x

رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية: تقاريرنا شهادة حسن سير لمصر أمام العالم

الأحد 18-10-2015 08:12 | كتب: مينا غالي |
لؤي ديب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية لؤي ديب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية تصوير : اخبار

مع وصول البعثة الدولية المحلية المشتركة، لمتابعة الانتخابات البرلمانية إلى مصر، كان ضمن ممثليها الشبكة الدولية للحقوق والتنمية بالنرويج، برئاسة الدكتور لؤى ديب، الذي أكد أن مصر تمر بحالة «مخاض ديمقراطى»، في الوقت الذي أثبت فيه الشعب المصرى أنه أرقى من نخبته السياسية، مؤكدًا أنهم جاءوا لدعم إرادة المواطن المصرى وليس كعيون مراقبة له، وأوضح- خلال حوار لـ«المصرى اليوم»- أن نجاح مصر في التحول الديمقراطى يُعَد نجاحا للمنطقة العربية كلها.. وإلى نص الحوار:

■ ما طبيعة عمل الشبكة الدولية، ولماذا قررتم المشاركة في متابعة الانتخابات البرلمانية في مصر؟

- الشبكة الدولية هي منظمة عربية ذات طبيعة دولية، هدفها خلق توازن في المنطقة، وتُعَد ثالث أكبر منظمة حقوقية عالمياً، وبالتالى أصبح من الضرورى لنا أن نتابع الانتخابات البرلمانية في مصر، باعتبارها الدولة الكبرى والأهم في المنطقة، واستقرارها ينعكس على المحيطين بها، وجئنا لندعم إرادة الشعب المصرى، وليس أي حزب أو حكومة، بعد أن خرج أكثر من 30 مليون مصرى في الشوارع، للمطالبة بالتحول الديمقراطى، الذي كان من استحقاقاته الانتخابات الرئاسية والدستور والانتخابات البرلمانية، وقمنا بمتابعة الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، وسجلنا مشاهداتنا، ولكن الشعب المصرى الآن في مرحلة الاستحقاق الأهم والنهائى لاختيار ممثليه في البرلمان، وأعتقد أن متابعتنا هذا الاستحقاق ستكون شهادة على كيفية سريان الأوضاع في مصر، وهل استطاع الشعب المصرى اجتياز هذا الاختبار، وسنعرض نتائج متابعتنا بكل حيادية، ونرى ما إذا كانت الانتخابات تتفق مع المعايير الدولية أم لا.

■ وما خطتكم لمتابعة الانتخابات في المرحلة الأولى؟

- لدينا 150 مراقبا لمتابعة الانتخابات في 7 محافظات من المرحلة الأولى، ولأول مرة نجمع الطرف الحكومى، المتمثل في «الكوميسا»، ومنظمة دولية هي الشبكة الدولية، ومنظمة محلية وهى المعهد الدولى للسلام بجنيف، وبالتالى استطعنا تكوين توليفة لم يسبق لها مثيل من خلال البعثة الدولية المحلية المشتركة، وكَوَّنَّا شراكة جادة بين القطاعين الحكومى والخاص والمجتمع المدنى، ومراقبتنا تتكامل مع ما يريده الشعب المصرى، وليست عيناً ترقب هذا الشعب العظيم، وتقاريرنا ستكون شهادة حسن سير وسلوك لمصر أمام العالم.

■ هل اطَّلعتم على قوانين الانتخابات في مصر؟

- بالتأكيد، لدينا مراقبون يخضعون للتدريب على قوانين الانتخابات في مصر، وهذه ليست المرة الأولى لهم، فسبق أن راقبوا الانتخابات في العديد من دول العالم، وهذا برنامج أساسى من برامج الشبكة الدولية للحقوق والتنمية.

■ وما الجهات التي ستخاطبونها بتقاريركم عقب انتهاء الانتخابات؟

- الجهة الأولى التي تهمنا هي اللجنة العليا للانتخابات، وسنسلمها جملة من التوصيات، ستكون محل نقاش في المجتمع المصرى، لتطوير العملية الانتخابية، بعدما شهد الشعب المصرى في السنوات الخمس الماضية أكثر من استحقاق انتخابى، وآن الأوان لهذه العملية أن تتطور، ثم تأتى بعد ذلك التقارير التي نقدمها على صعيد المجتمع الدولى، وللاتحاد الأوروبى والمنظمات الإقليمية، لنقول كيف استطاع الشعب المصرى إنجاز استحقاقاته، فلدينا حتى الآن شهود من 42 دولة من كل قارات العالم، لإبداء وجهة نظرهم.

