قال الدكتور أسامة الباز،المستشار السياسى لرئيس الجمهورية: «إن مصر لا تستطيع أن تكون دولة هامشية، ومش لازم تكون دولة رئيسية فى المنطقة، ولكن يجب أن تكون قريبة من شبكة المصالح الدولية، ويجب أن تكون فاعلة وعليها مسؤولية تجاه نفسها»، مطالبا بالتركيز على تحقيق المصلحة الوطنية والاقليمية.
وأضاف - خلال ندوة «المتغيرات السياسية والتحديات الاستراتيجية والأزمة العالمية الراهنة»، التى عقدت بمعهد التخطيط القومى أمس – إن ما يحقق مصلحة مصر سيصب فى النهاية فى مصلحة المنطقة كلها، مؤكدا أهمية عدم تأثر السياسة المصرية فى المنطقة بالتحولات الخارجية.
وتوقع الباز أن تشهد السياسة الأمريكية «تغيرا ملموسا» بعد تولى باراك أوباما الرئاسة، مشيرا إلى أن أوباما يتميز بأن له «رؤية جديدة» تختلف عن سياسات بوش.
وقال: «يجب أن ننظر لانتخاب أوباما على أنه فرصة، وكتغيير رئيسى فى العالم، خاصة أنه جاء بدعم من التكتلات الاقتصادية فى أمريكا واللوبيات الكبيرة التى اقتنعت بخطأ الاستمرارية فى سياسات بوش».
وحول القضية الفلسطينية قال الباز: «إن ضرب إسرائيل غزة مؤخرا كان بهدف إخضاع الفلسطينيين للرؤية الإسرائيلية»، مشيرا إلى أن الدور المصرى كان «مُرَحَّباً به» لأن له مصداقية، خاصة أن مصر «لا تتاجر» بالقضية الفلسطينية.
وأوضح أن استقرار المنطقة يؤدى إلى تحقيق مصلحة الدول العربية جميعاً، مشيرا إلى أن أحداث غزة كفيلة بأن تعطى العالم صورة بأن المنطقة لازالت غير مستقرة.
وقال: «إسرائيل دأبت على تقديم قضية الأنفاق على أنها انفاق تعمل على تمرير سيارات وقطارات وهو مخالف للحقيقة».
وفى كلمته بالندوة دعا الدكتور أحمد عبدالحليم، عضو مجلس الشورى، الخبير الاستراتيجى، إلى «عدم التفاؤل» بشأن تغير السياسات الأمريكية، مؤكدا أن السياسة الأمريكية «ثابتة» تجاه منطقة الشرق الأوسط، وأن التغير فى شكل الأداء الأمريكى وليس فى جوهره.
وقال: «لابد أن تستفيد مصر من الإدارة الأمريكية الجديدة بما لا يضر مصلحتنا القومية».