لم تكن استقالة هشام رامز، محافظ البنك المركزى المصرى، الاربعاء ، مفاجأة للمتابعين والمراقبين لشؤون البنك والجهاز المصرفى، حيث كان طلب من الرئيس المعزول محمد مرسى، لدى تعيينه محافظاً للبنك فى فبراير 2013، أن يكمل المدة القانونية لمجلس المحافظ السابق الدكتور فاروق العقدة، والتى من المقرر أن تنتهى أواخر نوفمبر المقبل.
ومع قرب انتهاء فترة رامز، حرص على تقديم استقالته إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى قبلها بدوره، وأصدر قراراً جمهورياً بتعيين طارق عامر، رئيس البنك الأهلى المصرى السابق، لمدة 4 سنوات خلفا لرامز.
وحرص المحافظ المستقيل خلال فترة بقائه بالبنك المركزى على مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية التى تعانى منها البلاد بشجاعة، وظل يحارب منفرداً طوال الفترة الماضية لضبط سوق الصرف، ومواجهة السوق السوداء، وأزمة النقد الأجنبى، دون معاونة من الحكومة، وذلك من خلال حزمة إجراءات ساهمت فى الحد من نزيف الاحتياطى الأجنبى، رغم ندرة الموارد التى يعانى منها الاقتصاد منذ أكثر من 3 سنوات.
واجه رامز حرباً شرسة خلال الفترة الأخيرة من جانب التجار ورجال الأعمال، خاصة المستوردين المتضررين من قراراته الخاصة بتنظيم وضبط سوق الصرف، منها ما يتعلق بتحديد حد أقصى لإيداعات الدولار بحسابات العملة الأجنبية بالبنوك للأفراد والشركات بواقع 10 آلاف دولار يومياً، وبحد أقصى 5 مرات شهرياً بواقع 50 ألف دولار، حيث تحايل البعض على هذه الإجراءات.
الحرب التى واجهها رامز لم تكن فقط من منظمات الأعمال والمستثمرين، ولكنها امتدت إلى الحكومة، حيث شهدت الفترة الماضية تدخلات من بعض الوزراء فى شؤون السياسة النقدية، اضطر مجلس الوزراء على إثرها لتوضيح الأمر رسمياً والاعتذار عن التصريحات المتعلقة بخفض سعر الجنيه.
ويشغل رامز منصب محافظ البنك المركزى منذ فبراير2013، حتى نوفمبر 2015، وهى استكمال لمدة مجلس العقدة، وكان قبلها العضو المنتدب للبنك التجارى الدولى، وتولى منصب نائب محافظ البنك المركزى لمدة 3 سنوات ونصف السنة، خلال الفترة من 2008 إلى نوفمبر 2011، وترأس بنكى قناة السويس والمصرى الخليجى، عمل لنحو10 سنوات سابقة فى مؤسسات مصرفية عالمية وإقليمية، وبنوك خليجية، ومعروف عنه الاحترافية فى إدارة أسواق المعاملات الدولية، والعملات، ويمتلك خبرات كبيرة فى إدارة السياسة النقدية وأسواق الصرف.
يشيد العاملون بالجهاز المصرفى وخصوم رامز بنزاهته، وتفانيه فى العمل، ووطنيه، رغم أنه قد يكون عصبياً وصدامياً مع معارضيه أحياناً، ما يجعله يتمسك برأيه، والدليل عدم إبدائه مرونة فى أزماته الأخيرة مع رجال الأعمال.