انتقد الخبراء والصيادون فى بحيرة البرلس قرار أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ، بطرح الأراضى الواقعة بين الطريق الدولى الساحلى والبحيرة للاستثمار.
وتبلغ مساحة هذه الأراضى أكثر من 13 ألف فدان منها 1840 فدانًا تقرر البدء فى إجراءات إقامة مزارع سمكية بها.
وأكد الخبراء أن هذه المزارع تهدد أنشطة الصيد بالبحيرة، وتمثل كارثة بيئية عليها باعتبارها من المحميات الطبيعية طبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء لعام 1993.
وقرر الاتحاد التعاونى للثروة المائية تقديم مذكرة عاجلة لأمين أباظة، وزير الزراعة، للتدخل لمنع إقامة المشروع لتهديده الثروة السمكية بالبحيرة وزيادة معدلات التلوث بها، حسبما أكد محمد الفقى، رئيس الاتحاد، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم».
أوضح الدكتور إسماعيل رضوان، خبير الأسماك بالمركز المصرى للتدريب على الاستزراع السمكى، أن إقامة مزارع سمكية فى هذه المساحات تؤثر على نوعية الأسماك الموجودة بها وتهدد أنواعًا كثيرة من الأسماك بالانقراض، خاصة أسماك «الطوبار» والبورى، مشيرًا إلى أهمية دراسة الأثر البيئى لأى مشروع تتم إقامته على جوانب البحيرة.
ومن جانبه، أكد عبدربه الجزايرلى، شيخ الصيادين فى البرلس، أن ما يحدث حاليًا من إقامة مزارع سمكية يهدد مصالح أكثر من 7 آلاف أسرة حرفتهم الرئيسية هى الصيد، مما يهدد بزيادة معدلات البطالة فى المنطقة، والحد من مساحات الصيد الحر لصغار الصيادين من ذوى الدخل المحدود وهم الأغلبية فى البرلس.
وطالب بضرورة تدخل وزير الزراعة للتأكد من الآثار السلبية للمشروع لمنع إقامته، باعتبار أن مسؤولية الزراعة، هى الإشراف على المسطح المائى لجميع البحيرات.
وقال جمعة اليمانى، عضو مجلس إدارة جمعية الصيادين فى البرلس، إن الآثار السلبية للمشروع تتركز فى أن الصرف الناتج عن المزارع السمكية، سيتم إلى داخل البحيرة، مما يؤدى إلى تسمم الأسماك بها ونفوقها، بالإضافة إلى تعرض الزريعة للسرقة نتيجة قيام المزارع باستخدام مياه بحيرة البرلس.
وأضاف أنه للأسف حتى الجهة الإدارية، وهى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية لم يتم إخطارها بالمشروع، على الرغم من أن دورها هو الدفاع عن البحيرة ووضع برامج لتنمية الثروة السمكية بها لأهميتها فى حل أزمة البروتين.
ومن جهته، قال أحمد الجزايرلى، رئيس لجنة الثروة السمكية فى المجلس المحلى للبرلس، إن مشروع المحافظ لإقامة مزارع سمكية على الشواطئ الشمالية للبحيرة يهدد بتدهور إنتاجيتها من الأسماك، بسبب استغلال المزارع السمكية «الزريعة» الموجودة فى البحيرة لتربيتها فى المزارع السمكية لصالح مافيا المزارع من الكبار،
بينما يعانى صغار الصيادين من تدهور مساحات الصيد الحر فى البحيرة وتحولها إلى مناطق نفوذ للكبار وسط ضعف أجهزة هيئة تنمية الثروة السمكية.
وطالب الجزايرلى، وزير الزراعة، بدراسة مشروع لتنمية الثروة السمكية فى البحيرة من خلال تطهير بوغاز البرلس، بما يساهم فى وصول مياه البحر المتوسط إلى داخل البحيرة وتزويدها بأنواع من الأسماك البحرية والنيلية، التى تناسب بيئة البحيرة، ومنع إقامة مزارع سمكية داخلها باعتبارها محمية طبيعية يجب المحافظة عليها.
كما دعا إلى زيادة مساحات الصيد الحر داخل بحيرة البرلس بما يحقق توفير فرص أكبر للعمل للشباب وصغار الصيادين، وتشديد الرقابة على البحيرة، لمنع الصيد الجائر للزريعة لزيادة إنتاجية الأسماك بها.