x

الإمارات تلقي الضوء على تراثها بمهرجان للحرف التراثية

الأحد 25-10-2015 13:55 | كتب: سحر المليجي |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية

تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للسنة الثانية على التوالي مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الذي ينطلق في مدينة العين خلال الفترة من 29 أكتوبر الجاري ولغاية 7 نوفمبر القادم في سوق القطارة التراثي، يتخلله سلسلة من المسابقات والعروض والأنشطة التراثية.

يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على أهمية الحرف والصناعات التقليديّة في التراث الإماراتي، وتعزيز الجهود التي يقوم بها ممارسو هذه الحرف من أجل صونها وإحيائها وتعليمها للأجيال القادمة باعتبارها مكوناً أساساً للهوية الوطنية.

وتركز المسابقات المصاحبة للمهرجان على إحياء مجموعة من الحرف التراثية التي كان لها دور وظيفي في الحياة القديمة، كما تشجع على الابتكار، والمحافظة على الأصالة.

وقال الدكتور ناصر على الحميري، مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة «يشكل المهرجان فرصة سانحة لالتقاء الكثير من الحرفيين والحرفيات الذين امتلكوا مهارات خاصة في ممارسة الحرف التي عرفها مجتمع الإمارات منذ القدم، وحافظوا عليها عبر الزمن، كما أنه محطة مهمة لدراسة واقع هذه الحرف وتحديد آفاق تطويرها، خاصة أن التراث برموزه الأصيلة يعد موجهاً ومنارة يُهتدى بها في تعزيز مشاعر الانتماء للوطن، ونحن في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نطبق استراتيجية طموحة للمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية والتراث بعناصره المتنوعة».

من جهته قال سعيد حمد الكعبي رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية بالهيئة: «ابتكر أجدادنا مجموعة من الحرف اليدوية والصناعات التقليدية تلبية لاحتياجاتهم اليومية، وهي قطع فنية وأساليب تعبيرية لا تخلو من جمال وإبداع، غير أنها انحسرت تحت وطأة الصناعات الحديثة فائقة التطور، لذلك عملنا على تنظيم مجموعة من المسابقات التي تشجع على الحفاظ على مهارات الحرفيين، وتحفز المشاركين على الابتكار بما يتلاءم مع روح العصر. وتشتمل هذه المسابقات على الحرف اليدوية، واليولة، وإعداد القهوة العربية، والأكلات الشعبية، إلى جانب المسابقات الثقافية وبعضها يُطرح لأول مرة لإبراز المواهب وغرس روح التنافس بين الحرفيين».

وتنقسم مسابقة اليولة (من فنون الأداء الشعبي الشهيرة في الإمارات) إلى ثلاث فئات عمرية؛ الأولى من 15 -20 سنة، والثانية من 10- 14 سنة، والثالثة من 5- 9 سنوات. وستقيّم لجنة تحكيم مختصة أداء كل مشارك وفقاً لمهاراته في مسايرة اللحن والتحكم في السلاح وتدويره والتحكم في قبضته.

أما مسابقة إعداد القهوة العربية وفق الطريقة التقليدية، فقد قُسمت إلى أربع مجموعات؛ الأولى من 15- 20 سنة، والثانية من 21- 50 سنة، والثالثة من 51 سنة وما فوق، والرابعة للسيدات. وعلى المتسابقين الالتزام بالوقت المحدد لإعداد القهوة أمام لجنة التحكيم.

أما مسابقة الأكلات الشعبية مخصصة للمشاركين فوق سن الـ15 عاماً، وتتضمن التسابق في إعداد 9 أطباق شهيرة من المطبخ الإماراتي، تتوزع على أيام المهرجان، إذ خُصص لكل يوم تقديم طبق من أشهر المأكولات الشعبية، وهي: الهريس، والمحلى، والقرص، والعصيدة، والبلاليط، واللقيمات، الخبيص، خبز الرقاق، وخبز وبيض.

يذكر أن جميع المشاركات في هذه المسابقات تستقبل يومياً من الساعة 5 مساءً إلى 10 مساءً في سوق القطارة التراثي في مدينة العين، ويُمنح الفائزون في المراكز الثلاثة الأولى من كل مسابقة جوائز قيمة.

كما ويحتضن المهرجان هذا العام معرض الحرف والصناعات التقليدية الذي يسهم في إبراز المواهب التي يمتلكها أصحاب الإبداعات والخبرات، كما يؤكد أهمية العمل على تسويق المنتجات المحلية التي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً غنياً.

ولأن المهرجان تاريخي توثيقي تعليمي يهدف إلى الحفاظ على هذه الحرف والصناعات ونقلها إلى الأجيال القادمة سيتم تنظيم جولات لطلبة المدارس في أنحاء السوق إلى جانب تنظيم ورش عمل تعليمية لطلبة المدارس في الفترة الصباحية وتنظيم جولة لطلبة المرحلة الثانوية والجامعات في الفترة المسائية.

يعمل المهرجان على تسليط الضوء على الحرف والصناعات التقليديّة التي مارسها الأجداد من خلال ورش عمل متخصصة، ويُعَرف بها من حيث المواد الخام المستخدمة لصناعتها، والآلات التقليديّة المستعملة لتحويلها إلى منتج، ومراحل الإنتاج التي تمر بها، وأساليب تسويقها كسلع تقليدية.

كما يشتمل المهرجان على سوق تراثي لممارسي الحرف والصناعات التقليدية، والأسر المنتجة للصناعات التقليدية، والجهات المتخصصة في بيع وتسويق المنتجات التقليدية، والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية وإنتاجها وتطويرها، كما تشارك في السوق الجهات الممولة للمواد الخام المستخدمة في الحرف والصناعات التقليدية والمؤسسات المعنية بالترويج للصناعات التقليدية، وتأتي إقامة السوق الشعبي التراثي حرصاً من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على دعم مشروعات الأسر المواطنة لتسويق منتجاتهم التي تتميز بأنها مصنوعة بأيد إماراتية بالجودة والتطوير بما يناسب احتياجات السوق، وتفي برغبة جميع الأذواق من الجمهور..

وسيتوفر في السوق العديد من المنتجات المتنوعة منها «تراثيات، عسل، أكلات شعبية، تمر، أدوات الصقور، معدات التخييم، حلوى».

وختاماً، يستقبل المهرجان زواره على بساط كرم الضيافة الإماراتية، فهذه من أهم العادات التي يتوارثها الإماراتيون، حيث سيقدم لهم القهوة العربية، التمر، الحلوى والمأكولات الشعبية، التي تمنح الزوار فرصة لتجربة التقاليد المشتركة في تناولها، التي تجسد جوانب من الكرم العربي وقيم المجتمع الراسخة في عمق التراث الإماراتي.

ويأتي افتتاح موسم القطارة التراثي الذي يستمر لغاية مايو 2016، وإقامة مهرجان الحرف والصناعات التقليدية تحت مظلة الاحتفاء والترويج لمدينة العين من خلال الحملة الترويجية «العين دار الزين» التي كانت قد أطلقتها الهيئة مؤخراً وتستمر لغاية ديسمبر 2015.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية