رأت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية أن أعداد الناخبين الذين فى جولة الإعادة فى 14 محافظة «قليلة جداً»، وشبهت قلة الأعداد بـنزول المياه «قطرة قطرة».
وقالت الوكالة، فى تقرير، مساء أمس الأول، إنه على الرغم من كون هذه الانتخابات جزءاً من «المرحلة الانتقالية الأخيرة» نحو حكم ديمقراطى فى مصر، فإنها فشلت فيما يبدو فى إلهام الناخبين ودفعهم للتصويت.
وأشارت الوكالة إلى وصول نسبة التصويت فى الجولة الأولى إلى 26.56%، أى ما يعادل نصف معدل الإقبال خلال الانتخابات البرلمانية السابقة خلال عامى 2011، 2012، التى «أتت ببرلمان هيمن عليه الإسلاميون».
وأضافت الوكالة أنه «على الرغم من كون الوقت مبكراً لتوقع نسبة المشاركة النهائية فى جولة الإعادة الانتخابية خلال اليومين الماضيين، فإن اللقطات المصورة لمراكز الاقتراع فى الـ14 محافظة، لم تظهر سوى حفنة قليلة من الناخبين فى بعض اللجان، بينما كانت لجان أخرى خاوية تماماً. وتابعت: «هذه الصور تمثل تناقضاً صارخاً مع صفوف الناخبين الطويلة التى اصطفت خارج مراكز الاقتراع فى انتخابات عامى 2011، و2012».
وأوضحت الوكالة أنه «بصرف النظر عن انخفاض نسبة مشاركة الناخبين فى الجولة الأولى، سيظل هناك سؤال ملح حول ماهية الاتجاه السياسى فى مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى».
ولفتت الوكالة إلى تشكيل النساء وكبار السن النسبة الأكبر من المصوتين فى أول أيام جولة الإعادة، فيما غابت أصوات الشباب بشكل واضح، ما يعكس تزايد خيبة الأمل لديهم إزاء حكم السيسى».
ورأت «أسوشيتدبرس» أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يكون البرلمان الجديد خاضع للسيسى»، موضحة أن «الانتخابات تأتى فى وقت تكافح فيه الحكومة لتقف باقتصاد البلاد المتدهور على قدميه فى مواجهة تراجع قيمة الجنيه المصرى، ونقص العملة الأجنبية اللازمة لتمويل الواردات الحيوية».
وقالت إن «حكومة السيسى تواجه، فى الوقت ذاته، هجوماً لاذعاً لفشلها فى الاستعداد أو التعامل المؤثر مع السيول الحادة بمدينة الإسكندرية، التى خلفت 5 قتلى، بعد عاصفة مطيرة». وأضافت أن «التصويت يتزامن أيضاً مع معاناة القوات الأمنية فى محاربة المسلحين الإسلاميين فى سيناء، فى ظل مناخ من الخوف يضرب بجذوره مع التآكل المستمر للحريات والقمع العنيف ضد الإسلاميين»، على حد تعبيرها.