■ هل ستركزون على الأحزاب الدينية ومرشحى الحزب الوطنى في متابعتكم؟

- هذا الموضوع لا يعنينا كثيرا، لأننا لا نتدخل في الجدل السياسى الموجود بمصر، ولكن من الطبيعى أن نهتم برصد حرية إرادة المواطن المصرى، فحينما نتحدث عن أي انتخابات، نبحث عن مدى نزاهتها، وبالتأكيد ستكون الانتخابات نزيهة في مصر هذه المرة، لأن هناك عددا ضخما من المراقبين المحليين والإعلام ومندوبى المرشحين، بينما قلقنا من كونها «حرة»، وهى أن تكون إرادة الناخب حرة دون أن يقوم أحد بشراء صوته أو التدخل في إرادته، وهذا جانب مهم سنناقشه، ونتمنى من الأحزاب أن تكون على قدر المسؤولية، وطبيعى أننا سنراقب ذلك، ولن نقتصر على حزب بعينه، ولكننا نراقب الأداء الحكومى والإعلام والمجتمع المدنى وأداء الأحزاب بشكل عام، لأنها عملية كاملة متكاملة.

■ وهل طلبتم تأميناً للبعثة من وزارة الداخلية؟

- هناك تنسيق مع وزارة الداخلية حال حدوث أي طارئ، وهذا إجراء مُتعارَف عليه في كل دول العالم، ولكن دون أن يتدخلوا في عملنا أو نتدخل في عملهم.

■ وما الجهات التي تنسقون معها؟

- الجهة الأولى والأهم هي اللجنة العليا للانتخابات، ويجب أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين «الخارجية»، خاصة أن ضمن بعثتنا دبلوماسيين من «الكوميسا».

■ هذه ليست المرة الأولى التي تراقبون فيها الانتخابات في مصر.. فما الصعوبات التي واجهتكم في المرات السابقة ولم تتغير؟

- الروتين الذي يواجهه أي مواطن مصرى، لأنه موجود في المؤسسات الحكومية، وأتمنى لمصر أن تستطيع نفض الغبار عن جهازها الإدارى، فهناك ثقافة «اللا مبالاة» أحياناً، وما نعانيه لا يقل عما يعانيه المواطن المصرى في أغلب الأحيان.

■ من خلال متابعتكم الانتخابات المصرية منذ 2011.. ما تقييمك للجو العام للانتخابات في مصر؟

- مصر تعيش حالة «مخاض ديمقراطى» كلفت المصريين الكثير من المال والجهد، وهذه الاستحقاقات جاءت وسط تخبط وموجة من الإرهاب، ولكن الشعب المصرى استطاع أن يثبت أنه «أكثر وعيا من نخبته السياسية» بمشاركته في جميع الاستحقاقات، وجاءت المشاركة بنسبة 40% تقريباً، في ظل أجواء محبطة، فكان هناك عزوف واضح من الشباب الغاضب، ولكن النسبة الكبرى من المصوتين كانت من النساء وكبار السن، وكان أكثر التوصيات لدينا هي ضرورة وضع برامج لإدماج الشباب في العملية الانتخابية، خاصة أن المجتمع المصرى بغالبيته «مجتمع شاب».

■ وهل ترى أن الشعب المصرى استطاع الوصول لمرحلة النضج السياسى التي ستساعده على اختيار ممثليه في مجلس النواب؟

الشعب المصرى أثبت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنه أكثر نضجا، والآن تأتى الانتخابات البرلمانية، التي هي بمثابة التوقيع الأخير للشعب المصرى على عملية التحول الديمقراطى، ولم تكن تلك العملية مثالية بالكامل في مصر، حيث صاحبها تخبط وأزمات عديدة كالإرهاب والاختلاف السياسى والتخبط في القوانين، ولكنها مرت بشكل حسن، وأرى أن الشعب المصرى لم يصل لمرحلة «النضج السياسى» فقط، بل إدراك الواقع السياسى بكل ألاعيبه وما يجرى فيه، فالشعب المصرى الآن لا يصوت على اختيار ممثلين في البرلمان لتغيير واقعه، ولكن يصوت على أمن واستقرار مصر والشرق الأوسط، لأنها الدولة الأهم في المنطقة، وبالتالى فالمواطن المصرى يصوت باسمه وباسم كل عربى، حرصاً على قوة المنطقة، فنحن بحاجة إلى عودة مصر لمكانتها الرائدة، فالشعب المصرى يُجرى تصويتاً على استقرار المنطقة بأكملها، والفراغ الذي تركته مصر في الفترة السابقة هو الذي خلق الأزمة الحالية التي تعانيها جميع الدول العربية.

■ نود أن نعرف كيف سيتم إعلان نتائج مراقبة البعثة الدولية؟

- سنصدر تقريرا مبدئيا عن المرحلة الأولى، وسنعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا بين الأطراف الأربعة، ونحن لا نتدخل في التقارير، ولكن المراقبين يختارون فيما بينهم أشخاصا لكتابة التقارير، وهم يُوَثِّقون شهاداتهم، ونحن ننقل ما توصلوا إليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية