x

سيلتا فيجو وريـال مدريد.. تأثير الفراشة «تحليل»

الأحد 25-10-2015 10:59 | كتب: محمد الفولي |
مباراة سيلتا فيجو وريال مدريد مباراة سيلتا فيجو وريال مدريد تصوير : رويترز

تقول نظرية «تأثير الفراشة»، إنه إذا ما حركت فراشة جناحيها في الصين فإن هذا الأمر من الممكن أن ينتج عنه إعصار في نيو مكسيكو.. هذا هو ما حدث تحديدا على ملعب بالايدوس حينما استضاف سيلتا فيجو، أحد الأحصنة السوداء في الليجا هذا الموسم، ريـال مدريد في المباراة التي سيطر فيها النادي الملكي على النتيجة وليس الأداء.

يمكن غفران غياب الأداء الجيد بالنسبة للفريق الذي يقوده الإسباني رافائيل بينيتز، نظرًا لأن التشكيل الذي دفع به كان يضم عددًا من نجوم الصف الثاني، الذين كانوا منهكين بالفعل من مواجهة باريس سان جيرمان يوم الأربعاء الماضي في دوري الأبطال، والتي انتهت بالتعادل السلبي.

من الجميل أن تسعى لتحقيق الفوز، خاصة إذا كان لديك الأوراق الهجومية الصالحة لتحقيق ذلك، متمثلة في الثلاثي نوليتو وأوريانا وأسباس، ومرورك بحالة نفسية جيدة بتقاسمك للصدارة مع أعتى فرق الليجا قبل تلك المباراة.. الحديث هنا بالطبع عن سيلتا فيجو، والذي بدأ اللقاء مندفعًا ومتحمسا بذكريات الرباعية التي أسكنها في شباك برشلونة، قطب الليجا الأكبر الآخر، ولكن هنا بدأت اللعبة.

ريـال مدريد استغل جيدا الفرص التي أتيحت له في أول 25 دقيقة بالمباراة، وهي الفترة التي كان فيها لاعبوه يتذكرون جيدًا تعليمات بينيتز بضرورة استغلال ضعف التغطية الدفاعية في الناحية اليسرى عند سيلتا، والتي يشغلها كاسترو جوني، خاصة في ظل عدم تولية نوليتو مهام دفاعية كبيرة.

الهدف الأول، في الدقيقة 8، لرونالدو كان بمثابة «حركة جناح الفراشة» التي تسببت هذه المرة ليس في إعصار بنيو مكسيكو، ولكن في ارتباك حسابات ونفسية لاعبي سيلتا الذين دخلوا المباراة للفوز، لذا فقد الفريق صاحب اللون السماوي السيطرة حتى الدقيقة 16، حيث بدأ في الاستحواذ حينها وبصورة أكبر حتى الدقيقة 23، ولكن دانيلو تمكن من استغلال هفوة دفاعية أخرى من جوني وأضاف الهدف الثاني.

خلال الشوط الأول لعب ريـال مدريد بخطة 4-3-3: رباعي دفاعي مكون من راموس وفاران كقلبي دفاع ومارسيلو يسارا ودانيلو يمينا وأمامهما كاسيميرو، الذي مازال يقدم مستوى طيبا للغاية، كلاعب ارتكاز ثم مودريتش وكروس كلاعبي وسط جانبيين بمهام هجومية وأمامهم رونالدو كرأس حربة وفاسكيز وخيسيه على الأطراف.

وجود رونالدو كرأس حربة مرة أخرى، أظهر أنه لم يتأقلم بعض على مهام هذا المركز، وأظهر افتقاد الفريق بصفة عامة للفرنسي كريم بنزيمة صديق الجميع، إنه تلك الوسادة التي يرتاح هجوم ريـال حينما يكون حاضرًا فهو يسجل ويصنع المساحات لرونالدو وإيسكو وبيل للتقدم والاختراق بكل سهولة، كما قلنا سابقا إنه ليس الـ«9» التقليدي، وفي نفس الوقت يس اللاعب رقم «10» إنه الـ«9.5»، رأس الحربة صانع الألعاب، وهو الأمر الذي لا يمكن لرونالدو أن يكونه.

بخلاف لقطة الهدف وعلى الرغم من الحرية التي كان يلعب بها رونالدو نظريًا، إلا أن البرتغالي لم يكن جيدًا في الإنهاء، تلك الصفة الدائمة التي ما كانت تميزه، ربما يكون الأمر يتعلق بالإرهاق أو بغياب بنزيمة أو بسبب تغيير مركزه، ولكن هذا في النهاية ليس رونالدو «القاتل» الذي يعرفه الجميع.

استمر لوكاس فاسكيز من جانبه في تقديم مستوى طيب في حدود إمكانياته، ولكن خيسيه عاد مجددًا، كما ظهر في مباراة باريس سان جيرمان ليثبت أحقيته بارتداء قميص النادي الملكي، ليس فقط بسبب تحركاته الهجومية، بل أيضا مساهماته الدفاعية.

مع بداية الشوط الثاني كانت الأمور تبدو جيدة بالنسبة لريـال مدريد فهو متقدم بهدفين، وحتى الآن لم يكن سيلتا قد توحش، ولجأ بينيتز كالعادة إلى تغيير الخطة، هذه المرة دون تغييرات بتحويل طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 4-3-1-2، كاسيمرو كارتكاز وتقدم كروس كصانع ألعاب فيما كان مودريتش يتبادل المراكز مع فاسكيز مع وجود كريستيانو وخيسيه في الأمام.

أضاع هذا التغيير الاتزان الذي كان موجودا بصورة نسبية لدى ريـال مدريد في الشوط الأول هذا فضلا عن أن مستوى دانيلو انخفض بشدة في الشوط الثاني، ربما بسبب عودته قريبا من إصابة أو المجهود البدني لمباراة باريس سان جيرمان، ولكن نوليتو صال وجال في ظل الثنائيات الرائعة التي كان يصنعها مع أوريانا وأسباس، وحتى حينما لعب سيلتا فيجو منقوصا لم يأت التأثير كما كان مفترضا، حيث كان أصحاب الأرض خطرين بشكل رائع في ظل توهان راموس وفاران.

يجب هنا الإشادة بالدور الرائع الذي لعبه الكوستاريكي كيلور نافاس في المباراة، حيث أنه تصدى لحوالي أربعة أهداف محققة.

في ظل ضغط سيلتا والروح البطولية التي لعبوا بها، أدخل بينيتز لاعبه إيسكو، في الدقيقة 62، كأول تغييراته لاستغلال مهارته في العبور والتمرير أمام فريق يلعب منقوصا منذ في الدقيقة 57، بعد طرد جوستافو كابرال، ربما كان هذا هو التغيير الأكثر صوابا في ظل الفرص التي تمكن لاعب مالاجا السابق من صناعتها، ولكن تأثيره انتكس في ظل لعب سيلتا كما لو كان مكونا من 12 لاعبا وخروج مودريتش ونزول ناتشو، حيث كان أصحاب الأرض الأكثر خطورة بعدها وحينها سجلوا، في الدقيقة 85 بواسطة نوليتو، وكانوا قريبين جدًا من التعادل لولا هدف مارسيلو القاتل، في الدقيقة 93، الذي جاء من صناعة البديل تشيريشيف.

تمكن بينيتز باختصار مجددًا من استغلال الأوراق المتاحة لديه أمام خصم عنيد ربما كان يستحق التعادل في المباراة التي وقف فيها التوفيق بجانب ريـال مدريد بصورة كبيرة وكان نجميها كل من كيلور نافاس من جانب النادي الملكي ونوليتو من ناحية سيلتا فيجو.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية