x

باريس سان جيرمان 0-0 ريـال مدريد: ربع مليار باوند

الخميس 22-10-2015 11:05 | كتب: لؤي فوزي |
مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان تصوير : رويترز

انتهت الحلقة الأولى من حرب الكواكب، بتعادل مخيب للآمال، بعد مباراة متوسطة تمكن فيها ريـال مدريد من العودة من العاصمة الفرنسية بنقطة قيمة في ظل نقص الصفوف الحاد وتشكيلة إجبارية، في إطار الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

لا تحتاج لكثير من قوة الملاحظة لتدرك أن مشجعي الميرينجي ليسوا راضين تمامًا عن أداء بينيتز منذ بداية الموسم، أو قُل أداء الريـال بصفة عامة، ولكن إحدى ميزات المدرب الإسباني هي قدرته على العمل تحت الضغط.. ربما لا يعلم بينيتز الكثير عن بنجامين فرانكلين، لكنه بلا شك اتبع مقولته الأشهر «هناك فرصة جديدة متنكرة في كل مشكلة تقابلك».

البيج بين كما لقبه الطليان إبان تدريبه للنيراتزوري، وجد في غياب بيبي، كارباخال، خيميس، بيل وبنزيمة، فرصة جديدة لتوسيع قائمة اختياراته، ساعده على ذلك أقوى تشكيلة من اللاعبين يمتلكها أي نادٍ في أوروبا حاليًا، فالغائبون الخمسة قادرون على تحويل غرناطة لمنافس قوي على الدوري، ورغم ذلك تمكن بينيتز من البدء بتشكيل كامل من النجوم إذا استثنينا لوكاس فازكيز العائد من الإعارة لإسبانيول في الصيف الماضي، وخيسي الذي كان أحد أفضل لاعبي الريـال حتى خروجه ويبدو كنجم جديد في طور التكوين، مستعدًا لخلافة الإعصار البرتغالي على الجناح وتوفيره كبديل لبنزيمة في قلب الهجوم، حال غياب الأخير بالطبع.

كيف تخسر ما تتخطى قيمته ربع مليار جنيه إسترليني من اللاعبين بسبب الإصابة، دون أن تنهزم أمام تشكيلة متخمة بالنجوم كتلك التي يملكها نادي العاصمة الفرنسية، خاصة إذا كنت تلعب على أرض الأخير وبين جماهيره التي لم تكف عن الزئير طيلة التسعين دقيقة؟ سؤال لن تواجهه إلا إذا كنت مدربًا للملكي، لأن خسارة ما يعادل نفس القيمة في أي نادٍ آخر سيعني- على الأغلب- خسارة التشكيلة كاملة، رافا ليس ألمع من تولوا تدريب الريـال مؤخرًا، لا يمتلك كاريزما مميزة، وبالتأكيد ليس أكثرهم خبرة أو تتويجًا، لكنه يعلم إجابة هذا السؤال.

أسئلة لوران بلان، مدرب العاصمة، لم تكن كثيرة على أي حال، الرجل اكتفى بالتشكيل المعتاد ولم يعد أي مفاجآت للريـال، إلا إذا اعتبرت أداء دي ماريا المتوسط إحداها، مفاجأة سارة بلا شك، أداء الظهير الأيمن لباريس ومجهوده الخرافي دفاعًا وهجومًا منح لاعب الريـال السابق لقب «الرجل الواقف خلف سيرج أورييه»، الإيفواري كان بطل الفرنسيين طيلة المباراة تقريبًا مع تياجو سيلفا، للدرجة التي تحول معها دي ماريا لشبح للاعب تولوز الأسبق، أصغر لاعبي باريس سنًا وأقلهم خبرة.

نعم ما قرأته صحيح، ثنائي الدفاع وحارسهم كيفن تراب كانوا نجوم الباريسيين، فربما فرط الميرينجي في الاستحواذ والسيطرة لصالح ثلاثي الوسط الرهيب موتا، فيراتي وماتويدي، ولكنه كان الأخطر طيلة المباراة، وصاحب المحاولات الأكثر على المرمى التي تركزت فيها جهود مارسيلو على تحويل العرضيات الدقيقة لصاروخ ماديرا، انفراد لخيسي من بينية كروس «الدقيقة 25»، رأسيتان للدون «الدقيقة 35»، بالإضافة لأرضية خطيرة من مارسيلو لحق بها ماكسويل على خط مرماه، أربع فرص للملكي مقابل واحدة لباريس، ولعل استعادة 50 مليون إضافية من قائمة إصابات الريـال كان كفيلاً بتحويل اثنتين منها على الأقل في المرمى، أما نجوم عاصمة النور فقد تلالأت قبل المباراة واحترقت أثناءها في أداء حماسي جمالي سريع لم يسفر عن شيء يذكر.


في الشوط الثاني، منح لوران بلان دي ماريا وكافاني فرصة أخيرة مدتها ربع ساعة، صعد فيها بطل فرنسا للضغط بحثًا عن الأخطاء بين صفوف الميرينجي، قبل أن يخرج أشباح الجبهتين ويشرك باستوري ولوكاس مورا «الدقيقة 67»، مضطرًا للاستمرار في اللعب على الأطراف بعد أن أغلق كازيميرو وكروس ومن خلفهما فاران وراموس العمق المؤدي لمرمي نافاس.

ساعة البيج بين لا تخطئ، وكذلك المدرب حامل لقبها، الإسباني اليقظ استغرق دقيقتين للدفع بتغيير خَطّط له قبل المباراة وكأنه توقع السيناريو كاملاً، فخرج إيسكو لصالح مودريتش «الدقيقة 69» لتتحول خطة الريـال من 4-4-2 إلى 4-5-1، تاركًا الإعصار البرتغالي وحيدًا في الهجوم، بعد أن أيقن أن التعادل لن يكون بهذا السوء.

4-4-2 المقوسة كانت إجابة بينيتز لسؤال الأطراف دي ماريا- كافاني الذي طرحه بلان في البداية، ولكنه غيّر إجابته في الشوط الثاني عندما أعاد الفرنسي السؤال بصيغة مورا وباستوري، فتحول لـ4-5-1 بثلاثي ارتكاز، كازيميرو في القلب، مودريتش يمينًا وكروس يسارًا، ليواجه خصمه بنفس خطته تقريبًا، لكن لماذا لم يفعلها من البداية؟



عدة عوامل كان لها الأثر في قرار رافا، الأول كان عودة مودريتش من إصابة لا تؤهله للعب 90 دقيقة كاملة في إيقاع بدني سريع ومرهق، الثاني كان قلة خبرة كوفاسيتش بمباريات بهذا الحجم، ولكن أهم تلك العوامل على الإطلاق كان تغير هدف البيج بين قبل وبعد سؤال بلان، ففي البداية عمد بينيتز لتوزيع المهام الدفاعية على الجميع باستثناء رونالدو، ما منح كروس هامشًا من الحرية سمح له بتأدية أفضل أدواره على الإطلاق: اللاعب رقم 6، الرقم الصعب الذي لم يتمكن أنشيلوتي من تقديمه للألماني الشاب في ظل خلو تشكيلة الريـال من ارتكاز دفاعي صريح وقوي يؤمن ظهر الرقم 6، الدور الذي يؤديه البرازيلي كازيميرو باإمتياز حتى الآن، ما سبق أهّل كروس للصعود في مناسبات عدة لصناعة اللعب إلى جانب مجهودات إيسكو في الجبهة اليسرى، وكان رافا محقًا في ذلك فأخطر فرص الريـال جاءت من الألماني الذي وضع خيسي في مواجهة مباشرة مع حارس باريس المتألق، أما في الشوط الثاني فلم تكن للثلاث نقاط الأولوية، ورغم ذلك نجح تأمين بينيتز الدفاعي بثلاثي ارتكاز من منح فريقه – مرة أخرى – الفرصة الأخطر، عن طريق استخلاص البديل مودريتش المميز الذي منح دانيلو فرصة الإرتداد يمينًا، عرضيته منحت خيسي فرصة التسديد قبل أن ترتد الكرة للدون الذي سدد من زاوية ضيقة في القائم صانعًا اللقطة الأبرز في الشوط الثاني، مرة أخرى بينيتز كان محقًا، البيج بين سيخطئ حتمًا، ولكن ليس اليوم.

السؤال الممل يطل برأسه مرة أخرى: متى يفوز باريس على الكبار؟ عندما يكتسب شخصية البطل بالطبع، متى يكتسبها إذن؟ عندما يفوز بالبطولة بالطبع.. الدائرة المفرغة المعتادة، والدوائر المفرغة لا تنكسر إلا بطفرات، طفرات في الأداء، طفرات في التكتيك، أو طفرات في اللاعبين، هل يحتاج باريس لمزيد من النجوم؟ بالطبع لا.. ماذا يحتاج إذن؟.. لا نعلم تحديدًا، ليس ربع مليار باوند أخرى بالتأكيد.



قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية