x

د. جمال زهران: البرلمان المقبل تكرار لـ«2010».. والحكومة تشوّه صورة السيسي

الخميس 22-10-2015 10:20 | كتب: ابتسام تعلب |

قال الدكتور جمال زهران، البرلمانى السابق، أستاذ العلوم السياسية، إن البرلمان المقبل سيكون المسمار الأخير في نعش النظام الحالى، وإن الحكومتين السابقة والحالية تسعيان بجميع الطرق لتشويه صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال إحياء رموز نظام مبارك، من خلال قائمة «فى حب مصر»، التي تسيطر على البرلمان المقبل، وهو ما نتج عنه ضعف الإقبال على الانتخابات في مرحلتها الأولى.

وأضاف زهران، في حواره لـ«المصرى اليوم»، أن قراءة الأوضاع من تدهور الأحوال الاقتصادية وخلق برلمان مزور تقول إنها ستكون كلها مقدمات تؤدى إلى ثورة ثالثة.

■ ما رأيك في إدارة الحكومة للعملية الانتخابية؟

ـ الانتخابات مثل أي علم يخضع لقوانين عامة ومستقرة، وعندما لا تلتزم الدولة بقوانين عامة، وتسير الانتخابات وسط بوصلة المصلحة السياسية تحدث الأزمة، فالجريمة التي ارتكبتها حكومة المهندس إبراهيم محلب- بوضع شخص مثل اللواء رفعت قمصان بمنصب مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، وهو أحد رموز نظام مبارك- كانت بداية النهاية لهذه الانتخابات، لأنه بعد ثورة 25 يناير كان لابد من إسقاط جميع رموز مبارك وليس إعادتهم لمناصب أقوى وأهم، لذا كان لابد من الاعتراف بواقع جديد بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، يتمثل في أن الشعب وحده مصدر السلطة، والإعدام السياسى لبقايا نظامى مبارك والإخوان، لكن ما حدث كان امتداداً لبرلمان 2010، فالحكومة أعادت إلى الأذهان مشهد الراقصة والطبال، وأعادت وجوه الحزب الوطنى، واعتمدت أساليب الإلهاء المعتادة، لشغل الرأى العام عن القضايا الأساسية والمهمة، لذلك يمكن أن نقول إن الحكومة سواء الماضية أو الجديدة فشلت بشكل ذريع في إدارة العملية الانتخابية.

■ هل ترى أن المشهد الانتخابى يليق بمصر بعد ثورتين؟

ـ بالطبع لا يليق، فهذه الانتخابات تبرز عدم اعتراف النظام بأن مصر شهدت ثورتين، وأعتبرها آخر المسامير في نعش النظام الحالى، لأنها ستكون مزيفة بناء على قوانين غير سليمة وبنية سياسية غير سليمة وواقع اقتصادى واجتماعى مُعَرَّض للتدمير، نتجت عنه سيطرة المال السياسى والرشاوى الانتخابية، ووجود لجنة عليا لا تدير الانتخابات، بل تراقبها، وتنتظر الأوامر من الحكومة التي وضعت قائمة تمثلها وتستعين بها في البرلمان لسَنّ تشريعات وقوانين تناسبها.

■ هل تتوقع سيطرة قائمة «فى حب مصر» على البرلمان المقبل؟

ـ نعم، فهى قائمة الدولة في الأساس، وتُعتبر الشبيه الجديد للحزب الوطنى، ويكفى أن أهم مموليها رجال الأعمال محمد السويدى وفرج عامر وسحر طلعت مصطفى، إذن يمكننا وصف البرلمان المقبل بأنه سيكون إحياء لنظام مبارك وليس إسقاطا له، وسنجد رجال أعمال يسيطرون على البرلمان، ثم يسعون للرئاسة، وسنرى صراعا في البرلمان المقبل بين قوى اليمين الرجعى والمال السياسى ودولة مبارك.

■ ما تحليلك لعزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات؟

ـ الشعب المصرى وصل من الإحباط إلى الاقتناع بأن صوته لن يغير من النتائج المُعَدَّة سلفا، لذا فضل ألا يشارك في عملية التزوير الممنهجة، لأنه ببساطة لا يملك إلا رأيه، وأستطيع أن أصف المشهد الانتخابى الحالى بـ«العبثى» بداية من حكومة تورطت في خلق بيئة غير صالحة لإجراء انتخابات نزيهة، وصولا إلى دفع المواطنين، خاصة الشباب منهم، إلى عدم المشاركة في الانتخابات، حتى عندما جعلت الحكومة اليوم الثانى من الانتخابات إجازة نصف يوم لم يشارك المواطنون، مع العلم أن الخسائر التي تحملتها الدولة إزاء هذا القرار وصلت إلى 3 مليارات جنيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية