قال محمد يوسف القعيد، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان القومى التاسع عشر للسينما المصرية، في حفل ختام الدورة أمس الأول، إن العام القادم سوف يشهد انعقاد الدورة العشرين، وهى مناسبة لإعادة النظر في لائحة المهرجان من أجل تطويره إلى الأفضل.
والكاتب الكبير على حق في حاجة المهرجان إلى التطوير، ولكن ليس بأن يتحول إلى مهرجان للسينما العربية، كما قال، وليس للسينما المصرية. وقد برر ذلك بقوله إن المهرجان «قومى»، وإن المقصود بالقومى هنا «العرب»، أي أن يصبح المهرجان اسماً على مسمى!.
والواقع أن المقصود بـ«القومى» في اسم المهرجان القومية المصرية، وليس القومية العربية، فالكلمة ترجمة لكلمة ناشيونال الإنجليزية. وهناك مراكز قومية عديدة في مصر منها المركز القومى للسينما، ومجالس عليا قومية مثل المجلس القومى للمرأة، وكلها مراكز ومجالس مصرية وليست عربية.
ويلفت النظر في المهرجان أن هناك المسابقة الخامسة والثلاثين للأفلام التسجيلية والقصيرة، والمسابقة التاسعة عشرة للأفلام الروائية الطويلة. ويلفت النظر أيضاً كيف تكون المسابقة التاسعة عشرة فقط في بلد بدأ إنتاج الأفلام الروائية الطويلة منذ عام 1927. والعد صحيح بالنسبة لمسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة، فقد بدأت عام 1970، ولكنه خاطئ بالنسبة للأفلام الروائية الطويلة.
الناس في كل بلاد العالم تبحث عن حجر هنا أو تمثال هناك لتثبت عراقتها، ما عدا مصر في العقود الماضية، وانظر إلى تمثال أم كلثوم في مدخل الزمالك ومحفور في قاعدته أنه أقيم بمناسبة العيد الرابع لمدينة القاهرة (نعم أربع سنوات لمدينة بنيت منذ أكثر من ألف عام)، وكان المقصود بالطبع العام الرابع لتولى المحافظ وقت إقامة التمثال! ونفس الأمر بالنسبة لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، فقد بدأ منح جوائز للسينما المصرية من الأموال العامة عام 1932، واستمرت هذه الجوائز على شكل مسابقات ثم مهرجانات قومية منذ عام 1971، ثم عادت مسابقات، ثم عادت مهرجانات عام 1991، وهى المهرجانات المستمرة حتى الآن، أي أن دورة 2016 الرابعة والعشرون وليست العشرين. ويمكن أن تصبح الدورة الأربعين أو أكثر إذا ما بدأ العد من 1932، ويستلزم ذلك بحثاً طويلاً دقيقاً بالطبع يوثق لكل جوائزة الدولة للسينما.
أما لماذا هي الدورة التاسعة عشرة وليست الثالثة والعشرين، فقد كان ذلك بقرار صدر عام 1995 ببدء العد من جديد بعد دمج مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والمهرجان القومى للأفلام والتسجيلية والقصيرة في مهرجان واحد باسم «المهرجان القومى للسينما المصرية». وربما يتصور البعض أن ذلك كان بسبب تغيير وزير الثقافة أو مدير الصندوق، الذي ينظم المهرجان عام 1995، عن الوزير والمدير اللذين أقاما المهرجان عام 1991، ولكن المدهش أنهما كانا نفس الوزير ونفس المدير، وكم في مصر من مضحكات ولكن كالبكا!