واجبنا وواجب الرئيس نيوتن الثلاثاء 27-10-2015 21:19

واجبنا أن نلتف حول الرئيس. واجب الرئيس. أن يقف معنا. لقد خرجت منه هفوات آخرها كانت فى الإسماعيلية. عندما قال إنه يعرف كل المشكلات. قبلها قال فى ألمانيا إنه يعرف كل الحلول. لا أتصور أن هناك إنسانا لديه هذه القدرة. مقدرة تفوق حشدا من البشر. لو أن هناك مكتبا أو منضدة تفصل بينى وبينك ترى الجانب الذى أمامك فقط. وكل واحد منا لا يرى ما يراه الآخر. ونحن الاثنان لا نرى أسفل المكتب ولا جانبيه. وهنا يأتى حديث الأولويات. مَن قام بترتيبها.

هل تم ترتيبها بشكل تصاعدى أم تنازلى. هل تمت دراسة تأثيرها على المواطن. لن يحقق ذلك سوى من لديهم القدرة فى تخصصاتهم. يمتلكون المعرفة. سبق أن خاضوا التجربة. هذا هو الأهم.

أخطر ما يحيط بأى حكومة أو حاكم أو صاحب سلطة هو العزلة. إنها أخطر عليه وعلى الوطن من أى شىء آخر. أخطر من العدو ذاته. والعزلة أنواع. عزلة الرئيس عن الشعب. عزلته عن أهل الخبرة. وأصحاب العلم. عزلته عن سماع قول الحق. عزلته حتى عن نفسه. فلا يقرأ الصحف مباشرة بل من خلال وسيط. ولا يطلع على تقارير المؤسسات مباشرة بل من تلخيص. ولا يشاهد التليفزيون الذى يريده بل تحدد له القنوات. توضع أمامه مقارنات بمَن هم فى وضع أسوأ. محاولات غير أمينة.

كل كبار رجال الدولة أو أغلبهم يسوق لنا النظرية التالية. المنطقة التى نعيش فيها تمر بظروف غاية فى الصعوبة. بحر متلاطم الأمواج بكل ما تحمل الكلمة من معنى. عاصفة غير مسبوقة. كله صحيح. لا خلاف عليه. وضعنا يبدو مقبولا وسط هذه الفوضى. لكنه بالتأكيد غير مُرضٍ. بلدنا يستحق أفضل من ذلك. نستحق درجات متقدمة فى التعليم فى الصحة فى المواصلات فى الشفافية. فى إيجاد فرص العمل.

ليس أمامنا ترف الانقسام. ليس أمامنا غير الوقوف مع الرئيس. مساندة الحكومة الجديدة. الهجاء لا يفيد. النقد البناء الوسيلة الوحيدة للإنقاذ. رحابة صدر المسؤولين شرط أساسى ليعمل النقد الإيجابى ويحقق مفعوله السحرى. الدول المتقدمة لديها فرصة تصويب الأمور. من خلال الإعلام. من خلال البرلمان. من خلال طرح أفكار والسماح بمناقشتها. من خلال طرح البدائل. هذا ما يجب أن ينشغل به كل مواطن. بدلا من التريقة التى لا تفيد.