بعد 20 عامًا من البحث والتجارب والسفر لكبرى الجامعات في العالم، نجح العالم المصرى عبد الرحيم النجار، أستاذ الوراثة المتفرغ بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، في التوصل إلى نوع من القمح يتحمل أعلى درجات الملوحة والجفاف يمكن أن يكون بداية لزراعة ملايين الأفدنة من القمح، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه لمصر بأقل وقت وجهد ومال.
وطالب «النجار» بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي لعرض إنجازه عليه، وأن يتولى الجيش تنفيذ ما يصفه بـ«حلمه الأكبر بزراعة الصنف الجديد من القمح»، والذي أطلق عليه اسم «الإسماعيلية 1» في كل صحاري مصر، والمناطق المنخفضة ذات الملوحة العالية بعد النجاح الكبير.
وكشف «النجار» في تصريحات لـ«المصري اليوم»، عن تقديمه أوراق تسجيل الصنف الجديد الذي يصل إنتاج الفدان منه في المتوسط إلى 16 إردبا في ظروف الملوحة والجفاف، وهو معدل يساوي القمح في الظروف البيئية العادية في سابقة هي الأولى في تاريخ زراعة القمح.
وأكد أن وزارة الزراعة وعبر أكثر من وزير لم تتفاعل مع الإنجاز العلمي بقدره، وأنه عانى من الروتين والأوراق والإجراءات دون جدوى، حتى إنه لجأ إلى سداد أكثر من 6 آلاف جنيه رسومًا عن التسجيل للصنف الجديد بدلًا من أن تدفع الدولة أو تتبنى الصنف.
وأضاف: «الصنف الجديد مقاوم للأمراض، وشهد بذلك الدكتور إبراهيم ناجي، نائب رئيس جامعة قناة السويس الأسبق، أستاذ أمراض النبات، ورغم ذلك مازال روتين وزارة الزراعة في التعامل معي يحول دون تحقيق الحلم».
وأشار «النجار»، إلى رحلته لجامعة ميرلاند الأمريكية التي أجرى فيها التجارب على الصنف الجديد، ونجح في الحصول على 5 كيلوجرامات من الصنف عاد به إلى مصر، وقام بزراعته في مناطق رأس سدر والعريش وبورسعيد ودمياط و الدقهلية، وجميعها مناطق ذات ملوحة عالية، وحقق إنتاجا رائعا، حسب قوله.
ويصف إبراهيم سعيد، مسؤول جمعية سلة الغلال المعنية بزراعات القمح في مصر، الصنف الجديد بأنه «معجزة زراعية تتحدى الملوحة والجفاف»، مطالبا الدولة بكل أجهزتها والرئيس السيسي شخصيًا بأن يرعى هذا الإنجاز العلمي.
وأشار إلى أن عددًا من الشخصيات العامة والفنانين، بينهم سوسن بدر وعصام شرف، شجعوا «النجار»، ولكن مازالت هناك حاجة إلى رعاية رسمية من الدولة.