x

رئيس «الصرف الصحي» بـ«الثغر»: غرق الإسكندرية «قدر».. و«المسيري» برىء

الأربعاء 28-10-2015 08:28 | كتب: محمد البحراوي |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : حازم جودة

قال اللواء مهندس يسرى هنرى عازر، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، إن غرق المحافظة في مياه الأمطار هو حادث قدرى من عند الله، لافتاً إلى أن الشركة استعدت للتعامل مع مياه الأمطار، ولكن حدوث نوتين متتاليتين بفاصل زمنى قصير هو ما سبب الأزمة.

وأضاف «هنرى»، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه طلب من الدولة 75 مليون جنيه عند تعيينه في منصبه للتعامل مع مياه الأمطار، لأن مهمة الشركة التخلص الآمن من مياه الصرف الصحى وليس التخلص من مياه الأمطار في الشوارع، ولم يستجب له أحد، إلا أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل استجاب للطلب يوم الأحد الماضى بعد حدوث المشكلة.

وإلى نص الحوار:

■ كيف تفسر ما حدث في الإسكندرية؟

- منذ أن توليت منصبى في الشركة، في سبتمبر 2013، طلبت 75 مليون جنيه نظير التخلص من مياه الأمطار، لأن هذه المهمة ليست من مهامنا، بل مهمة المحليات، ودورنا فقط هو التخلص الآمن من مياه الصرف الصحى وليس التخلص من مياه الأمطار في الشوارع، ولم نحصل على هذه الأموال رغم مطالبنا المتكررة، ولم يستجب لنا أحد، وتاه الملف بين وزارة المالية والتخطيط، وعندما اجتمع بنا رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، الأحد الماضى، في الإسكندرية، طلبت منه المبلغ فوافق على الفور.

■ ما السبب الرئيسى في غرق المحافظة؟

- كنا نعرف أن هناك نوة قادمة، ولكن لم نكن نعرف حجمها لأن «دى حاجة بتاعة ربنا»، وبدأنا الاستعدادات من بداية سبتمبر الماضى، وحينما مررت على محطات الصرف الصحى وجدت طلمبة متعطلة في إحدى المحطات، ولم أغادر إلا بعد إصلاحها، وكان هذا قبل النوة بيوم واحد، تم الاطمئنان في هذا اليوم على تسليك «البلاعات والشنايش»، وكذلك تمركز سيارات الشفط في أماكنها، وحدثت النوة الساعة 12 ليل السبت، واستمرت حتى الثانية صباح الأحد، ونزلت الشارع الساعة 2:30 صباحاً، في أماكن محددة تحصل بها تعثرات مثل نفق «المندرة»، وجلست في هذا المكان لمتابعة عمليات الشفط، وتم الانتهاء من الشفط بحلول السابعة صباح الأحد، والساعة 8 صباحاً حدثت نوة ثانية ضخمة للغاية، كانت السماء تمطر «جرادل مياه مش نقط»، وخلال 20 دقيقة امتلأ النفق حتى المنتصف، النوة الثانية خلفت حوالى مليونى متر مكعب من المياه، ولم يعد هناك حل، لأن النوة الأولى تم سحب مياهها في شبكة الصرف الصحى ومحطات المعالجة امتلأت بخزاناتها على آخرها، ولم يعد هناك مكان لدخول مياه النوة الثانية، وكان لابد من وجود وقت كافٍ لطلمبات محطات المعالجة حتى تتخلص من مياه النوة الأولى، الوقت المطلوب كان حوالى 10 ساعات على الأقل بين النوتين، ولكنها «إرادة الله وقدره»، ولا يجب أن يتخيل أحد أن سيارات الشفط قادرة على سحب 2 مليون متر مكعب من المياه، السيارة الواحدة تشفط 10 أمتار مياه وبالتالى نحتاج 200 ألف سيارة، وهذا رقم ضخم للغاية، دور السيارات هو شفط المياه التي لم تصل للشبكة ونسبتها لا تتعدى 5% من إجمالى مياه الأمطار، وتم شفط كل المياه بعد وصول سيارات دعم من القاهرة والجيزة ولم تعد هناك أي مياه في شوارع الإسكندرية حالياً.

■ تم تداول فيديو لمحافظ الإسكندرية يحذر فيه مسؤولا بالصرف الصحى من حدوث مشكلة أثناء الأمطار.. هل تعتبره دليل براءة؟

- هذا الفيديو صحيح، والشخص الذي كان يحدثه المحافظ هو المهندس محمد سعيد نشأت، رئيس قطاع التشغيل والصيانة، وكما قلت نحن طلبنا أموالا ولم يستجب لنا أحد إلا بعد حدوث المشكلة، والمحافظة لا يمكن أن تعطينا أموالا لأننا لا نتبعها مالياً، والمحافظ هانى المسيرى برىء مما حدث، لأنه تولى منصبه منذ شهور قليلة، وأزمة التعامل مع مياه الأمطار في الإسكندرية تحتاج أوقاتا طويلة لحلها.

■ هل تم نقلك من وظيفتك كما تردد كنوع من العقاب؟

- حتى الآن أنا موجود في الشركة، لكنى أعلم أن هناك تعديلا في الجمعية العمومية للشركة، وهذا شىء روتينى ولا يشغلنى، وراضٍ عن أدائى.

■ هل ما حدث سيتكرر العام القادم؟

- رئيس الوزراء سألنى عن إمكانية تكرار هذه المشكلة عند حدوث النوة فأبلغته بأن الأزمة ستتكرر إذا حدثت نوتان بفاصل قصير.

■ كيف سيتم تدارك هذه المشكلة مستقبلاً؟

- الحل في زيادة الطاقة الاستيعابية لمحطات الصرف الصحى، والتجاوزات في الإسكندرية غير محسوبة، مثل العمارات المرتفعة وهو ما سبب ضغطاً على شبكة الصرف، ووزارة الإسكان تنفذ حالياً مشروعين كبيرين، هما مجمع الثلاثين الذي يستوعب كميات كبيرة من المياه، وهو على وشك الانتهاء، وكذلك تغيير طلمبات المحطات لزيادة الطاقة الاستيعابية من 600 إلى 800 ألف متر مكعب يومياً.

■ هل تعمل البلاعات في الإسكندرية بشكل سليم؟

- نعمل حالياً على إنشاء شبكة دعم للبلاعات والشنايش والمصبات التي تصلح في الصب على البحر، لزيادة منافذ التخلص من المياه، ويتم عمل صيانة البلاعات بشكل دورى، وتتم متابعتها من 4 جهات مختلفة من بينها المحافظة، وعندما يلقى جامعو القمامة ما يجمعونه في البلاعات نتحدث مع رؤساء الأحياء لمنعهم وتحذيرهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية