منذ وصول يورجن كلوب إلى الأنفيلد، والمدرب الألماني يحاول تسخير ما يملك من إمكانيات في ناديه الجديد لتساعده على تقديم كرة قدم مماثلة لما كان يقدمه مع دورتموند، فهو حول طريقة اللعب إلى 4-2-3-1، معتمدًا على انطلاقات الظهيرين كلاين ومورينو مثلما كان الحال مع بيزتشيك وشميلزر، كما أنه وظف مواطنه ايمري شان والبرازيلي لوكاس في وسط الملعب كلاعبي ارتكاز قادرين على صنع اللعب والمساندة الهجومية، وأما على صعيد الثلاثي الذي يلعب خلف المهاجم، فـ«كوتينيو» هو «رويس» هذه الخطة بما يملك من مهارات والقدرة على اللعب على الجهة العكسية، وميلنر بمجهوده وسرعته يلعب دور كوبا بلاشيكوفسكي على اليمين، بينما أعاد كلوب الثقة إلى الدولي الانجليزي لالانا كصانع ألعاب ولاعب حر خلف المهاجم، ولكن يبقي المركز الذي يحير كلوب هو رأس الحربة.
بالرغم، من امتلاكه أربعة لاعبين في هذا المركز، إلا إنه لم يجد ضالته حتي الآن، فـ«النورمال وان» كما سمى نفسه، يبحث عن مهاجم قوي بدنيًا وسريع قادر على أن يكون محطة ارتكاز لزملائه، كما أنه أيضًا يملك المهارة الفردية التي تجعله قادر على صنع الحل الفردي وإنهاء الهجمات، مواصفات تجسدت كلها في وقته مع دورتموند في روبرت ليفاندوفسكي.
لكن في ليفربول، كل المهاجمين الأربعة يملك خاصية من تلك المذكورة أعلاه، لكن لا يجمع بينها.
كلوب في البداية جرب البلجيكي الشاب ديفوك أوريجي، يمتلك السرعة لكنه يميل إلى الأطراف وليس لاعبا يمكنه أن يكون نقطة ارتكاز وانطلاق إلى زملائه، كما أنه لا يمتلك الخبرة لقيادة هجوم الريدز.
بعد ذلك ظهر الـ«بيج بين» البلجيكي، كريستيان بينتيكي، على الرغم من سجله التهديفي الطيب، حتى الآن مع الريدز وما يتمتع به من قدرات بدنية وتهديفية، إلا أنه قليل الحركة ومهاجم صندوق أكثر منه مهاجم حركي مثل ليفاندوفسكي، مما يجعله غير مناسب لخطط كلوب، مما دفعه في آخر لقاءين إلى الاعتماد على البرازيلي فيرمينيو كرأس حربة وهمي كما فعل مع أوباميانج في أيامه الأخيرة مع بروسيا دورتموند، ولكن البرازيلي الشاب حتى الآن لم يتأقلم في إنجلترا وفشل في تقديم المستوي الذي عرف به في ألمانيا مع هوفنهايم، كما أنه لاعب جناح في الأصل وليس بمهاجم تقليدي.
هذا يترك كلوب مع الحل الأخير وهو دانييل ستوريدج، المهاجم الإنجليزي الغائب بما يتمتع به من خصائص يبدو الأنسب لخطة لعب كلوب، متحرك، مهاري ومراوغ وصاحب سجل تهديفي عال مع ليفربول، كما أنه يتمتع ببنية قوية تمكنه من الالتحام وحماية الكرة ثم صناعة الفرص كما كان يفعل مع سواريز، لكن تبقي العقبة الكبري هي تواجده من عدمه.
ستوريدج يعاني منذ الموسم الماضي من إصابات متكررة ويبدو غير قادر على استعادة لياقته البدنية والمشاركة بانتظام.
يورجن كلوب يملك الوقت في صالحه، فحتى يناير أو ممكن حتي نهاية الموسم، هو يملك فرصة التعرف بشكل أكبر على إمكانيات لاعبيه ومدى قدرتهم على التكيف مع طريقة لعبه، وإذا لم يجد ضالته فبإمكانه وقتها البحث عن المهاجم الذي يريده خارج أسوار قلعة الأنفيلد، وإن كان الأمر سيكون صعب التخيل، كيف سيتعامل مع الموقف في وجود لاعبين مثل بينتكي وفيرمينيو، خصوصا مع الملايين التي دفعتها الإدارة لجلبهم إلى الأنفيلد.