رحل الأديب جمال الغيطاني، الأحد الماضي، عن عالمنا ليترك لنا تجلياته وأعماله التي ستظل راسخة إلى الأبد.
«المصري اليوم» حاورت «الغيطاني» في مارس 2013، وتحدث عن فترة شبابه وتحدياته التي واجهته في بداية الطريق، ويصف فترة شبابه بأنها «محور التحول في حياته الأدبية» خاصة أنه استقى في هذه الفترة أسلوبه وبدأت ملامح النضج الأدبى تظهر على شخصيته.
كما تحدث عن مرحلة الشباب قائلًا: «أنا من أسرة متوسطة كانت تسكن حي الجمالية في حارة صغيرة اسمها درب الطبلاوي، حيث قضيت بها ٣٠ عامًا من عمري، أسرتي لم يكن لها أي اهتمامات بالأدب أو القراءة، لكن الهوية المصرية وطبيعة الحارة أثرت في تركيبة الشخصية، فمنذ أن كان عمري ٧ سنوات وأنا أمارس الكتابة وحددت هدفي من وقتها بأن أصبح كاتبًا وأديبًا يؤثر في الناس.
ويضيف «الغيطاني»: «في بداية فترة شبابي كنت أوفر من مصروفي الشخصى لأشترى كتبًا من سور الأزبكية، وعقب انتهاء تعليمي الفني بدأت بالعمل في رسم السجاد لكن هذا لم يمنع هدفي الأساسي الذي سعيت له وهو الكتابة، فأنا وقتها لم أسعى للشهرة، لكن كل ما كنت أريده هو التأثير في الناس».
ويوضّح: «يعد عام ١٩٥٩ نقطة تحول لي خاصة أنه العام الذي تعرفت فيه على الأديب العالمي نجيب محفوظ الذي شكل لدي الوعي الأدبي واستفدت من خبراته الكبيرة التي شكلت وجداني الأدبي».
ومن المواقف الصعبة التي تعرض لها في فترة شبابه، دخوله المعتقل عام ١٩٦٦ لاتهامه بالاشتراك في التنظيم السري، لكن فترة السجن أعطت له تجربة أدبية مختلفة خاصة أنه شعر بأنه بالكتابة استطاع أن يهزم النظام ويؤثر في الشباب الثائر.
«الغيطاني» تحدث عن أهمية اختيار الصديق المناسب قائلًا: «لدي أصدقاء كثيرون شركاء في الكفاح مثل عبدالرحمن الأبنودي، وصلاح عيسى، كما أننى رافقت حسن بكر أحد أقدم أصدقائي والذي لم يكن له أي اهتمام بالأدب لكنه ساعدني في تحقيق هدفي».
واختتم «الغيطاني» رسالته للشباب مطالبًا إياهم بترجمة ثورتهم إلى إنجازات ملموسة في حياتهم، وبأن يحافظوا على الهوية المصرية، وأن يؤمنوا بأهمية القراءة وضرورة تنظيم وقتهم بدقة لأن قطار العمر يمر مسرعًا.