تلك الدولة الناشئة التي ظهرت في 1991 أصبحت الآن جزءا من البطولة الأكبر في أوروبا للمنتخبات، وهي اليورو، حيث نجحت ألبانيا في حسم تأهلها مباشرة إلى يورو 2016 في فرنسا باحتلالها للمركز الثاني في المجموعة خلف البرتغال، متفوقة على الدنمارك وصربيا، العدو التاريخي.
وكرويا تعتبر ألبانيا من المنتخبات الضعيفة فهو ذاك الفريق الذي تتمنى أن يسقط مع المنتخب الذي تفضله في المجموعة لضمان 6 نقاط في التصفيات أو 4 نقاط إن استهترت به فمنذ 1992، وحتى الآن لم تحقق ألبانيا سوى 12 انتصارا في التصفيات مقابل 31 هزيمة و16 تعادلا.
ولكن هذه التصفيات خرج جيل ألباني جديد شاهد زملائه في الصغر شاكيري وبهرامي يفضلون سويسرا ويلعبون المونديال واليورو، وهناك تاولانت زاخا والذي شاهد أخاه الشقيق جرانت يفضل سويسرا أيضا على بلده الأم ألبانيا، وجميعهم شاهد زميلهم الألباني الآخر شوكردان مصطافي يرفع كأس العالم مع ألمانيا.
وهنا بدأ التحدي وفي مجموعة هي الأصغر في التصفيات مع البرتغال والدنمارك وصربيا وأرمينيا والترشيحات كلها تصب لمصلحة الثلاثي الأول للتأهل المباشر أو لعب الملحق، ولكن ألبانيا ورجال المدرب الإيطالي جياني دي بياسا تحدو كل شيء.
وانطلقت التصفيات والألبان يحققون النتائج المميزة بثلاثة انتصارات على البرتغال، في البرتغال، وصربيا في صربيا، وأرمينيا في ألبانيا، وتعادلين أمام الدنمارك المنافس المباشر على المركز الثاني، وهزيمة أمام البرتغال في ألبانيا والأسبوع الأخير من التصفيات قد أقبل ومواجهة حسم التأهل المباشر أمام صربيا لا تمر كما تمناها الألبان، فالهزيمة جاءت بهدفين على ملعبهم وأمام عدوهم التاريخي على كل المستويات الرياضية والسياسية والدينية ليتأزم الموقف.
وقبل المباراة الأخيرة، وحسم التأهل أمام أرمينيا جاءت كلمات رئيس الوزراء للاعبيه: «من يتجه نحو قمة الجبل فعليه أن يواجه الرياح القوية»، وينزل اللاعبون ليكتبوا التاريخ ويحققوا فوزا تاريخيا بثلاثية نظيفة ويتأهلوا للمرة الأولى في تاريخهم إلى يورو 2016، ليظفروا باللعب في البطولة الأوروبية أسوة بزملاء الطفولة الذين قرروا تفضيل الشهرة على الانتماء.
وتنطلق الأفراح ليس فقط في ألبانيا ولكن في الدولة الصغيرة كوسوفا، التي احتفل شعبها مع جيرانهم المفضلين لتعم الفرحة أجواء الدولة الصغيرة ويتناسى الجميع مأسيهم ومشاكلهم ويتجمعون للاحتفال بصعود تاريخي يضع ألبانيا على الخريطة الكروية.
«لقد ظل والدي يبكي لمدة ساعتين من الفرحة بعد أن تأهلنا، نحن الآن سعداء في ألبانيا بعد أن واجهت هذه البلاد الكثير من الصعوبات سابقا»، لوريك كانا القائد التاريخي للألبان نحو التأهل.
«هو إنجاز تاريخي للبلد وللشعب، لقد أظهر هؤلاء اللاعبين أنه بالعمل والاجتهاد يصبح المستحيل ممكنا، وأتمنى أن يساعدنا هذا التأهل على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سياسيا»، إيدي راما، رئيس وزراء ألبانيا بعد التأهل.
وصعدت ألبانيا إلى اليورو برصيد 14 نقطة في المركز الثاني خلف البرتغال وبثلاث نقاط اعتباريه من نتيجة مباراة مع صربيا تم احتسابها بثلاثة أهداف نظيفة لمصلحة الألبان، بسبب شغب الصرب وسجل لاعبو ألبانيا 7 أهداف عن طريق 7 لاعبين مختلفين، بينما مني مرماهم بخمسة أهداف.
ويمتلك المنتخب الألباني ثلاثة أسماء مميزة قد تكون سمعت أسماءهم من قبل فهناك تاولانت زاخا، لاعب وسط بازل السويسري، وزميل محمد النني هناك، ويتواجد أيضا الحارس بيرشا في لاتسيو الإيطالي ومعه القائد التاريخي واللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ ألبانيا لوريك كانا لاعب نانت الفرنسي الحالي ومارسيليا ولاتسيو السابق، الذي سيكلل مسيرته التاريخية كأفضل لاعب في تاريخ ألبانيا بمشاركة تاريخية أولى في بطولة قارية كبرى وهي يورو 2016 في فرنسا.