x

هل تحققت نبوءة شون بين وتفتحت الأزهار مع أشعة الشمس؟

الإثنين 26-01-2009 00:00 |

هل كان من الممكن وصول أول رئيس من أصل أفريقى أسود إلى البيت الأبيض عام 2008 لو لم تقع كارثة 11 سبتمبر 2001 فى أمريكا، أليس هذا دليلاً جديداً على صحة مقولة ماركس بأن التاريخ يتقدم، ولكن عبر منحنيات قذرة.

«الحلم الأمريكى» الذى تبلور بعد الحرب الأهلية وتأسيس الدولة منذ ما يزيد على مائتى عام ليس حلم الثروة والبحث عن الذهب فى الأرض «الجديدة»، وليس حلم الإعلاء من شأن الفرد والتفاعل والتوازن بينه وبين المجتمع، وإنما هو أساساً حلم التعايش بين الأعراق والديانات والثقافات، والذى تجسد على نحو غير مسبوق بانتخاب باراك أوباما،

ولنضع ألف خط تحت كلمة انتخاب، أى أنه اختيار حر للأغلبية من أبناء الشعب الأمريكى، والتعايش هو حلم الإنسانية الأكبر والأعظم، وكما يعلمنا الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم أنه لو شاء لخلق الناس أمة واحدة، ولكنه خلقهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، أى ليتعايشوا رغم اختلاف أعراقهم، وما الحروب إلا نتائج للفشل فى التعارف والتعايش.

فى عام 2002 تم إنتاج فيلم من 11 فصلاً كل فصل 11 دقيقة عن أحداث 11 سبتمبر (استغرق سقوط برجى مركز التجارة فى نيويورك 11 دقيقة)، وقام 11 مخرجاً من 11 دولة يمثلون ثقافات متعددة بإخراج فصل من فصول الفيلم، وكان الأمريكى بينهم هو فنان السينما المخرج والممثل المعروف بمواقفه السياسية الإنسانية الشجاعة شون بين.

فى هذا الفيلم القصير رجل بلغ من العمر عتياً يعيش وحيداً فى حجرة صغيرة فى بناية من بنايات نيويورك، وعلى أحد جدران الحجرة صورة فوتوغرافية لابنه الشاب يرتدى ملابس عسكرية، ولا نسمع فى الحجرة، طوال الفيلم، غير الأصوات الصادرة من التليفزيون، وصوت الرجل وهو يتحدث مع نفسه أحياناً، ويتطلع إلى آنية زهور تذوى على حافة النافذة، ينام الرجل، ويترك التليفزيون مفتوحاً من دون صوت،

ونرى نحن كمتفرجين انهيار مركز التجارة فى الصباح، ويؤدى الانهيار إلى دخول أشعة الشمس إلى الحجرة ووصولها إلى الأزهار، وعندما يستيقظ الرجل يرى الأزهار وقد تفتحت فتغمره السعادة، ويشعر بأن معجزة ما قد وقعت وجاءت بالشمس.

الفيلم نموذج فذ للتعبير بلغة السينما الخالصة، ويعبر عن رؤية فنان يمثل ضمير الشعب الأمريكى فى مواجهة كارثة 11 سبتمبر، فهى كارثة عنف، ولم يكن هناك مفر من أن تواجه بالعنف، ولكن الأمل أن تكون لحظة تنوير فى نفس الوقت، وقد جاءت لحظة التنوير بانتخاب الشعب الأمريكى باراك أوباما.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية