x

محمد أبو الغار انتخابات لم تحقق الطموح محمد أبو الغار الإثنين 26-10-2015 21:39


انتهت الجولة الأولى فى أول مرحلة فى الانتخابات وتظهر النتيجة النهائية بعد ظهور هذا المقال وأهم الظواهر هى:

أولاً: ضعف الإقبال والذى بلغ ربع من له حق التصويت وهى ظاهرة خطيرة ولكنها متوقعة فهى أقل من نصف من حضروا الانتخابات البرلمانية السابقة ولها أسباب كثيرة، أهمها الغضب العارم عند الشباب من النظام الحالى، وتعمد الدولة إصدار قانون انتخابات مجحف صنع بطريقة لضمان أن يكون البرلمان فى أضعف أحواله. وبالرغم من أن قائمة «فى حب مصر» بها بعض شخصيات جيدة إلا أن بها شخصيات يكن الشعب لها كراهية شديدة، وانعكس ذلك على نسبة التصويت السلبى على انتخابات القوائم بوضوح. وكان واضحاً للجميع أن القائمة المطلقة هى نظام انتخاب استبدادى لا يمكن أن يتم فى أى دولة بها أى هامش من الديمقراطية. كل ذلك بالإضافة إلى ملل المواطنين من طول فترة تأجيل انتخابات البرلمان.

ثانياً: عدم الثقة عند أغلبية المصريين من أن البرلمان القادم سوف يمثلهم تمثيلا حقيقيا ويدافع عن مصالحهم ويحقق مطالب 25 يناير «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».

ثالثاً: التدهور الاقتصادى السريع والكبير ومضاعفة معاناة الفقراء أضفى جواً من الكآبة واليأس منعهم من حضور الانتخابات.

رابعاً: الانتخابات مرت فى ظروف أمنية جيدة وحوادث العنف والقتل المعهودة سابقاً لم تحدث وهذا شىء إيجابى من الشعب والشرطة وربما يرجع ذلك إلى غياب الإخوان.

خامساً: رموز الحزب الوطنى الكبار امتنعوا عن الترشح ومعظم من ترشحوا حققوا نتائج سيئة ومثلاً اليد اليمنى لأحمد عز فى الصعيد، وهو من عائلة كبيرة، سقط سقوطاً مروعاً فى أسيوط ومثله كثيرون.

سادساً: من الأحزاب حقق المصريون الأحرار المركز الأول وهو نتيجة عمل دؤوب منظم فى اختيار المرشحين ذوى الشعبية، وبالطبع بدعم مادى كبير، وجاء فى المركز الثانى حزب مستقبل وطن وكان هذا أيضاً أمراً متوقعاً لأنه يقال إنه مدعوم من أحد أجهزة الدولة.

سابعاً: الإعلام وسيلة مهمة فى المعركة الانتخابية، والإعلام الخاص حر فى تأييده للمرشحين، ولكن ليس حراً فى الإساءة بالباطل للمنافسين وتوزيع اتهامات كاذبة. والإعلام الحكومى مسؤول عن توزيع فرص متساوية للجميع وكل هذا لم يحدث.

ثامناً: من الأمور الإيجابية المشاركة الكبيرة من المسيحيين فى الحضور، وفى الترشح وسوف ينتخب أقباطا لأول مرة فى الفردى منذ عام 1952 بدون تزوير وهذا شىء جيد يجب تشجيعه.

تاسعاً: لم يحقق السلفيون شيئاً يذكر لأنهم بدون القيادة المنظمة من الإخوان قيمتهم الانتخابية محدودة.

وأخيراً فإن مصر سوف تصبح دولة مدنية حقيقية حين يتم رفع العقبات من أمام الأحزاب وتشجيعها لأن خطر الإخوان ما زال موجوداً ولن ننجح إلا بأحزاب لها شعبية كبيرة مثل وفد سعد زغلول ومصطفى النحاس، وتغيير النظام الانتخابى إلى قوائم نسبية (مثل كل دول أوروبا وكذلك إسرائيل) هى الطريقة الوحيدة لتمثيل الجميع وهو أمر حتمى لا تريده الدولة..

قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية