x

رولا خرسا نهاية العالم رولا خرسا الجمعة 16-10-2015 21:40


انتشرت مؤخراً أخبار وتقارير عن أن نهاية العالم قد اقتربت من بينها كتاب صدر عام 2013 لقسيس إنجيلى يدعى جون هاغى فى ولاية تكساس الأمريكية اسمه: «أربعة أقمار حمراء.. شىء ما سيتغير قريبا» وتوقع أحداثا ستهز العالم قبل نهاية أكتوبر 2015، وأن الأحداث ستكون خاصة بإسرائيل وستغير من مسار التاريخ وتؤثر على العالم وربط ما بين خسوفات القمر وتزامنها مع مناسبات دينية مسيحية ويهودية. وكان القمر قد شهد 4 خسوفات فى سنة واحدة هذا العام وهو أمر ارتبط فى كل مرة حدث فيها بأحداث جسام: ففى عام 1439 تزامن خسوف القمر مع نفى اليهود من الأندلس. وفى عام 1949 تأسست دولة إسرائيل. وفى عام 1967 كانت الهزيمة العربية أمام إسرائيل التى أدت إلى احتلال القدس وسيناء والجولان وأجزاء من الأردن. وفى الأسابيع الماضية أذاعت التليفزيونات فيديوهات عن وكالة ناسا تطمئن الناس أن النيزك الذى سيرتطم بالأرض لن يؤدى إلى نهاية العالم كما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية وصحيفة الميرور البريطانية أيضاً مقالات عن تخوف الناس من اقتراب نهاية العالم. ببساطة الفكرة طرحت للنقاش بين العلماء والكتاب والصحفيين والفلكيين وحتى الناس العاديين. وقبل أن يبدأ بعض القراء بالهجوم على أقول إنه طبعا لا يعلم الغيب إلا الله وأن الساعة علمها عند ربى وأنا أؤمن بهذا دون نقاش وأؤكد عليه ولكن هذا لن يمنعنى من قراءة أو مشاهدة أو الاستماع إلى ما يقال حول هذا الموضوع. كل هذه التقارير والأخبار جعلتنى أفكر فى طرح سؤال افتراضى على الفيسبوك: « ماذا تفعل لو علمت أنه يتبقى لك أسبوع واحد لتحياه؟ أى ماذا تفعل لو علمت أنك ستموت بعد أسبوع؟» ولكم أن تتخيلوا أن تسعة وتسعين بالمائة من الإجابات كانت: «سأصلى وأصوم»، «سأؤدى عمرة أو سأذهب للحج».. وكان ردى.

عليهم «ماذا لو لم يكن وقت الموت متزامن مع موسم الحج»؟ سؤال آخر منطقى: «ماذا ستفعلون فى الفيزا؟» فالسفارات لا تغير من إجراءاتها بسبب ظروف فردية.. كيف ستحصلون عليها فى زمن قياسى؟.. الإجابات طبعا كانت متوقعة بالنسبة لى وإن كان داخلى أمل أن يفكر البعض بطريقة مختلفة..

أتفهم طبعا أن الإنسان عندما يشعر أن أجله قد اقترب يحاول الاقتراب من الله أكثر كى يمحو ما ارتكب من سيئات عله يضمن مكانه فى الجنة.. ولكن السؤال الذى يؤرقنى هو: لا أحد منا يعلم موعده أبدا ولا أحد يضمن بقاءه على الأرض دقيقة قادمة فلم نتعامل مع بعضنا البعض ومع الدنيا كأننا سنعيش إلى الأبد أو مخلدين فوق سطح الأرض؟.. أمر آخر.. لماذا معظمنا فى هذه الحياة أموات؟ سجناء؟ نعيش كالمرضى المساجين فى غرف الإنعاش والموصولين بآلات للتنفس وضخ الدماء وننتظر قرارات الأطباء؟

معظم البشر يعتبرون الأوكسيجين الخاص بهم إما طموحات مادية أو سلطوية أو أى أمر آخر. معظم البشر يربطون حياتهم بحياة الآخرين، ماذا سيقولون عنهم؟، كيف سيفكرون بهم؟، كيف سيتعاملون معهم؟.. لذا يعيشون محاولين إرضاء الآخرين حتى لو كان الآخرون هم أقرب الناس إليهم على حساب أنفسهم وسعادتهم؟.. مع اقتراب نهاية العالم التى قال لنا رسولنا الكريم محمد على الصلاة والسلام منذ أكثر من ألف سنة أنها اقتربت، اسأل نفسك: هل انت سعيد؟ الإجابة لا.. أنا أعلم هذا فمعظم البشر إن لم يكن كلهم غير سعداء، ببساطة لأن السعادة لحظات، أو حالة، تطول مدتها او تقصر ولكنها ليست حالة مستمرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية