x

كواليس ليلة سقوط «النور» فى «نواب 2015»

الثلاثاء 20-10-2015 20:18 | كتب: سعيد علي |
تصوير : محمود طه

«شبابنا لم يتحرك، نعيش واقعا أليما لا نرتضيه، تهاون وتأخير وسلبية وخطر عظيم أن تعود الصورة للماضى، الذين كانوا يفسدون قبل الثورة يتصدرون المشهد، إضافة إلى التفكك والضغوط الخارجية والمخططات الهادفة لتدمير المجتمع، وعمل المنظمات المدعومة من الخارج، الأموال التى تُنفق لشراء الذمم يريد أصحابها جمع أضعافها من خلال سيطرتهم على البرلمان، على الإخوة التحرك».. بهذه الكلمات، وبصوت خافت ممتلئ بالإحباط واليأس، تحدث الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى تسجيل صوتى بثته الدعوة السلفية، ليلة اليوم الثانى للمرحلة الأولى لمجلس النواب، وطالب فيه شباب وقواعد التيار السلفى بنجدة رجاله.

بيانات النتائج مُعطلة، وهواتف القيادات لا تستجيب لطالبها، وصفحة الحزب على موقع فيسبوك، والتى كانت لا تكل ولا تمل من نشر بيانات، لم تعد تُطلع روادها على نتائج مرشحى الحزب، عدا 5 إلى 8 دوائر سيخوض الحزب فيها جولة الإعادة على المقاعد الفردية بالإسكندرية والبحيرة.

الأعضاء يتساءلون على صفحة الحزب: «أخبار القوائم إيه؟.. طمنونا».. لكن لا أحد يستجيب، يبدو أن النتائج صادمة، ولم تكن فى الحسبان.

فى المقابل، يطل الشامتون من المعسكر الإسلامى الآخر المحسوب على جماعة الإخوان، ويقدم محمود عباس، عضو ما يسمى «التحالف الوطنى»، النتائج التى رصدها السلفيون وهم غير قادرين على مواجهة قواعدهم بها، ويبشر إخوانه من المعسكر الإخوانى بخسارة الرباعى السكندرى: «محمد رمضان الزعيرى فى المنتزه ثان، وعبدالله بدران فى المنتزه أول، وعصام حسنين فى مينا البصل، ومحمد حامد فى سيدى جابر».

ولم يفلح الرهان السلفى فى الإسكندرية، التى تُعَد أكبر آمال الحزب، سوى فى تمكن 4 مرشحين من خوض جولة الإعادة وهم: أحمد الشريف وأحمد خليل فى العامرية، وزارع منيسى فى برج العرب، وعبدالحليم محروس فى المنتزه أول، وجاء التراجع السلفى فى السباق البرلمانى نتيجة صادمة، رغم أن المشهد خلا لهم تماما من خصمهم الأقوى فى التيار الإسلامى «الإخوان»، وبعد اعتقاد بأنهم سينفردون بالقاعدة الجماهيرية العريضة لهذا التيار، ففوجئوا بعزوف قطاع عريض من حزبهم ذاته عن انتخابهم، وليس التيار الإسلامى فحسب.

خسارة القاعدة السلفية العريضة التى تضامنت مع الإخوان تأتى فى مقدمة هذه العوامل، فحزب النور يمثل جزءا من التيار السلفى العام وليس الكل، فهناك الجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية، وسلفيو القاهرة، المتمثلة فى حزبى الأصالة والفضيلة، كل هذه المجموعة تمثل- متحدة- الجزء الأكبر من التيار السلفى العام، الذى وضع ثقته الكاملة فى حزب النور فى انتخابات البرلمان المنحل، فجاء متفوقاً على كل القوى المدنية، ومحققاً نسبة تاريخية قاربت ربع البرلمان.

خروج عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن، ومعه مجموعة كبيرة من سلفيى القاهرة وآخرين بمحافظات الصعيد، كان بداية خسارة «النور» للقاعدة الكبيرة، التى مَكَّنته من التواجد القوى بالبرلمان المنحل، تلاه موقفه من 30 يونيو ودخوله فى صراع محتدم مع مشايخ التيار السلفى، الذين تضامنوا مع «الإخوان» وأخذوا وراءهم قاعدة جماهيرية كبيرة حملت أعلام النور فى اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر، معلنة عصيانها الذى لم يبال به قادة النور، وصولاً إلى قبول الحزب السلفى ترشيح الأقباط على قوائمه، بما يتنافى مع شعاراته، التى من أجلها انضم كثير من أبناء التيار الإسلامى إليه، والذى كان ضربة قاضية على آمال السلفيين فى نَيْل أصوات التيار الإسلامى.

أحمد عبدالرحمن، أحد شباب الجماعة الإسلامية بالصعيد، يقول: «جميعنا وقف خلف (النور)، لكن الحزب لم يثبت جدارته فى تمثيل السلفيين، ولم يتسق مع نفسه، بل قدم تنازلات عديدة، من أجل تحقيق المكاسب الشخصية لقياداته».

ويضيف «عبدالرحمن» الذى بدا سعيداً بخسارة «النور»: «ده غير انه باعنا فى 30 يونيو، ولم يُراعِ الدماء التى سقطت، بل تاجر بها».

عزة محمد الأسمر، إحدى الكوادر النسائية بحزب النور، ترى أن الإخوان هم سبب عزوف الشباب السلفى عن الانتخابات، وتشير إلى أن الشباب كان يثق فى قادته، وكانت الإسكندرية كلها تقف وراء مشايخه وتسمع كلامهم، إلى أن جاءت «الإخوان» فى انتخابات النواب الماضية، وبدأت محاربة مشايخ الدعوة السلفية، واستقطاب قواعدها للجماعة.

وتضيف «الأسمر»: «مشايخ الجماعة أمثال محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى الذى يحظى بشعبية كبيرة وسط التيار السلفى، لعبوا دوراً كبيرا فى تعطيل (النور) ومنع الشباب من دعمه»، واختتمت، عبر صفحتها على فيسبوك، بعد ظهور مؤشرات خسارة الحزب: «حسبى الله ونعم الوكيل فى الإخوان».

محمد سعيد، أحد شباب حزب النور الذين شاركوا فى اعتصام رابعة العدوية، وانفصلوا عن الحزب بعدها، يرى أن «تخلى (النور) عن الحق كان بداية السقوط الحقيقى»، ويضيف: «لعبت حملاتنا دورا كبيراً فى إظهار حقيقة (النور) ومطامعه، وأن ما يستخدمه من شعارات لا تستهدف سوى السلطة».

من جانبه، قال أحمد بان، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن ازدواجية الخطاب السلفى، وخلطه بين العملين الدعوى والسياسى ساهما بقوة فى تراجع «النور»، وعدم تحقيقه النجاح المتوقع فى الانتخابات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية