ليست لدىّ أى شكوك فى صدق واقتناع أحمد ناصر بكل ما قاله عقب فوزه برئاسة الأوكسا.. أو اتحاد الاتحادات الرياضية الأفريقية.. فقد قال ناصر إنه سيستعين بالرياضة كأداة سياسية ودبلوماسية تساعد مصر على استعادة كل ما كان لها فى أفريقيا من مكانة وهوى وتأثير وتأييد واحترام.. وأنه يرى للرياضة دورا حقيقيا وواقعيا فى إزالة كثير من الأشواك بين مصر وإثيوبيا، والكثير جدا من الشكوك والظنون والمخاوف أيضا.. وأنه سيستخدم الرياضة لفتح أبواب دول حوض النيل لتدخل مصر من جديد وتلقى الترحاب والحب والامتنان..
وكان بإمكانى التعامل مع ما قاله أحمد ناصر كمجرد كلام للاستهلاك الإعلامى المحلى، وأنه فقط نتيجة انفعال مؤقت وسعادة غامرة بالفوز ثم سرعان ما تعود كل الأمور إلى حالها القديم والدائم.. فمعظم المسؤولين الرياضيين المصريين سبق لهم ترديد نفس هذا الكلام وتلك الوعود والأحلام، ثم تدور الأيام لتثبت لنا أنهم لا يملكون إلا الكلام ويعجزون طوال الوقت عن تحقيق أى أحلام..
لكننى فوجئت ببعض زملاء الإعلام وبعض مسؤولى الرياضة يسألون أحمد ناصر بعد فوزه عن إمكانية نقل مقر الأوكسا من الكاميرون إلى مصر بل يطالبونه أصلا بذلك ظنا منهم أن هذا هو منتهى النجاح لمصر.. فكانت المفاجأة هى رد أحمد ناصر الذى قال للجميع إنه لن ينقل المقر ولن يقوم بأى خطوة تخلق حساسية دون داع بين مصر والكاميرون.. وشعرت وقتها بأن ناصر بالفعل يريد تغيير الكثير جدا من الفكر المصرى القديم الذى يفسد الأمور متخيلاً أنه يصلحها، والذى يصنع بيديه العداوة والجفاء بينما هو وحده المقتنع بأنه يزرع الحب والأمل.. والمشكلة الآن ليست فى أحمد ناصر ورؤاه وطموحاته ورهاناته..
إنما هى فى الذين سيبقون يضغطون عليه ويحاصرونه حتى ينتهى به الأمر كالعادة إلى تنظيم مجرد دورة كروية وهمية لدول حوض النيل أو نقل مقر اتحاد الاتحادات الأفريقية إلى القاهرة أو حتى التفكير فى تأسيس مقر ثان للأوكسا على ضفاف النيل.. وأتمنى مخلصا أن ينتصر ناصر على كل هؤلاء وألا يستسلم لهم أبدا.. فرؤساء كثيرون يتسلمون مناصبهم ويجلسون للمرة الأولى فوق مقاعدهم مسكونين بالقوة والطموح لتغيير كل شىء، ويملكون وقتها القدرة على فرض التغيير والرؤى الجديدة.. لكن يكتشف الناس يوما وراء يوم أنه لا تغيير جرى ولا أى رؤية جديدة تبقى على قيد الحياة والأمل.. فتبقى نفس الوجوه ونفس الأفكار دون أى تجديد أو تغيير..
وأرجو أن ينتبه أحمد ناصر لكل ذلك.. وأقول له ذلك الآن كصديق عزيز لا أريد منه أى شىء إلا أن ينجح، وأن يكون أول مسؤول مصرى يؤمن بالرياضة إلى حد أن تصبح الوسيلة السياسية والأداة الدبلوماسية القادرة على تغيير الكثير من الواقع على الأرض.. وأعرف أن أحمد ناصر يملك من القوة والثقافة والذكاء والإصرار ما يجعله قادرا على كل ذلك.. ففى سنوات قليلة نجح فى تأسيس اتحاد مصرى للثلاثى الحديث ثم اتحاد أفريقى أيضا.. وأخيرا أصبح رئيسا لكل الاتحادات الأفريقية.