x

6 قضاة عرفيين وقيادات شعبية تنهى أزمة عائلات نزلة عليان فى حلوان

السبت 24-01-2009 00:00 |

انتهت حالات التربص والثأر بين عائلات فى نزلة عليان بالصف، عقد قضاة عرفيون وقيادات شعبية وأمنية جلسة للتصالح بين العائلات مساء أمس الأول، وتنازلت عائلتا عليان ورضوان وباقى عائلات قرية «نزلة عليان» بمركز الصف فى محافظة حلوان، عن التعويضات التى حكم بها القضاء العرفى لصالحهم، بعد مداولات بين المحكمين العرفيين استمرت 6 ساعات مساء أمس الأول، وبدأت الأحداث ثانى أيام عيد الأضحى الماضى، وأسفرت عن مقتل 3 وإصابة 38 آخرين، وتحطيم بعض المنازل والسيارات.

بلغت قيمة التعويض 503 آلاف جنيه، منها 334 ألف جنيه لمصابى عائلة رضوان وعائلات قرية «نزلة عليان»، و167 ألف جنيه تعويضاً لعائلة عليان، بينها 134 ألفاً تعويضاً عن السيارات، و33 ألفاً للمصابين، إضافة إلى 150 ألفاً دية القتيلة «نعمة الشربينى»، والتى سقطت خلال مواجهات وقعت بين عائلة عليان من جهة، وعائلة رضوان وباقى عائلات القرية من جهة أخرى.

بدأت مفاوضات الصلح بدفع كل من الطرفين مبلغ 500 ألف جنيه، و25 ألف جنيه «رُزقة»، وهى مصروفات التحكيم والضيافة، وفى العاشرة صباح أمس الأول، قام 6 محكمين عرفيين من سيناء ومركز الصف، و«مرجح» من قبائل العيايدة بالإسماعيلية، بفحص المصابين والمنازل المتضررة والسيارات، وتحديد نوعيات الإصابة ما بين كسور أو «غرز» أو جروح أو آثار عمليات جراحية.

انتقل المحكمون إلى قرية «نجوع العرب» المجاورة، حيث عرضت عائلة «عودة أبوسلامة» أن ترعى الصلح فى ديوان العائلة بالقرية، والتكفل بمصاريف «الرزقة»، سعياً لتحقيق الصلح بين عائلات قرية «نزلة عليان»، نظراً للروابط العائلية وعلاقات المصاهرة بينهم.

واجتمع ما يقرب من 5 آلاف فرد من قريتى نزلة عليان ونجوع العرب، فى سرادق كبير أمام ديوان «عودة أبوسلامة»، فى حين تجمع أفراد العائلات المتنازعة والعائلة المضيفة داخل الديوان، وفى حضور سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب، ونائب دائرة الصف، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب عن دائرة حلوان والتبين، والداعية الإسلامى الشيخ خالد الجندى، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى عن الصف، والقيادات الشعبية والتنفيذية، الذين ساهموا فى الدعوة للصلح، كما ألقوا كلمات خلال الجلسة تحث على التسامح والصلح ونبذ العنف، وتجرم قتل النفس، وتدعو للتعايش السلمى.

وبحلول الظهر طلب المحكمون ممثلين عن العائلات المتنازعة، وطالبوهم بالقسم بعدم الكذب، وعنفوا جميع الحاضرين، طالبين منهم عدم المقاطعة ووقف الأحاديث الجانبية، وبدأ صلاح الغرابلى وعادل عدلى رضوان فى عرض «حجة» عائلات القرية، وتحدثا عن رغبة العائلات فى العيش فى سلام وأمان على حد قولهما، وعرض عمر السليم وخالد عبدالعظيم حجة عائلة عليان، ونفيا حجج عائلات القرية.

وخلال الجلسة اجتمع شيوخ 28 عائلة بالقرية، واتفقوا على التنازل عن التعويض الذى سيقره القضاء العرفى إذا كان فى صالحهم، وهو ما اعترض عليه بعض شباب العائلات، وانتهى الموقف بتدخل شيوخهم وكبار السن منهم.

وفى المساء، توجه المحكمون إلى غرفة مستقلة لتداول الوقائع وإبداء الحكم المناسب، ودارت المناقشات بين الشيخ سلامة الأحمدى 67 سنة، وعوض القديرى 60 عاماً، وسالم سليمان العيايدى، محكمين من سيناء، عن عائلة عليان، والشيخ حسين سالم صالح، عمدة عرب بنى صالح بمركز أطفيح، ومسعد المظبوط، محكم منتدب من المنوات، وأحمد أبوعيشة، محكم منتدب من العياط، والشيخ مسلم نصار العيادى «مرجح» من الإسماعيلية.

وسادت حالة من الترقب ديوان عائلة «عودة أبوسلامة»، فى انتظار حكم القضاء العرفى، ودارت المناقشات بين المحكمين حول القتلى، والقصاص للمصابين وتخريب البيوت والمحال وحرق السيارات، وخرجوا على الحضور طالبين ممثلين عن العائلات المتنازعة للتوقيع على شروط الصلح، التى نصت على حظر اعتداء أى طرف على الطرف الآخر بالفعل أو القول، وتغريم من يخرق الاتفاق 200 ألف جنيه شرطاً جزائياً،

مع التأكيد على صفة الإلزام فى حكم القضاة العرفيين. كادت جهود الصلح تفشل، عندما اشترط المحكمون توقيع عمدة قرية نزلة عليان على الاتفاق، ومرة أخرى عاد شباب العائلات وأبدوا اعتراضهم على ذلك، وتدخلت القيادات الأمنية وشيوخ العائلات، والقيادات الشعبية والمحلية لاحتواء الموقف، وأغلقت أبواب قاعة الصلح،

وأعلن القضاة حكمهم بتعويض إجمالى قيمته 503 آلاف جنيه، منها 150 ألف جنيه دية للقتيلة «نعمة الشربينى»، و33 ألفاً للمصابين من عائلة عليان، و334 ألف جنيه لمصابى عائلات القرية، و134 ألف جنيه تعويضاً عن السيارات المحترقة، واتفق الأطراف على الصلح وقرأوا الفاتحة على ذلك، وخرجت صيحات الحاضرين «الله أكبر.. الله أكبر».

حالة من الارتياح والرضا بأحكام القضاء العرفى، سادت بين أفردا العائلات المتنازعة، وقال نبيل عبدالموجود رضوان: «نحن مطمئنون للأحكام وللصلح، ففى النهاية كلنا زملاء وأخوة وجيران، ولا نرغب سوى فى العيش بأمان»، مؤكداً أن الصلح «أراح الجميع وأزال الاحتقان وأعاد السلام فى القرية»،

وذلك بعد أن توجه ممثلون عن عائلات القرية ليعلنوا تنازلهم عن قيمة التعويضات، وإعرابهم عن شكرهم لكل من ساهم فى تحقيق الصلح. وقال بدوى عليان، وكيل المجلس الشعبى المحلى بغمازة الصغرى، «إن ما حدث من مواجهات جديد على القرية، والخسارة شملت الجميع، والصلح والتنازل عن التعويضات إشارة جيدة لكى لا تكون هناك ضغينة، ووجهنا الدعوة لأهالى البلد والقيادات الشعبية التى ساهمت فى الصلح لتناول الغداء يوم الجمعة المقبل للتأكيد على حسن النوايا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية