x

أصل العداوة الكروية بين ريـال مدريد وبرشلونة

السبت 17-10-2015 11:03 | كتب: محمد الفولي |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : other

يعرف الجميع أن إقليم برشلونة له خصائصه وهويته التي تجعل عدد كبير من مواطنيه يطالبون بالانفصال عن إسبانيا، خاصة بعد كل ما عاناه أسلافهم من الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو، حيث يوجد اعتقاد سائد أن هذا هو السبب الوحيد وراء الخصومة التاريخية بين ريـال مدريد وبرشلونة، قطبي الليجا، ولكن هذا ليس أمرًا صحيحًا.

اذا ما أراد المرء معرفة الحقيقة كاملة فعليه الغوص داخل أعماق التاريخ والعودة قرن تقريبًا في الزمن، وتحديدًا إلى عام 1916، وتحديدًا لمواجهة برشلونة وريـال مدريد في نصف نهائي الكأس في ذلك العام.

قبل تلك المواجهة كانت العلاقات بين ريـال مدريد وبرشلونة عادية، وإن كان كل منهما ينظر للآخر بانعدام ثقة، وكانت الكأس تلعب بنظام الذهاب والإياب بين بطل كل إقليم.

الحديث هنا عن زمن قديم ومختلف، لم يكن فيه الديكتاتور فرانكو وصل للسلطة بعد، حيث واجه الفريقان بعضهما في 26 مارس 1916، في مباراة الذهاب على ملعب إسبانيول، حيث فاز برشلونة «2-1»، ثم أقيمت مباراة العودة بعدها في الثاني من أبريل، على ملعب أتلتيكو مدريد، وانتهت لصالح الريـال «4-1»، في مباراة شهدت احتساب ركلة جزاء للفريق الأبيض سجلها سانتياجو برنابيو، ولكن الأمور لم تكن انتهت.

في تلك الفترة لم تكن تعطي الأفضلية لصاحب العدد الأكبر من الأهداف للتأهل للنهائي، لذا اضطر الفريقان للعب مباراة فاصلة لتحديد المتأهل، وحددا لها موعد 13 أبريل، على أن يديرها نفس حكم مباراة الإياب، وهو خوسيه أنخل بيراوندو، الذي سبق له اللعب في الناديين، ولكنه قضى وقت أكبر في نادي العاصمة.

كانت المباراة مجنونة، حيث انتهت في وقتها الأصلي بالتعادل بأربعة أهداف لمثلها، وبعد الوقت الإضافي كانت النتيجة النهائية «6-6»، وشهدت احتساب ثلاثة ركلات جزاء للريـال لم يحرز منها سوى واحدة.

يتفق الناديان مجددًا على لعب مباراة فاصلة أخرى بعدها في 15 أبريل، يديرها أيضًا خوسيه أنخل بيراوندو، ويتقدم برشلونة «2-1» ولكن الحكم يحتسب ركلة جزاء يسجلها «برنابيو»، ليتعادل الريـال، ليشتعل غضب لاعبي النادي الكتالوني، إنها خامس ركلة جزاء في هذا الدور الذي لا ينتهي!

يُلعب الوقت الإضافي للمبارة ويسجل ألوخيو أرانجورين الهدف الثالث للريـال، ولكن برشلونة لا يستسلم ويواصل محاولة التعادل، ولكن نفس اللاعب يضيف الهدف الرابع، وسط اعتراض وصراخ من لاعبي برشلونة، بحجة أنه كان متسللًا، ولكن الحكم يصر على احتسابه، مما يدفع النادي الكتالوني للانسحاب.

كانت هذه اللقطة هي بداية الجرح الذي لن يشفي أبدًا والعداوة بين العملاقين، حيث كانت مدينة مدريد تتهم الفريق الكتالوني بـ«انعدام الروح الرياضية وعدم تقبل الهزيمة»، بينما في برشلونة كانت كل أصابع الاتهام تشير نحو «المحاباة وأمطار ركلات الجزاء التي كانت تسقط على الفريق والهدف الذي جاء من تسلل مفترض».

بعد هذا الفوز، تأهل ريـال مدريد بالطبع لنهائي الكأس لمواجهة أثلتيك بلباو، في المباراة التي كانت تلعب للصدفة السيئة بالطبع بالنسبة للفريق الأبيض، في مدينة برشلونة، حيث تمكن النادي الباسكي من دك شباك العاصمة برباعية نظيفة، ليحصل على اللقب.

ومع نهاية المباراة اضطر الفريق الملكي للخروج من الملعب في حماية قوات الحرس المدني، بل وبعض لاعبي أثلتيك، أمام غضب الجماهير التي لم تتوان عن إلقاء الحجارة على حافلة الفريق أثناء عودتها للفندق.

وأرسل بعد هذه الواقعة بعدة أيام عدد من الأندية الكتالونية برقيات تضامن لريـال مدريد، وهي إسبانيول وهيسبانيا وأوروبا، ولكن الجراح القائمة بين الريـال والبرسا لم تلتئم حتى الآن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية