x

نيوتن مصر: إسرائيل نيوتن الإثنين 02-11-2015 21:27


زميلان عزيزان من كتاب «المصرى اليوم». هما الأستاذ حمدى رزق والأستاذ عبدالناصر سلامة. يعترضان على تصويت مصر لصالح عضوية إسرائيل. ذلك فى إحدى لجان الأمم المتحدة الفنية.

السؤال هو: ما هو الغريب فى أن تصوت مصر لصالح عضوية إسرائيل؟.

أولاً: التصويت لم يكن لعضوية إسرائيل وحدها. كان لعدة دول منها دول عربية. الدول العربية التى امتنعت عن التصويت لا توجد علاقات بينها وبين إسرائيل. ليس بينهما معاهدة سلام كحالنا. من الطبيعى أن تمتنع هذه الدول. ليس من الطبيعى أن تمتنع مصر.

على عكس ذلك. أرى أن تصويت مصر لصالح عضوية إسرائيل فى تلك اللجنة. أمر يحدث لأول مرة. دليل على تغير نوعى ونضج وعمق فى السياسة الخارجية لمصر. هو تغير فى الاتجاه الصحيح. لصالح مصر.

لقد حاربنا إسرائيل عام 1973 لاسترداد أرضنا، وانتصرنا. من موقع القوة بدأت مفاوضات السلام. أى حرب تنتهى بالمفاوضات. لم يفرض علينا أحد أن نفاوض. لم يفرض علينا أحد أن نعقد معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.

لم نتنازل عن حقوق العرب. من يقرأ خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى عام 1977 يدرك أن مصر لم تفرط فى حقوق أحد. كان عليهم استرداد أراضيهم. كما استرددنا أرضنا. الآن وبعد أربعة عقود لسنا فى حالة حرب مع إسرائيل. لن نعيش أسرى لهذا الوهم. هذه أوهام توقف نمو الدول. منظمة تحرير فلسطين تعترف بإسرائيل منذ مؤتمر الجزائر عام 1988. عندنا مازال هناك من يقول «الكيان الصهيونى» ولا يعترف بوجود إسرائيل.

معاهدات السلام بعد الحروب لا تعنى نسيان الماضى. ولكن الماضى لا يجب أن يحكم الحاضر والمستقبل. نحن نتطلع إلى المستقبل. حل قضية فلسطين سلمياً الحل الوحيد. أن نعيش فى سلام مع الجميع طريقنا للتقدم. لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة فى السياسة.

دليل هذا هو الاتحاد الأوروبى. كانت الحروب تعصف بين أعضائه جميعاً. الآن اتحدوا. جمعتهم المصالح. أما عن مصر. فهى بالنسبة والتناسب. كالصين بالنسبة لفرموزا. مصر الواثقة المنتصرة. تختلف عن مصر الكامنة المعقدة نفسياً. إنها إسرائيل التى يجب عليها أن تخشى مصر. ليس العكس أبداً.

توجد مصالح دائمة فى جميع الأحوال. العدو هو من يقف ضد مصالح مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية