استيقظت الإسكندرية على كارثة جديدة تسببت فيها موجة الطقس السيئ التي تضرب المحافظة منذ 3 أيام، فبعد هطول كثيف للأمطار، صباح الأربعاء، انهار عقار قديم بمنطقة أبوقير شرق المحافظة، ما أسفر عن مصرع 3 وإصابة 8 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى، بعضهم حالته خطيرة.
تلقى اللواء أحمد حجازي، مدير أمن الإسكندرية، بلاغا من قسم شرطة ثان المنتزه بانهيار عقار بمنطقة أبوقير شرق الإسكندرية، بوجود ضحايا تحت الأنقاض.
وعلى الفور توجهت قوات الحماية المدنية إلى موقع البلاغ، وتبين أن العقار المنهار مكون من طابق أرضي و3 طوابق متكررة- بناء قديم- يسكنه 11 شخصا.
المشهد كان مأساويا: أهالي الإسكندرية الذين كانوا يحبون الأمطار أصبحوا يخشونها، خوفا من سقوط ضحايا جدد، وفي الوقت الذي كان بعضهم يتابع فيه هطول الأمطار بكثافة من خلف زجاج النوافذ بشارع الإمام مالك، شق الفضاء صوت ارتطام كبير ظن البعض أنه صوت رعد، ولكن تعالت الصرخات فى كل مكان: «فيه بيت وقع»، فأيقن الأهالي أنهم أمام كارثة جديدة لن تقل عن كارثة موجة الأمطار الأولى التي راح ضحيتها 5 أشخاص، وعلى الفور تحول المشهد إلى مأساة كبيرة: منزل مكون من 3 طوابق بحارة ضيقة تحول إلى كومة من التراب في ثوان، و11 شخصا تحت الأنقاض، نساء يلطمن الخدود، ورجال يحاولون نبش الأنقاض بأيديهم، وأطفال يبكون قرناءهم.
«المصري اليوم» تحاول الحصول على موطئ قدم وسط هذا الزحام، سارينة سيارات الإسعاف والحماية المدنية تبعث الأمل داخل النفوس، رجال الإنقاذ يدخلون في سباق مع الزمن لانتشال الضحايا، والحصيلة 3 متوفين و8 مصابين، بينهم طفلة لم يتعدّ عمرها 4 سنوات.
ومن قلب الحدث، يقول الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إن حصيلة عقار أبوقير المنهار بلغت 3 قتلى هم: ليلى علي حسن، 40 سنة، وسما إبراهيم حسن، 4 سنوات، وهناء نصير محمد، 39 سنة، وتم نقلهن إلى مشرحة مستشفى أبوقير العام، مشيرا إلى وجود 8 مصابين، بينهم 3 حالات، إصابتهم خفيفة، وتم نقلهم إلى مستشفى أبوقير وهم: سماح سعيد أحمد، 17 سنة، وسعيد أحمد، 56 سنة، يعاني من إصابات بفروة الرأس، وعزيزة محمد، 60 سنة، مصابة بجرح ردي بالجبهة الخلفية بفروة الرأس واشتباه كسر بالحوض.
وأوضح أنه تم نقل 5 مصابين حالتهم خطيرة إلى المستشفى الأميري الجامعى وهم: عادل أحمد سليمان، 18 سنة، مصاب بكسر في الذراع اليمنى واشتباه ما بعد الارتجاج، وإبراهيم حسن محمود، 37 سنة، مصاب باشتباه بكسر في الفك وجرح في فروة الرأس، و3 أشقاء هم: شهد إبراهيم حسن، 5 سنوات، مصابة بكسر مخفف بالجمجمة وكدمة بالمخ، وحسن إبراهيم حسن، 6 سنوات، مصاب باشتباه ما بعد الارتجاج، وجنة إبراهيم حسن، 4 سنوات.
ومن داخل المستشفى تقول عزيزة محمد يوسف، 60 سنة: «أسكن في غرفة بالطابق الأخير، وصحيت من النوم على صوت أقوى من الرعد، وقبل ما أقوم من فراشي علشان أعرف مصدر الصوت وقع عليّ السقف وماحسيتش بنفسي غير في المستشفى، بعد أن نقلني أهل الحارة».
أما سعيد أحمد سليمان، ونجلته «سماح» فكانا يتلقيان العلاج دون أن يعلما أن والدة «سماح» لقيت حتفها تحت الأنقاض.
وقبل أن تغادر «المصري اليوم» موقع الحادث، وصل فريق من نيابة المنتزه، بإشراف المستشار علاء فرج، رئيس النيابة، لمعاينة العقار المنهار، وأمر بالتحفظ على ملف العقار بالحي، وبيان صدور قرارات هدم أو ترميم بشأنه من عدمه، وإجراء تحريات، واستدعاء مسؤولي الحي لسؤالهم، وصرح بدفن جثث المتوفين، وتوجه لسؤال المصابين بالمستشفى.