «ليست لها علاقة بالحادثة ولا تؤثر على سير العمل في الشركة» مشيرًا إلى تلك الديون ناجمة عن الوضع الاقتصادي الراهن في روسيا، وسيتم سدادها قريبًا، وأكدت الشركة أن الطائرة تحطمت بفعل «عامل خارجي» معتبرة ذلك هو «التفسير الوحيد المعقول».
على النقيض، يقول رئيس وكالة الطيران الروسية «روسافيستا الكسندر» في تصريح لقناة روسيا 24، إن هذا الكلام «سابق لأوانه» مشيرًا إلى أن الدلائل الأولية تُفيد أن تحطم الطائرة حدث في الهواء على ارتفاع كبير، وهو الأمر الذي يدعمه تناثر حطام الطائرة على مسافات وصلت إلى دائرة قطرها 20 كيلومتر كاملاً، حسب قوله، فيما قال موقع «تيفيرين» الروسي إن الخبراء المعنيين بفحص حطام الطائرة الروسية عثروا على أجزاء لا تنتمي إلى هيكل الطائرة، ونقل الموقع عن وكالة «تاس» الروسية تصريحات جاء فيها: أثناء متابعة عمليات فحص الحطام، عثر الخبراء، صباح اليوم الثلاثاء، على مجموعة من العناصر التي لا تنتمى لجسم الطائرة، وقاموا بإرسالها إلى المعامل لمعرفة ماهيتها.
الرئيس عبدالفتاح السيسي حذر في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC من مخاطر التوصل إلى استنتاجات متسرعة، واصفًا الادعاءات التي أطلقها أرهابيو سيناء بـ«الدعاية التي تهدف إلى الأضرار باستقرار وأمن مصر وصورتها في الخارج».
حتى الآن، لا دلائل على استهداف عمل إرهابي للطائرة الروسية المنكوبة، حسب جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الأمريكية، الذي قال في تصريحات نقلتها جريدة الأندبندنت البريطانية إن امتلاك تنظيم الدولة الإسلامي امكانات لإسقاط الطائرة «أمرًا لا يستبعد».
مسؤول أمريكي وصفته CNN بالمطلع قال إن قمرا صناعيا أمريكيا رصد وميضًا حراريًا في سيناء وقت سقوط الطائرة، وهو ما يدعن عدة فرضيات من ضمنها احتمالية إطلاق صاروخ، أو انفجار قنبلة أو اندلاع حريق أو حتى انفجار المحرك بسبب عُطل ما.
«لا يمكن استبعاد أي فرضية في حادث سقوط الطائرة» يقول الكرملين، وهو ما أكده الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي «ديميتري بيسكوفا» والذي دعا في تصريح نقله موقع روسيا اليوم إلى «انتظار النتائج دون الانخراط في التخمين والإدلاء بتصريحات لا أساس لها من الصحة».