x

عاصفة تحول رشيد إلى منطقة منكوبة

الثلاثاء 27-10-2015 08:23 | كتب: حمدي قاسم |
آثار التدمير التى خلفتها العاصفة آثار التدمير التى خلفتها العاصفة تصوير : اخبار

«الخسائر بالملايين.. بيوت وقعت.. وأسوار المزارع سقطت.. بفعل قوة الرياح.. وكذلك سقطت أشجار النخيل الجازورين المستخدمة مصدات للرياح.. جميع المحاصيل تلفت وسقطت أسفل الأشجار.. لم نر مثل هذه العاصفة منذ 30 سنة.. الغريب أن الرياح لم تكن تأتى من اتجاه واحد، إنما كانت تأتى من جميع الاتجاهات.. تقتلع كل ما يعترض طريقها»..

هكذا يقول خميس منصور، سكرتير الجمعية الزراعية، برشيد، مضيفاً أن الأراضى المضارة فى رشيد تبلغ مساحتها 6 آلاف فدان، وتتراوح خسائر الفدان الواحد بين 5 آلاف جنيه و15 ألف جنيه، حسب التلفيات التى أصابته، مقدراً الخسارة التى أصابت المنطقة بنحو 100 مليون جنيه.

شاهدنا خلال جولتنا فى المزارع مأساة المزارعين بتلك المنطقة.. أسوار مبنية بالحجارة وقعت.. هذا بالإضافة إلى البوص الذى يحيط به المزارعون أراضيهم سقط جميعه على الأرض.. ترى خلف ذلك المحاصيل وقد فرشت الأرض أسفل الأشجار، وخصوصاً محصول البرتقال الذى يقوم مزارعو المنطقة بزراعته، أشجار الجازورين التى يستخدمونها مصدات للرياح سقطت حتى النخيل الذى يبلغ ارتفاعه أكثر من 20 متراً سقط هو الآخر، كأنها العاصفة الأولى التى تقتلع كل ما يأتى فى طريقها، والتى لم تشهدها المنطقة طوال تاريخها، كما قال لنا بعض المزارعين، الذين يطالبون باعتبار رشيد منطقة منكوبة، ويطالبون الدولة بتعويضهم عن تلك الخسائر التى تمثل كارثة اقتصادية لهم وللدولة معاً.

تقدم نحو 150 من المزارعين بمناطق رشيد وبرج رشيد والجدية ببلاغ بمركز شرطة رشيد، يثبتون فيه خسائرهم والتلفيات التى حدثت فى أراضيهم نتيجة العاصفة، وعندما ذهب أعداد كبيرة أخرى من المزارعين لتقديم بلاغات طلبوا منهم الذهاب إلى الوحدة المحلية لمركز رشيد، لإثبات الخسائر هناك، وقام نحو 200 آخرون بإثبات أسمائهم فى مجلس المدينة كمضارين، وتجمع عدد من المواطنين المضارين أمام الجمعية الزراعية للمطالبة بعمل معاينات للخسائر بالأراضى.

وأبدى المزارعون استياءهم من تصريحات محافظ البحيرة، بالسيطرة على مياه الأمطار دون أن يتطرق إلى خسائرهم التى اعتبروها خسارة للاقتصاد القومى بمصر، وطالبوا باعتبار رشيد منطقة منكوبة، بسبب العاصفة التى أدت لتدمير مجهودهم وتعبهم خلال العام، وطالبوا رئيس الوزراء بزيارة المنطقة، للتعرف على حجم الكارثة التى لحقت بها، وعبروا عن شعورهم بالظلم لأن المسؤولين اهتموا بالإسكندرية ولم يهتموا بهم.

يقول السيد السيد الشحات، «50 سنة»، مزارع: «أملك 10 أفدنة سقطت فيها وحدها حوالى 300 نخلة، وتلف محصول البلح، حيث يتراوح إنتاج النخلة الواحدة بين 100 و200 كيلو من البلح.. الأرض اكتست بمحصول البرتقال التالف أسفل الأشجار.. وخسرت أكثر من 150 ألف جنيه تعب عام كامل بسبب تلك العاصفة».

ويؤكد أحمد سعيد عبدالواحد، «22 سنة»، مزارع، أن جدار المنزل الذى بناه والده منذ 8 سنوات سقط، بسبب تلك العاصفة، ولم يستطع تسقيفه من وقتها، كما انهار جدار منزل آخر للجيران، وهذه العاصفة كانت من أقوى ما رأيتها فى حياتى، فأشجار التفاح والمانجو جميعها تلفت وتساقطت أوراقها، فى يوم واحد.

من ناحية أخرى، شب حريق بمحطة رفع مياه الخاصة بترعة الشيخ زايد، بسبب الأمطار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية