مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المصرية تحاول حملة «افضحوهم» قطع الطريق على المرشحين المدعومين من أعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل وجماعة الإخوان المسلمين المصنفة كمنظمة إرهابية في مصر. فهل تنجح في مهمتها؟
«دويتشه فيله» أجرت حوارا مع مؤسس حملة «افضحوهم» والمشاركين معه في الحملة، والذين يرون أن الحزب الوطني، حزب مبارك سابقا والذي تم حله، وجماعة الإخوان لا يزال حضورهما قوي بين المرشحين، ما يستوجب قطع الطريق عليهم بتوعية المواطنين كي لا ينتخبوهم، أو ببساطة «فضحهم» كما يقولون.
وبالنسبة لفكرة حملة «افضحوهم» فقد أتت حين رأى مؤسسوها العدد الكبير نسبيا للمرشحين المنتمين للحزب الوطني وتداول معلومات عن الدفع بمرشحين موالين أو مدفوعين من رجال الحزب الوطني، خاصة المتهمين في قضايا فساد سياسي، بحسب ما يقول الصحفي إيهاب كاسب، مؤسس الحملة والباحث المتخصص في الشؤون البرلمانية، في حديثه معDW عربية، مضيفًا أن لديهم معلومات خاصة وأخرى متداولة ومتاحة لوسائل الإعلام المختلفة تفيد بأن أحمد عز دفع بـ100 مرشح للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، من هم الـ100 شخص، بالطبع لا يعرفهم أحد، وبالتالي كنا نحن أمام مسؤولية أن نبحث عن هؤلاء الناس.
ويضيف أن الأمر لا يقتصر على الحزب الوطني فقط، بل إنهم اكتشفوا أيضا أن حزب النور (السلفي) وضع على بعض قوائمه بعض المرشحين المنتمين لجماعة الإخوان، وهم تحديدا قيادات الصف الثاني والثالث والرابع في الجماعة، وأبرزهم في محافظات الصعيد.
وعن أهداف الحملة التي يقوم على تنفيذها مجموعة من المحاميين والصحفيين والباحثين، يقول كاسب إنها تسعى إلى كشف أو فضح ثلاث فئات، الأولى هم المنتمون للحزب الوطني أو فلول المبارك كما يطلق عليهم، والثانية المتهمون بقضايا فساد أو عليهم شبهات فساد وتدخل واستخدام نفوذ في مختلف الدوائر والمحافظات، أما الفئة الثالثة فهم المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين أو المدعومون منها.
وعن المعطيات التي تمكنهم من التعرف على المرشحين المستهدفين يقول كاسب في المقام الأول لدينا عدد من وسائل التوصل للمعلومة، إذ أن الحملة تتعامل مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية المشاركة في مراقبة الانتخابات، ومع المراقبين الميدانيين الذين هم في الأساس أهالي الدوائر، وبالتالي هم يعلمون الخلفية السياسية للمرشحين وانتماءاتهم، فهذا أحد مصادر المعلومة«والمصدر المهم الآخر لمعلومات الحملة موقعها على الفيسبوك، كما تحصل الحملة على المعلومات عبر الاتصالات الهاتفية التي تردها على رقمها.
ويقول إن فضح المرشح المعني يتم بنشر تقرير في كل وسائل الإعلام.
ويوضح كاسب آلية عمل الحملة قائلًا إن المعلومات تدخل إلى غرفة عمليات تضم مجموعة من الباحثين والقانونيين الذين يعملون على مراجعتها والتأكد من منطقيتها ثم تدخل مرحلة التوثيق التي قد تتطلب منا أن نتصل ببعض الشخصيات والمواطنين في الدوائر التي تعمل فيها الحملة، كل هذا يساعد على تدقيق المعلومات وقد نخرج بشكوى واحدة صحيحة من مائة.
أما المرحلة الأخيرة للحملة فهي مرحلة الفضيحة والتي تتم بكتابة تقرير ونشره في جميع وسائل الإعلام بكافة الأسماء التي تم رصدها، وسنكتب مع كل اسم فقرة صغيرة من ثلاثة أو أربعة أسطر عن خلفية الشخص المعني (المفضوح) السياسية أو خلفية الفساد أو حتى التهمة التي لم تثبت عليه بعد. وسنوضح أننا تأكدنا أن هذا الشخص متهم بكذا وعلى الجهات الأمنية والمسؤولين والمعنيين في الدولة التحقيق في ذلك، وهي المعنية بإدانته أو تبرئته.
واختتم إيهاب كاسب، رئيس حملة افضحوهم حديثه لـDW عربية قائلًا: «لا يصح أن يشرّع ويحكم مستقبلنا من يحمل فكرا متطرفا أو يرفض قبول الآخر وما يهمني في المقام الأول أن المواطن المصري حين يذهب إلى الانتخابات لا يختار على عماه».
ولمعرفة رأي الجمهور وخاصة الشباب بالحملة وفكرتها التقتDW عربية بمجموعة من الشباب وسألتهم عن رأيهم وفيما إذا كانوا مشاركين فيها أم لا.
على سيد، عامل بمحل، قال إنه لم يسمع بالحملة ولا يعرف عنها شيئا لكنه ورغم إعجابه بفكرتها، فإنه لن يشارك فيها لأن كل اللي بيتكلم في السياسة في بلدنا بيتمسك (يلقى القبض عليه)، وعلى نفس النهج كان رد آية كمال، حاصلة على شهادة جامعية، التي عبرت عن إعجابها بالفكرة وذلك لأننا لا نريد تدخلات من إخوان مرة أخرى، مستبعدة المشاركة في الحملة «لأني مليش في السياسة».
كذلك أتى رأي الطبيبة هدير إبراهيم، التي قالت إنها معجبة بفكرة الحملة لكنها لن تشارك لأنها ليست مقتنعة بأي حاجة لها علاقة بالسياسة.
وبشكل معاكس عبر الطالب عبدالوهاب خالد عن استعداده للمشاركة في الحملة رغم عدم معرفته بها من قبل لكي لا يعود الإخوان إلى الحكم، حسب قوله.
كذلك أتى رأي الطالب عبدالرحمن منصور، حيث عبر عن إعجابه بفكرة الحملة مع استعداده للمشاركة فيها لأنه لا يريد أن يكون هناك أي مرشح يكون مدعوما من أحد.