شهد شهر أكتوبر الماضي العديد من الأحداث التي برهنت على أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في طريقها لتحقيق ما تربو إليه من تنمية ورخاء واستكمال لبناء مؤسسات الدولة، وكذا وضع مصر في مكانتها المعهودة وريادتها المنشودة إقليميا ودوليا.
أخبار متعلقة
وذكر تقرير للهيئة العامة للاستعلامات أن شهر أكتوبر كان شاهدا على الانتصار المصري في أروقة الأمم المتحدة بحصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن في الخامس عشر من أكتوبر، وأشار بيان رئاسة الجمهورية في هذه المناسبة إلى أن مصر لن تألو جهدا في الدفاع عن مصالح إفريقيا لتكون خير معبر عن طموحات شعوب القارة نحو تحقيق الاستقرار والأمن، بالإضافة إلى الجهود الرامية للوصول إلى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً القضايا المرتبطة بمكافحة الإرهاب الدولي والتطرف.
وخلال ذات الشهر أيضاً شهدت البلاد وفي 14 محافظة انطلاق المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، والتي تعد آخر لبنة في بناء خارطة المستقبل، وقد سبق الرئيس السيسي انطلاق ماراثون الانتخابات بدعوة الناخب المصري في الداخل والخارج إلى الإدلاء بصوته في هذا الاستحقاق من أجل المشاركة في بناء الوطن.
والتقى الرئيس السيسي خلال أكتوبر الماضي بالعديد من المسؤولين لمتابعة ما يتم إنجازه على أرض الواقع فيما يتعلق بالملفات والمشروعات التي تعود بالنفع على المواطن أولاً، كما استقبل رئيس الجمهورية العديد من المسؤولين الدوليين الذي زاروا القاهرة للتعرف على الرؤية المصرية حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وقام الرئيس مع نهايات أكتوبر بجولة خارجية شملت دول الإمارات والهند والبحرين، والتي جاءت أيضا في سياق ما تسعى إليه القيادة المصرية من تدشين لمرحلة جديدة من الانفتاح على مختلف دوائر السياسة الخارجية المصرية.
وعقد الرئيس السيسي عدة اجتماعات مع العديد من المسؤولين خلال شهر أكتوبر الماضى، للوقوف على ما تم إنجازه من مشروعات، وما يتم الإعداد له من خطط على نحو يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والتقدم الاقتصادى والعدالة الاجتماعية والارتقاء بالمستوى الخدمى للمواطن في مختلف المجالات، كما تابع الرئيس مع المسئولين إجراءات تأمين العملية الانتخابية وتوفير السبل اللازمة لتيسير إدلاء المصريين في الخارج والداخل بأصواتهم بحرية كاملة.
فقد اجتمع الرئيس السيسي برئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ومحافظ البنك المركزي، وعددا من الوزراء، وأكد الرئيس خلال الاجتماع على أهمية ترشيد الاستيراد من الخارج للحيلولة دون تشكيل أعباء على موارد الدولة من العملات الأجنبية، وإيلاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة قدرا أكبر من الاِهتمام، وتطوير قطاع الصناعة والعمل على زيادة الصادرات، وتنشيط قطاع السياحة المصري.
وفى إطار مواصلة العمل على مختلف المحاور الخاصة بمكافحة الفساد ومتابعة الجهاز الإداري للدولة، وجه الرئيس السيسي خلال اجتماعه برئيس هيئة الرقابة الإدارية محمد عرفان في السابع من أكتوبر، بأهمية اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها المساهمة في تحقيق عملية التنمية الشاملة وإيجاد بيئة مناسبة للاستثمار.
واستعرض الرئيس السيسي خلال اجتماعه بوزير الأوقاف محمد مختار جمعة آخر تطورات الموقف بالنسبة لشهداء الحج المصريين والمصابين والمفقودين في حادث مشعر منى.
وقبيل انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، أكد الرئيس السيسي خلال اجتماعه بوزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، على أهمية تأمين مُجريات العملية الانتخابية، وتوفير المناخ الآمن للمواطنين خلال الإدلاء بأصواتهم بحريةً كاملة.
وأشاد الرئيس السيسي بالجهود الدؤوبة التي يبذلها رجال المخابرات العامة خلال زيارته لمقر المخابرات، حيث اجتمع برئيس الجهاز وعدد من قياداته وأعضائه لمناقشة أهم التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية.
وفيما يتعلق بمجال إنتاج الكهرباء وتوفير الخدمات للمواطنين، وجه الرئيس السيسي خلال اجتماعه بوزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، بأهمية العمل على تزويد المدن الجديدة بالكهرباء التي يتم إنتاجها اعتماداً على وسائل الطاقة المتجددة.
فيما تناول اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع وزير الموارد المائية والري الدكتور حسام الدين مغازي، استعراض الخطة القومية لتنمية وإدارة الموارد المائية.
كما شدد السيسي خلال اجتماعه مع وزير الإسكان مصطفى مدبولي، بحضور مساعد الرئيس للمشروعات القومية إبراهيم محلب، وقيادات من القوات المسلحة، على ضرورة أن تكون العاصمة الإدارية الجديدة بأحدث المعايير العالمية لتصبح مدينة خضراء حديثة ومتطورة تعكس طبيعة وحضارة مصر، كما وجه خلال الاجتماع بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة خلال عامين بدءا من يناير المقبل.
وفيما يتعلق بمنظومة دعم الخبز والسلع التموينية بجميع مناطق الجمهورية، وجه السيسي خلال اجتماعه بوزيري التموين خالد حنفي، والتضامن الاجتماعي غادة والي، بأهمية تحسين مستوى الخدمات بالمجمعات الاستهلاكية والمخابز، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق المشترك بين الوزارتين لضمان توريد مختلف السلع الأساسية بالمحافظات كافة.
وخلال اجتماع الرئيس السيسي برئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة، أكد على أهمية توفير الأساسية بالأسواق، حيث وجه السيسي بضرورة مراعاة محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية.
وأكد الرئيس السيسي في اجتماع مع سامح شكري وزير الخارجية على ضرورة تقديم أشكال الدعم والحماية كافة للشعب الفلسطيني في ظل التطورات الجارية في القدس الشرقية والضفة الغربية، مشيرا إلى أهمية وقف انتهاكات المقدسات الدينية في القدس، ومؤكدا اهتمام مصر بالعمل على تهدئة الأوضاع الإقليمية وتحقيق السلام والأمن للشعوب العربية كافة.
كما أكد الرئيس ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بشباب الخريجين وصغار المزارعين، وضرورة الالتزام بالتوقيتات المحددة بالجدول الزمني الخاص بكل منطقة من مناطق مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان.
كما وجه الرئيس السيسي بأهمية المضي قدماً في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وإتباع سياسات مالية ونقدية رصينة تؤتي ثمارها المرجوة ويشعر المواطنون بنتائجها الإيجابية، مشددا خلال اجتماعه بهشام رامز محافظ البنك المركزي (المنتهية ولايته) وطارق عامر رئيس البنك الأهلي السابق على أهمية عدم المساس بمحدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية وتوفير جميع السلع الأساسية للمواطنين.
وفيما يتعلق بتطوير مجال الخدمات الطبية، أكد الرئيس السيسي خلال اجتماعه بوزير الصحة والسكان أحمد عماد الدين ضرورة العمل على الارتقاء بعناصر المنظومة الطبية كافة من أجل تقديم خدمة متميزة للمواطنين، ولاسيما غير القادرين ومحدودي الدخل.
وفيما يتعلق بالنهوض بالمشروعات التنموية وإعادة الإعمار، شدد السيسي خلال اجتماعه برئيس هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة، ورئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وعدد من رؤساء الشركات المتخصصة التابعة للقوات المسلحة، على أهمية الانتهاء من الخطوات التنفيذية الجارية لإنجاز مشروعات تنمية الثروة السمكية في أقرب وقت ممكن.
كما أكد الرئيس السيسي خلال اجتماعه بكل من سعد الجيوشى، وزير النقل، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع الفريق عبدالعزيز سيف على أهمية تنفيذ مشروعات تطوير منظومة النقل بأعلى معايير الجودة وفي أقل فترة زمنية ممكنة وبأقل التكاليف، والاهتمام بصيانة الطرق.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا عاجلا مع مجلس الوزراء، للاطلاع على الخطوات التي قامت بها الحكومة للتعامل مع التداعيات التي شهدتها الإسكندرية جراء موجة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها، والاطمئنان على عودة الأوضاع لطبيعتها بالمحافظة، حيث وجّه بمتابعة صرف التعويضات لأسر المتوفين ومعالجة الأسباب التي حالت دون استيعاب مياه الأمطار بالمحافظة.
وانطلاقا من دور مصر المحوري في المنطقة وتدعيما لعلاقاتها الخارجية، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من المسئولين الأجانب لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الرؤى وطرح جهات النظر في مختلف القضايا المطروحة على المسرح الدولى لمحاولة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها دول المنطقة. وأكد الرئيس السيسي خلال استقباله عددا من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني، على أهمية تعزيز مستوى التعاون بين البرلمان البريطاني ونظيره المصري بعد تشكيله. واستقبل الرئيس السيسي أيضا نظيره التونسي الباجى قايد السبسي، ورئيس لوزراء الفرنسي مانويل فالس.
وأكد الرئيس خلال استقباله الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أهمية تقديم كافة أشكال الدعم والحماية للشعب الفلسطيني. كما أشاد بجدية شركة إينى الإيطالية وبحجم أعمالها وأنشطتها في مصر خلال لقائه بالمدير التنفيذي لشركة إيني للبترول كلاوديو دِيسكالزي.
وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال استقباله سيرجى كريانكو المدير العام لشركة «روزأتوم» الروسية العاملة في مجال بناء المحطات، الاهتمام الكبير الذي توليه مصر لتوفير احتياجاتها من الطاقة، وشهد اللقاء مناقشة الجوانب الفنية والمالية للعرض الذي تقدمت به شركة «روزأتوم» لإنشاء محطة الطاقة النووية في الضبعة.
كما أكد السيسي خلال استقباله مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، أن مصر لن تدخر جهدا من أجل دعم المبعوث الأممى في جهوده، والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية لنزع فتيل الأزمة السورية.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الدولة المصرية تتبنى رؤية اقتصادية طموحة وشاملة تراعي مختلف الأبعاد الاجتماعية والثقافية، وأوضح خلال لقائه مجموعة من ممثلي الوكالات والمؤسسات الإعلامية الأجنبية المعنية بمراقبة تطورات الأوضاع الاقتصادية أن الحكومة تسعى لتحقيق تنمية شاملة ودعم الفئات الأولى بالرعاية ومحدودي الدخل، مؤكدا على أن الدولة مهتمة بمكافحة الفساد.
وخلال مباحثات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أوضح السيسي حرص مصر على أمن السعودية، مشددا على ضرورة تعزيز التكاتف العربي لحماية الدول العربية من الأخطار التي تهددها.
واحتفالاً بالذكرى الثانية والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عرضا فنيا بستاد الدفاع الجوي بالقاهرة، شارك فيه عدد كبير من الفنانين بالإضافة إلى كورال للأطفال، واحتوى على مجسمات ثلاثية الأبعاد للعمليات العسكرية خلال حرب أكتوبر. وأجرى السيسي اتصالات هاتفية مع العديد من زعماء العالم من بينهم ولي عهد أبوظبي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وبالنسبة للقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس قرارا جمهوريا بقانون بتعديل قانون العقوبات.
واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى شهر أكتوبر بجولة خارجية شملت كلا من الإمارات والبحرين والهند، رأس خلالها وفد مصر في اجتماعات منتدى الهند أفريقيا في دورته الثالثة.
وبالنسبة لزيارة دولة الإمارات، بدأ الرئيس السيسي جولته في السابع والعشرين من أكتوبر من دولة الإمارات، حيث عقد جلسة مباحثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تناولت دعم علاقات التعاون بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأكد السيسي أهمية مواصلة تعزيز التكاتف العربي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وفي مقدمتها الإرهاب، مشيرا إلى التزام مصر تجاه أمن واستقرار الإمارات ودول الخليج العربي.
وترأس السيسي فد مصر في اجتماعات منتدى الهند- إفريقيا والتقى الرئيس الهندي ورئيس الوزراء حيث أعرب عن تطلعه إلى زيادة الاستثمارات الهندية في مصر في ضوء الفرص الواعدة التي تتيحها المشروعات الجارى تنفيذها والتعديلات التي تم إدخالها على البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار.
وأشاد السيسي خلال اللقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، وتطوير التعاون بين البلدين على الصعيد الاقتصادي. وألقى الرئيس كلمة أكد فيها على أن هناك العديد من مجالات التعاون الجديدة بين الهند وإفريقيا تنامت أهميتها خلال السنوات الماضية، وأشار إلى أن التحديات التي يواجهها العالم تجعل الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام الحكومات والشعوب، وشدد على أهمية الدفع قدما بالعلاقات بين إفريقيا والهند.
وفي البحرين، وفي ختام جولته الخارجية، التقى الرئيس السيسي مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما فيما يتعلق بالتطورات الجارية في اليمن وسوريا وليبيا.
وخلال زيارته للمنامة شارك الرئيس السيسي في حوار المنامة الحادي عشر، وبهذه المناسبة ألقى كلمة دعا فيها إلى توسيع مفهوم مواجهة الإرهاب لتشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية إلى جانب المواجهات العسكرية، وحذر في كلمته من استغلال بعض التيارات التي تدعي ارتباطها بالدين للجماعات الإرهابية بهدف تحقيق أجندات خاصة على حساب مفهوم الدولة، ودعا الرئيس إلى التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة.
وأشار تقرير الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن تحركات مؤسسة الرئاسة خلال شهر أكتوبر الماضي أعطت دليلا راسخا على أن القيادة السياسية تتحرك على كافة المستويات والاتجاهات بالتزامن، دون الاهتمام بملف على حساب آخر، داخليا أم خارجيا، فالمتابع لما صدر من قرارات جمهورية يعي أنها تصب في خانة تدعيم حقوق الإنسان. وكانت البيانات الصادرة عن مؤسسة الرئاسة مواكبة للحدث أول بأول وفي لحظته، والدليل الراسخ على ذلك هو البيان الصادر عن الرئاسة تعقيباً على حادث الطائرة الروسية التي سقطت بسيناء والذي صدر بعد وقت قصير من وصول الرئيس السيسي للقاهرة بعد جولته الخارجية.
وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي كما أشار البيان إلى أهمية قيام لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة الطيران المدني بإنجاز مهمتها بشكل جاد وسريع للوقوف على ملابسات الحادث، والتعرف على الأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة بالإضافة إلى مواصلة التنسيق مع السلطات الروسية المعنية بهذا الشأن.
ولم ينس الرئيس في خضم وسعة تحركاته داخليا وخارجيا أن يقدر المواطن المصري الذي أفنى عمره في خدمة وطنه، فكان بيان الرئاسة الذي نعى للأمة وفاة الأديب الكبير جمال الغيطاني الذي رحل عن عالمنا في الثامن عشر من أكتوبر.
