أكد اللواء أركان حرب أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، أن القوات المسلحة حريصة على التعاون مع الدول الصديق والشقيقة في إطار تبادل الخبرات والتطوير والتحديث وتنويع مصادر التسليح، مشيرا إلى التعاون البحري مع الصين.
وأضاف «ربيع»، في حوار لـ«المصري اليوم»، بمناسبة عيد القوات البحرية، الثلاثاء، أن أول غواصة ألمانية ستصل آخر 2016، مشيرا إلى أن سيتم إرسال ثلاثة غواصات آخرين تباعا من طراز «209»، موضحا أن التعاون مع ألمانيا مستمر وجيد، كما أن هناك مقاتلين مصريين يتدربون على تلك الغواصات، مشددا على أهمية إضافة معدات ووحدات جديدة للقوات البحرية في دعم القوات، علاوة على 4 فرقطات فرنسية ستصل قريبا.
وأوضح أن التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة مستمر، مؤكدا أن التدريب لا يتوقف في السعودية والإمارات وفرنسا وإيطاليا واليونان، مشيرا إلى أن كل الدول تطلب التدريبات المشتركة معنا لتبادل الخبرات، وآخرهم التدريب المشترك مع روسيا، الي أفادنا كثير جدا.
وأشار «ربيع» إلى أن حاملة مروحيات الهيلكوبتر «الميسترال» مهامها إستراتيجية، موضحا أن مهامها إنزال بحري على الساحل لدعم عمليات القوات البحرية أو نقل قوات لنا في دول خارج الحدود أو تعمل كمركز قيادة مشترك لتنفيذ المهام، مشيرا إلى الدور الذي ستقوم به هذه المعدة في ظل التهديات والتحديات التي تقوم بها.
وحول التكلفة الخاصة بتشغيل حاملة المروحيات «الميسترال»، أكد قائد القوات البحرية أنه بالنظر إلى الدور الذى يمكنها أن تؤديه والتهديدات التى تحيط بالمنطقة خلال الفترة الراهنة، لايقارن على الإطلاق بتكلفة تشغيلها، لافتا إلى أنها إضافة حقيقية للمهام الاستراتيجية التى يمكن أن تؤديها القوات البحرية خلال الفترة المقبلة.
وحول التعاون مع الجانب الألماني فى مجال الغواصات، كشف قائد القوات البحرية أن مشروع الغواصات مستمر للتعاقد على 4 غواصات حديثة من طراز «209/ 1400»، ومقرر ان تصل خلال العام المقبل 2016، مؤكدا أن الجانب الألمانى يقدم مساعدات كبيرة لمصر خلال الوقت الراهن، قائلا: «هناك أطقم فنية مصرية في ألمانيا للتدريب على مهام عمل وآليات تشغيل الغواصات الألمانية الجديدة المنتظر وصول الدفعة الأولى، منها العام المقبل مبحرة بالأطقم المصرية إن شاء الله»، مؤكدا أن هذه الغواصات سوف تكون دعما كبيرا للقوات المسلحة بشكل عام، وليس للقوات البحرية فقط.
فى سياق متصل، أكد قائد القوات البحرية أن هناك تعاون وثيق مع الجانب الصينى خلال الوقت الراهن، والاستفادة من الخبرات الموجودة فى القوات البحرية الصينية، موضحا أن الجانب الصينى يقدم كل الدعم والعون للقوات البحرية المصرية.
وحول التعاون مع الجانب الفرنسي فى مجال التسليح البحري، أكد قائد القوات البحرية أن هناك تعاون وثيق مع الجانب الفرنسى خلال الوقت الراهن، وهناك اتفاق لبناء وتصنيع 4 فرقاطات جديدة، مثل الفريم «تحيا مصر»، سيتم بناء 3 منهم في مصر داخل ترسانة الإسكندرية البحرية، كما سيتم تسليم أول تلك الوحدات الجديدة بداية من عام 2017، كثمرة عمل وتعاون مع الجانب الفرنسي.
كما أشار إلى أن تأمين مضيق باب المندب أمن قومي، مؤكدا أنه ليس لمساعدة إخواننا فقط، لكن للمحافظة على الأمن القومي المصري، لأنه إذا تعرض لتهديد فإن هذا سيؤثر على قناة السويس، مشيرا إلى أن القوات البحرية أغلقت هذا الباب أيام حرب أكتوبر.
وأكد «ربيع» أن القوات البحرية قامت بمعاونة الأفرع الرئيسية لعملية «حق الشهيد»، حيث قامت بعزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، كذلك منع أي إمدادات أو دعم يصل لهم من جهة البحر.. وإلى نص الحوار:
- تمر هذا العام الذكري الـ42 لعيد القوات البحرية، فما أهمية هذا اليوم؟
في يوم 21 أكتوبر عام 1967م قامت القـوات البحريـة المصرية، متمثلـة في لنشـات الصواريخ بتدمير أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت، وهي المدمرة «إيلات»، التى كانت تعتبر من أحدث الوحدات البحرية الإسرائيلية، وكانت المدمرة «إيلات» تقوم بإختراق المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري للقوات المسلحة المصرية، وصدرت الأوامر إلى لنشات الصواريخ المصرية يوم 21/10/1967م بإعتراض المدمرة «إيلات»، وقصفها بالصواريخ حال دخولها المياه الإقليمية، وتمكن عدد (2) لنش صواريخ مصري من إصابة المدمرة وتدميرها وإغراقها بإستخدام الصواريخ البحرية «سطح/سطح» لأول مرة في تاريخ بحريات العالم، ولقد كان لهذا الحدث أكبر الأثر فى تغيير الفكر الإستراتيجي العسكري العالمي، من حيث أسلوب الإستخدام لوحدات بحرية صغيرة الحجم لإصابة أو تدمير وحدات بحرية كبيرة مثل «المدمرات/الفرقاطات»، التى كانت تعتبر فى هذا الوقت السلاح الرئيسي لمختلف بحريات العالم، وبناءً على هذا الحدث التاريخي فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيداً للقوات البحرية المصرية.
- تلعب القوات البحرية دوراً هاماً في عمليات التنمية الشاملة للدولة وعمليات البحث والإنقاذ والقضاء على التلوث، فما هو هذا الدور؟
القوات البحرية لها دور في قطاع التنمية الشاملة للدولة، ينطلق من دور القوات المسلحة فى هذا القطاع، حيث تشترك القوات البحرية بوحداتها فى قطاع الخدمة الوطنية كأعمال الإنقاذ البحري، التي في بعض حالتها قد تؤثر على قدرة الموانئ البحرية على العمل، كما تقوم القوات البحرية بدعم أجهزة الدولة، منها الإشتراك في مكافحة التلوث البحري، وعمليات الإخلاء، وتقديم المعاونة بالإنقاذ للسفن السياحية، التي تتعرض للمحن في حالات الطقس الردئ، خاصة بمنطقة البحر الأحمر وشرم الشيخ، ومكافحة أعمال تهريب البضائع بالبحر كالسولار والسجائر والأدوية ذات الطبيعة الخطرة.
كما تم إنقاذ العديد من المواطنين أثناء قيام بعض الأشخاص بتنفيذ أعمال هجرة غير شرعية على متن سفن صغيرة وسفن صيد وتقوم القوات البحرية بالتنسيق الدائم مع أجهزة الدولة المعنية فى حالة حدوث أى موقف طارئ.
والقوات البحرية تمتلك وحدات ذات تقنية عالية للعمل في كافة المجالات القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين مياهنا الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر، فالقوات البحرية لها دور آخر هام وحيوي، ألا وهو دعم أجهزة الدولة في كافة المجالات، ولعل أبرز مثال على ذلك هو دور القوات البحرية في تأمين قناة السويس.
- مع تطور عملية التحول الديمقراطي في مصر، وإجراء انتخابات تشريعية تعبر عن إرادة الشعب، ما هي مهام القوات البحرية خلال الانتخابات؟
القوات البحرية كجزء من القوات المسلحة منوطة بمهمة تأمين المقرات الانتخابية لضمان أمن وسلامة المواطن، وتأمين العملية الأنتخابية، وتأمين الإشراف القضائي، حتى يقوم بمهمته بأفضل حال.
كما قامت القوات المسلحة أيضا بتأمين مقرات لجان الفرز الرئيسية والثانوية، وذلك لضمان شفافية وحياد عملية التحول الديمقراطى فى مصر، وإجراء إنتخابات تشريعية تعبرعن إرادة الشعب.
- التطور في مجال الأسلحة والقطع البحرية السريع والمتلاحق، هل هناك مجالات تعاون مع بعض الدول الأجنبية لتزويدنا بقطع بحرية متقدمة خلال الفترة المقبلة، سواء غواصات أو فرقاطات أو قطع بحرية، وكذلك التعاون فى مجال التصنيع البحري والصيانة؟
في إطار مواكبة التطور العالمي في بحريات دول العالم، خاصة دول الجوار، ومع التقدم التكنولوجي في جميع المجالات فهناك خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية فى إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة، كما أن قواتنا البحرية فى تطور مستمر في السنوات الأخيرة، خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة، التي أحدثت طفرة كبيرة في قواتنا البحرية، وأن ملامح المرحلة الحالية تعتمد على استراتيجيتين، هما: الإستراتجية الرأسية في التطوير التى تركز على تحديث وتطوير الوحدات البحرية ومنظومات القتال المتوفرة لدينا، والإستراتجية الأفقية بالحصول على وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم لقواتنا البحرية لتغطي مطالب القوات البحرية لتنفيذ المهام المكلفة بها، وذلك بالتعاون مع الدول الأجنبية المختلفة، كذلك التصنيع المشترك بالتعاون مع بعض الدول الصديقة كنواة للاعتماد على التصنيع المحلي.
وفي هذا الإطار يتم التحديث المستمر فى ورش الصيانة والإصلاح على كل ما هو جديد بما يساعد على احتفاظ وحداتنا بكفائة قتالية ودقة عالية، وأحب من هذا المنطلق أن أتوجه بالشكر لدعم القيادة العامة للقوات المسلحة ودعم القائد الأعلى لنا في توفير أحدث القطع البحرية والمشاركة في عمليات التفاوض بنفسه.
- تشارك القوات البحرية فى العديد من التدريبات المشتركة مع العديد من الدول الصديقة والشقيقة، فما هي أوجه الإستفاده من هذه التدريبات، وهل يتم التخطيط للتدريب على التعاون في مواجهة التهديدات البحرية المشتركة؟
تطلب العديد من الدول الصديقة والشقيقة الإشتراك مع مصر فى تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة، التي تعود علينا بالعديد من الفوائد، كالآتـي: «الإطلاع على أحدث ما وصل إليه العالم فى التكنولوجيا والتسليح المتطور، والتعرف على فكر الدول المشاركة فى التدريب على إدارة الأعمال القتالية، والإستفادة من مساعدات التدريب الحديثة والمتقدمة التي قد تكون غير متوفرة لدينا، وتدريب الضباط على أحـدث الوحدات البحرية فى العالم، والتعرف على أساليب التدريب القتالي فى البحر، وإمكانيه التعرف من خلال هذه التدريبات المشتركة، ومن خلال زيارات السفن الأجنبية لموانينا على أحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا ونظريات التسليح وتكتيكات إستخدام هذه السفن ومنظومات التسليح، الأمر الذي يعود بالفائدة الكبيرة عند تقدير الموقف لإختيار سلاح جديد أو معدات جديدة لإنضمامها لقواتنا البحرية».
- كثيرا ما تنقل وسائل الإعلام عن إنقاذ شباب مصري من الغرق في محاولة للهجرة غير الشرعية أو ضبط محاولات تسلل أو تهريب، والقبض على عدد من المهربين، ما الدور الذي تقوم به القوات البحرية في حماية المجتمع من هذه الأخطار؟
تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري، وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، وحرصت القوات البحرية بالتعاون مع الأجهزة المختلفة للقوات المسلحة، وحرس الحدود، والمخابرات العامة، في درء المخاطر التى يتعرض لها الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي، الذين يتم التغرير بهم لتهجيرهم إلى دول أخرى، وتعرضهم لمخاطر الغرق، وقد قامت القوات البحرية بإحباط العديد من عمليات الهجرة غير الشرعية تمكنت فيها من إنقاذ آلاف الأرواح، وفى ظل الإنفلات الأمني خلال الفترة السابقة قامت القوات البحرية بتكليف وحدات المرور والنشاط القتالي بتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه فيها، والقبض عليها وتسليمهم إلى جهات الإختصاص لإتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبتهم.
- بدأت في شمال سيناء عملية «حق الشهيد»، وانتهت المرحلة الأولى منها، وكان الهدف منها هو تعقيم سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية، ما الدور الذى قامت به القوات البحرية فى هذه العملية؟
القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية تعمل طبقاً لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتنفيذ الأهداف «الإستراتيجية/التعبوية/التكتيكية» المحددة بواسطة القيادة العامة للقوات المسلحة فى جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، وبالتالى كان للقوات البحرية المصرية دور فى عملية «حق الشهيد»، هذا الدور يتلخص في الآتي: «عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، كذلك منع أي إمدادات أو دعم أن يصل لهم من جهة البحر، والإستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الإتجاه الشمالى الشرقي، وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة، ومعارضة أي عائمة أو سفينة مشتبه فيها».
كما قامت عناصر الصاعقة البحرية بإستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها وتعقيمها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء، وبالطبع جميع هذه الأعمال كانت تتم بتنسيق كامل مع
كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة، بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من المرحلة الأولى لعملية حق الشهيد، للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
- تزايدت فى وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة الإعلان عن قيام القوات البحرية بالقبض على «عائمات/بلنصات» صيد وعليها أشخاص تحاول القيام بالهجرة غير الشرعية لسواحل أوروبا، ما هو الدور الذى تقوم به القوات البحرية المصرية فى هذا المجال وأهمية ذلك؟
زادت معدلات الهجرة غير الشرعية في الفترة الأخيرة، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها الدول الأفريقية، بالإضافة للظروف الأمنية بالدول التى تعرضت للثورات، وعدم الاستقرار الأمني، مما أجبر سكان هذه البلاد على الهجرة بحثاً عن الأمن خارج بلادهم أو بحثاً عن ظروف اقتصادية أفضل للعيش بها، كل ذلك ساعد على تنامى وتزايد معدلات الهجرة غير الشرعية.
وتكمن خطورة الهجرة غير الشرعية فى أن القائمين عليها كثيراً ما يلقون المهاجر بالبحر للتخلص منه بعد ما يأخذ منه أمواله وأمتعته، وأحياناً يغادر من البلنص أو العائمة ويتركون المهاجرين على متن «البلنص/العائمة» يلاقى مصيره بالبحر والتعرض للغرق، وهذا خطر شديد على الأشخاص المغرر بهم للقيام بالهجرة غير الشرعية، كذلك يمكن إستغلال هؤلاء الأشخاص فى تحويلهم إلى (رقيق أبيض/إرهابيين/مرتزقة/مجرمين... إلخ) في جميع الأحوال يجب أن نعلم أن للهجرة عمل غير مشروع ولا يصح أن يتم مثل هذا العمل إطلاقاً من دولة ذات سيادة وتحترم القانون كجمهورية مصر العربية.
من هذا المنطلق تقوم القوات البحرية المصرية بواجبها لفرض قوانين الدولة على سواحلها ومياهها الإقليمية ومنع أى أعمال غير مشروعة عبر سواحلها، لذلك تقوم الوحدات البحرية للقوات البحرية المصرية بمعارضة جميع «العائمات/السفن» المشتبه فيها، وممارسة حق الزيارة، والتفتيش والقبض على أي مخالف وتسليمه لجهات الإختصاص، للتحقيق معه وفقاً للقانون.
- ما هى الإستفادة من التدريب مع الجانب الروسي، سواء فى مصر أو روسيا؟
القوات البحرية الروسية من أقوى القوات البحرية عالمياً، لذلك فإن التدريب معها يعطى إستفادة كبيرة للقوات البحرية المصرية في شقيها التدريبى والعملياتي، فمثلاً الشق التدريبى يعطي إتقان لتنفيذ المهام المختلفة، وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا على الوحدات البحرية، من خلال الإستفادة من التطور فى مساعدات التدريب المتوفرة لدى الجانب الروسى، والإستفادة من التدريب فى ظروف جومائية مختلفة، ومسرح مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات، وكذلك الإبحار لمسافات طويلة لتدريب الأطقم للإبحار لدولة روسيا والتواجد بالبحر الأسود، أما الشق العملياتي فيعطى إظهار قدرة القوات البحرية المصرية على التواجد فى مناطق بعيدة، وتواجد العلم المصرى خارج مسرحى الحرب والعمليات.
كما أن هذا النوع من التدريبات يمكننا من تنفيذ مهام مشتركة مستقبلية مع الجانب الروسى، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة غير الشرعية، وذلك فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، وكذلك الإستفادة من التواجد بدولة روسيا، للتعرف على الأسلحة والمعدات الجديدة ومراكز القيادة والسيطرة الروسية المتطورة، ولا بد أن لا نغفل أن التدريبات المشتركة تعطى تقوية وتطوير فى العلاقات المصرية الروسية.
- تسعى الدول العربية لتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات «البحرية-المصرية»، فما هى الفائدة العائدة علينا من هذه التدريبات، خصوصاً فى ظل التداعيات والمتغيرات الدولية والأقليمية والإيديولوجية بالمنطقة؟
تأتى فاعليات التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات، والتعرف على كل ما هو حديث فى أساليب القتال البحري، وما يتم تطويره فى هذا المجال وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالى يظهر أهمية التدريبات المشتركة فى دعم التعاون البحرى المشترك وتنمية قدرات ومهارات العناصر المشاركة للعمل فى مختلف المسارح البحرية، بما يساهم فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدى للمخاطر والتحديات التى تواجه المنطقة وأثناء التدريبات المشتركة، فإنه يتم التدريب على التوصل إلى التعاون المشترك بين القيادتين والتناغم فى الحركة بالبحر لتكوين التشكيلات البحرية وعمليات الإمداد فى البحر وإمداد الطائرات والمساعدات والإنقاذ.
كما تهدف التدريبات المشتركة إلى اكتساب المهارة والخبرة فى مجال الحرب البحرية الحديثة، والإستفادة من الامكانيات الضخمة لدى الدول الشقيقة، والاطلاع على أحدث ما هو متوفر بها من أسلحة ومعدات والتعامل معها كعدو مرة والتعاون معها كصديق مرة أخرى، كما تهدف التدريبات المشتركة إلى تعزيز العلاقات بين الدول، حيث تمكن قواتنا البحرية من دراسة المسرح البحري خارج حدود الدولة، بالإضافة إلى عمل تناغم بين القوات البحرية للدول العربية، مما يساعدها على العمل بيسر وسهولة أثناء العمليات القتالية الفعلية، وقد ظهر هذا فى إشتراك القوات البحرية المصرية فى فاعليات عملية «عاصفة الحزم».
- تسعى الدول المشاطئة إلى تقوية وتطوير إمكانياتها في المجال البحري، فما هى خطة القوات البحرية، والقوات المسلحة المصرية للمحافظة على إمكانياتها وتطويرها، بالأخص فى ظل ظهور حقول الغاز الطبيعي فى المنطقة؟
أظهرت مصر في الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً بتطوير وزيادة قدرات قواتها البحرية لخدمة أهداف سياستها الخارجية على المستوى الأقليمى بوجه عام، وتجاه دول الجوار على وجه الخصوص، ووفق خطط التطوير للأسطول البحرى المصري سيتم انضمام وحدات بحرية جديدة متطورة تكون قادرة على خدمة مصالح مصر القومية في المجال البحري، بالإضافة إلى تحديث وتطوير الوحدات الموجودة حالياً بالقوات البحرية، حيث تكون هذه الوحدات الجديدة بمثابة عنصر مركزي في منظومة تأمين المياه الاقتصادية للدولة، ولا تخفى مصر رغبتها فى حماية المناطق البحرية التى تم اكتشاف الغاز فيها، بالإضافة إلى نوايا مصر فى استخدام سلاحها البحري، للمشاركة في أي ترتيبات أمنية مستقبلية فى البحر المتوسط والأحمر.
وأعدت مصر خطة شاملة لتطوير قوتها البحرية، وتتناول هذه الخطة تحديث الوحدات البحرية وهذه التحديثات ستحدث نقلة نوعية فى قدرات القوات البحرية المصرية عبر توفير الأسلحة البحرية المتقدمة، بالإضافة إلى تحديث المرافق والخدمات البحرية والمنظومة التعليمية.
- بعد ثورة 30 يونيو، واتجاه الدولة لتطوير القوات المسلحة، ما هى الخطوات المتخذة من القوات البحرية لمجابهة التغيرات الإقليمية والدولية في منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر؟
قامت القوات البحرية بعديد من التعاقدات الجديدة لتدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة تواكب التطور العالمي وقادرة على مجابهة هذه التغيرات وحماية حدود الدولة الإقليمية ومصالحها الاقتصادية، منها «تدبير لنشات صواريخ طراز سليمان عزت، وتدبير عدد فرقاطات حديثة طراز جوويند، وتدبير أحدث فرقاطة فى العالم طراز فريم، وتدبير غواصات طراز 209، وتدبير حاملات مروحيات طراز (ميسترال)، وتدبير لنش صواريخ طراز مولينيا، الذي تم إهدائه للبحرية المصرية من الجانب الروسي»، وقد انضمت بالفعل للقوات البحرية بعض الوحدات الحديثة، مثل اللنشات الصاروخية طراز سليمان عزت، والفرقاطة الحديثة طراز فريم، التى قد شاركت فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
- تلاحظ في الفترة الأخيرة إتمام تعاقدات لتدبير وحدات بحرية عديدة من فرنسا, فهل يعتبر ذلك توجه للقوات البحرية لدولة فرنسا كشريك رئيسي لتدبير الأسلحة البحرية؟
خلال الفترة السابقة تمت عدة صفقات مع الدول الأجنبية المختلفة، مثل «أمريكا، وروسيا، والصين، وألمانيا، وإيطاليا»، وذلك لتدبير وحدات بحرية بأنظمة تسليح مختلفة ومتطورة، وذلك من مبدأ تنوع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد لتدبير السلاح.
- هل هناك رؤية مستقبلية لقيام القوات البحرية بتصنيع وحدات بحرية بسواعدنا المصرية مشابهة لما تقوم بتدبيره من الخارج؟
بالفعل في الوقت الحالي تم تطوير ترسانات البناء بالقوات البحرية على أعلى مستوى لتكون قادرة على بناء وحدات بحرية كبير وحديثة تعتمد على نقل تكنولوجيا البناء والتصنيع مع الدول الصديقة، وتم التعاقد بالفعل مع فرنسا وأمريكا للتصنيع المشترك لوحدات بحرية مختلفة الأحجام والتسليح بهذه الترسانات، وكذلك تم بناء وحدات بحرية صغيرة بهذه الترسانات بمواصفات مصرية تجابه به المواصفات العالمية، وذلك للمشاركة في حماية حدودنا البحرية والمسطحات المائية داخل الجمهورية.